على مدى اليومين الأول والثاني من أكتوبر 2012 تحتضن العاصمة الأردنية عمان “اجتماع الخبراء لمبادرة الإسكوا حول تعزيز صناعة المحتوى الرقمي العربي من خلال الحاضنات التكنولوجية”. وهو خطوة أخرى، تقدم عليها “الإسكوا”، كما جاء في الدعوة لذلك اللقاء، في طريق “دعمها المحتوى الرقمي العربي منذ العام 2003 عبر تنظيمها مجموعة من الأنشطة، كان أبرزها مشروع مخصص لتعزيز تطوير صناعة المحتوى الرقمي العربي من خلال دعم إنشاء شراكات ناشئة وصغيرة في حاضنات الأعمال وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي انطلق من قناعة الإسكوا بأن صناعة المحتوى الرقمي العربي تقدم فرصاً واسعة للاستثمار في شتى المجالات، التربوية والعلمية والثقافية منها وهي تشكل خطوة محورية نحو بناء مجتمع المعلومات العربي وأداة هامة من أجل تحسين النفاذ إلى الإنترنت عبر توفير محتوى على الإنترنت باللغة العربية يتلاءم مع احتياجات ومتطلبات الفئات المتنوعة في المنطقة”.
يأتي هذا الاجتماع أيضاً، وكما تقول “الإسكوا” في إطار مبادرة جديدة تطلقها، هذه المنظمة الإقليمية، في سياق اهتمامها بصناعة المحتوى الرقمي العربي كي “تشمل نطاقاً أوسع وأكثر تنوعاً من الشراكات الوطنية والإقليمية”، بعد تلمسها “تزايد اهتمام المنطقة العربية بالمحتوى الرقمي العربي والذي تبلور بإطلاق عدد من المبادرات الحكومية وغير الحكومية، وكذلك تنفيذ مشاريع من قبل القطاع الخاص لإغناء المحتوى الرقمي العربي”. ويجيء كل ذلك تتويجاً لمشروع الإسكوا الهادف إلى “تحفيز صناعة المحتوى الرقمي العربي من خلال الحاضنات التكنولوجية”، الذي “انتهى تنفيذه في العام 2010 بنجاح ملحوظ أثنى عليه كافة الشركاء المساهمون فيه وخاصة من الحاضنات التكنولوجية والخبراء”.
وتؤكد “الإسكوا”، وهو أمر في غاية الأهمية، على أنها تعكف “في هذه المرحلة على إعداد دراسة حول نماذج الأعمال الجديدة للشراكات العاملة في تطوير المحتوى الرقمي، كما تقوم بدراسة حول وضع صناعة المحتوى الرقمي العربي في المنطقة. كما إنها تعد الخطة لتنفيذ المبادرة بالتعاون مع عدد من الشركاء الإقليمين والمحليين في الدول العربية وذلك من أجل تنظيم حملات توعية حول أهمية صناعة المحتوى الرقمي العربي، وإطلاق مسابقات للمحتوى الرقمي العربي على المستويين الوطني والإقليمي لانتقاء أفضل مقترحات التطبيقات. ومن المخطط أن ينال الفائزون في المسابقات احتضاناً لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة في إحدى حاضنات الأعمال في المنطقة “. ما هو أهم من كل ذلك، هو أن الإسكوا تطمح في أن تتوج مبادرتها تلك باحتضان “الأفكار المبتكرة بإنشاء شراكات ناشئة أو صغيرة عاملة في مجال المحتوى الرقمي العربي”.
وسعياً منها لضمان انتقال تلك الأفكار الرائدة في مجال “المحتوى الرقمي العربي” من مجرد أفكار في أذهان من يقفون وراءها، وخاصة من فئة الشباب، إلى مشروعات حية تساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتمارس دورها الملموس في وضع البلاد العربية على طريق التحول من الاقتصاد التقليدي، الذي يئن في العديد منها تحت وطأة “الاقتصاد الريعي الخارجي”، إلى الاقتصاد المشبك الذي يولده المجتمع المعرفي، حددت الإسكوا مجموعة من الخطوات العملية لتحقيق ذلك تتمحور، كما ورد في وثائق الدعوة لذلك الاجتماع، حول الإجراءات التالية:
تزويد مختلف الأطراف الشركاء في المشروع بمعلومات حول الأنشطة الخاصة بالمحتوى الرقمي العربي والتي ينفذها الشريك.
تقديم الدعم المادي لاحتضان الفائزين في مسابقة المحتوى الرقمي العربي في حاضنة الأعمال الشريكة على المستوى الوطني.
احتضان الفائزين في مسابقة المحتوى الرقمي العربي في إطار خاص بحاضنات الأعمال.
وكما يبدو، فإن “الإسكوا”، ومن خلال تجاربها الغنية التي استقتها على مدى أعوام من العمل في المنطقة العربية، وجدت ضرورة، ومن ثم أهمية، وضع خطوات عملية محددة، تضمن تنفيذ تلك المبادرة، وتحول دون ضياعها في أروقة الدوائر العربية، من خلال الآليات التالية:
تنظيم مؤتمر إقليمي حول المحتوى الرقمي العربي.
تنظيم حملات توعية حول أهمية صناعة المحتوى الرقمي العربي في دول عربية منتقاة. تنظيم ندوات ومحاضرات لدى المنظمات المعنية كالمؤسسات الأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني، وحاضنات الأعمال.
التواصل مع الشباب في مواقعهم.
ليس هناك أدنى شك من أن “الإسكوا” في نطاق عملها من أجل إنجاح هذا المشروع ستواجه مجموعة من الصعوبات والتحديات، الذاتية النابعة من طبيعة عمل “الأسكوا”، وآليات التخطيط لمشروعاتها وطرق تنفيذها من جهة، وأخرى موضوعية مصدرها الإطار الحضاري، والخلفية الثقافية، والنظم الاقتصادية، والعلاقات الاجتماعية التي تسود المنطقة العربية التي تتوجه نحوها الإسكوا، وتسيطر على سلوكيات شعوبها من جهة ثانية.
من هنا وقبل الدخول في تلك الصعوبات وتشخيص تلك التحديات لا بد من التوقف عند مجموعة من القضايا، ذات العلاقة بالتأسيس لصناعة محتوى رقمي عربية ناجحة، التي يمكن حصر الأهم منها في النقاط التالية:
1. أن معالجة مسألة المحتوى الرقمي عموماً، دع عنك العربي على وجه الخصوص، سواء ذلك الذي ينشر منه على الإنترنت، أو الذي يحفظ في أوعية معلومات رقمية، عملية معقدة وغاية في الصعوبة، نظراً لكونها ليست مجرد المعالجة النهائية التي تنحصر في التحويل الآلي من التقليدي إلى الرقمي، بل هي حلقات مترابطة تحكمها قوانين فنية، وبحاجة إلى دوائر إجرائية متشابكة، إن أريد لها الوصول إلى الهيئة التي تؤهلها للانتقال من مرحلة الأفكار إلى مستوى المشروعات الملموسة، كما تطمح “الإسكوا”. ليس القصد هنا، كما يقول المثل الدارج “وضع العصي في الدولايب”، أو “تكسير المجاديف”، بقدر ما هو محاولة جادة لوضع الأمور في نصابها، بعد إعطائها الحيز الذي تستحقه. ومن هنا فإن هناك مراحل طويلة، لا بد لها تسبق المرحلة النهائية التي قد تبدو سهلة، في أعين البعض منا.
2. أن الانتقال من مستوى الأفكار المختمرة في أذهان البعض، إلى حيز التصنيع، كما تطمح مبادرة “الإسكوا”، هي الأخرى بحاجة إلى جهود لا ينبغي الاستهانة بها، ومحفوفة بالكثير من الصعوبات، ليست محصورة، كما قد يتوهم البعض، في توفير السيولة النقدية، أو الحصول على القرارات السياسية من جهات عليا في الدولة. فهي بالإضافة إلى كل ذلك، بحاجة إلى منظمات مجتمعية قادرة على تحويل تلك الأفكار والقرارات إلى خطوات ملموسة، سوية مع مؤسسات تعليمية، تتمتع بالاستقلالية الأكاديمية والمهنية التي يحتاجها ذلك التحول، قادرة على تفريخ الموارد البشرية الكفؤة والمهيئة للتفكير الإبداعي الذي تحتاجه صناعة المحتوى الرقمي العربية، إن أريد لها الانطلاق، وامتلاك مقومات النجاح والاستمرار في سوق تجاوزت قوانينها التنافسية الحدود الإقليمية التي يخطط لها أن تحتضن تلك الصناعة.
3. أن المنظمات الدولية والإقليمية، مع أهمية انخراطها في مشاريع تخاطب تلك الصناعة، لكن دورها يبقى محدوداً، ودوائر إسهاماتها الحقيقية ضيقة، ما لم تعضدها في التخطيط لمشروعات صناعة المحتوى الرقمي العربية، مجموعة أخرى من المنظمات الوطنية، المستندة إلى قاعدة صلبة مصدرها الدعم السياسي من الدولة المعنية، والرعاية الاقتصادية من الدوائر ذات العلاقة، وتشاركها أيضاً في عمليات الانتقال من مراحل التخطيط إلى مستويات التنفيذ
يأتي هذا الاجتماع أيضاً، وكما تقول “الإسكوا” في إطار مبادرة جديدة تطلقها، هذه المنظمة الإقليمية، في سياق اهتمامها بصناعة المحتوى الرقمي العربي كي “تشمل نطاقاً أوسع وأكثر تنوعاً من الشراكات الوطنية والإقليمية”، بعد تلمسها “تزايد اهتمام المنطقة العربية بالمحتوى الرقمي العربي والذي تبلور بإطلاق عدد من المبادرات الحكومية وغير الحكومية، وكذلك تنفيذ مشاريع من قبل القطاع الخاص لإغناء المحتوى الرقمي العربي”. ويجيء كل ذلك تتويجاً لمشروع الإسكوا الهادف إلى “تحفيز صناعة المحتوى الرقمي العربي من خلال الحاضنات التكنولوجية”، الذي “انتهى تنفيذه في العام 2010 بنجاح ملحوظ أثنى عليه كافة الشركاء المساهمون فيه وخاصة من الحاضنات التكنولوجية والخبراء”.
وتؤكد “الإسكوا”، وهو أمر في غاية الأهمية، على أنها تعكف “في هذه المرحلة على إعداد دراسة حول نماذج الأعمال الجديدة للشراكات العاملة في تطوير المحتوى الرقمي، كما تقوم بدراسة حول وضع صناعة المحتوى الرقمي العربي في المنطقة. كما إنها تعد الخطة لتنفيذ المبادرة بالتعاون مع عدد من الشركاء الإقليمين والمحليين في الدول العربية وذلك من أجل تنظيم حملات توعية حول أهمية صناعة المحتوى الرقمي العربي، وإطلاق مسابقات للمحتوى الرقمي العربي على المستويين الوطني والإقليمي لانتقاء أفضل مقترحات التطبيقات. ومن المخطط أن ينال الفائزون في المسابقات احتضاناً لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة في إحدى حاضنات الأعمال في المنطقة “. ما هو أهم من كل ذلك، هو أن الإسكوا تطمح في أن تتوج مبادرتها تلك باحتضان “الأفكار المبتكرة بإنشاء شراكات ناشئة أو صغيرة عاملة في مجال المحتوى الرقمي العربي”.
وسعياً منها لضمان انتقال تلك الأفكار الرائدة في مجال “المحتوى الرقمي العربي” من مجرد أفكار في أذهان من يقفون وراءها، وخاصة من فئة الشباب، إلى مشروعات حية تساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتمارس دورها الملموس في وضع البلاد العربية على طريق التحول من الاقتصاد التقليدي، الذي يئن في العديد منها تحت وطأة “الاقتصاد الريعي الخارجي”، إلى الاقتصاد المشبك الذي يولده المجتمع المعرفي، حددت الإسكوا مجموعة من الخطوات العملية لتحقيق ذلك تتمحور، كما ورد في وثائق الدعوة لذلك الاجتماع، حول الإجراءات التالية:
تزويد مختلف الأطراف الشركاء في المشروع بمعلومات حول الأنشطة الخاصة بالمحتوى الرقمي العربي والتي ينفذها الشريك.
تقديم الدعم المادي لاحتضان الفائزين في مسابقة المحتوى الرقمي العربي في حاضنة الأعمال الشريكة على المستوى الوطني.
احتضان الفائزين في مسابقة المحتوى الرقمي العربي في إطار خاص بحاضنات الأعمال.
وكما يبدو، فإن “الإسكوا”، ومن خلال تجاربها الغنية التي استقتها على مدى أعوام من العمل في المنطقة العربية، وجدت ضرورة، ومن ثم أهمية، وضع خطوات عملية محددة، تضمن تنفيذ تلك المبادرة، وتحول دون ضياعها في أروقة الدوائر العربية، من خلال الآليات التالية:
تنظيم مؤتمر إقليمي حول المحتوى الرقمي العربي.
تنظيم حملات توعية حول أهمية صناعة المحتوى الرقمي العربي في دول عربية منتقاة. تنظيم ندوات ومحاضرات لدى المنظمات المعنية كالمؤسسات الأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني، وحاضنات الأعمال.
التواصل مع الشباب في مواقعهم.
ليس هناك أدنى شك من أن “الإسكوا” في نطاق عملها من أجل إنجاح هذا المشروع ستواجه مجموعة من الصعوبات والتحديات، الذاتية النابعة من طبيعة عمل “الأسكوا”، وآليات التخطيط لمشروعاتها وطرق تنفيذها من جهة، وأخرى موضوعية مصدرها الإطار الحضاري، والخلفية الثقافية، والنظم الاقتصادية، والعلاقات الاجتماعية التي تسود المنطقة العربية التي تتوجه نحوها الإسكوا، وتسيطر على سلوكيات شعوبها من جهة ثانية.
من هنا وقبل الدخول في تلك الصعوبات وتشخيص تلك التحديات لا بد من التوقف عند مجموعة من القضايا، ذات العلاقة بالتأسيس لصناعة محتوى رقمي عربية ناجحة، التي يمكن حصر الأهم منها في النقاط التالية:
1. أن معالجة مسألة المحتوى الرقمي عموماً، دع عنك العربي على وجه الخصوص، سواء ذلك الذي ينشر منه على الإنترنت، أو الذي يحفظ في أوعية معلومات رقمية، عملية معقدة وغاية في الصعوبة، نظراً لكونها ليست مجرد المعالجة النهائية التي تنحصر في التحويل الآلي من التقليدي إلى الرقمي، بل هي حلقات مترابطة تحكمها قوانين فنية، وبحاجة إلى دوائر إجرائية متشابكة، إن أريد لها الوصول إلى الهيئة التي تؤهلها للانتقال من مرحلة الأفكار إلى مستوى المشروعات الملموسة، كما تطمح “الإسكوا”. ليس القصد هنا، كما يقول المثل الدارج “وضع العصي في الدولايب”، أو “تكسير المجاديف”، بقدر ما هو محاولة جادة لوضع الأمور في نصابها، بعد إعطائها الحيز الذي تستحقه. ومن هنا فإن هناك مراحل طويلة، لا بد لها تسبق المرحلة النهائية التي قد تبدو سهلة، في أعين البعض منا.
2. أن الانتقال من مستوى الأفكار المختمرة في أذهان البعض، إلى حيز التصنيع، كما تطمح مبادرة “الإسكوا”، هي الأخرى بحاجة إلى جهود لا ينبغي الاستهانة بها، ومحفوفة بالكثير من الصعوبات، ليست محصورة، كما قد يتوهم البعض، في توفير السيولة النقدية، أو الحصول على القرارات السياسية من جهات عليا في الدولة. فهي بالإضافة إلى كل ذلك، بحاجة إلى منظمات مجتمعية قادرة على تحويل تلك الأفكار والقرارات إلى خطوات ملموسة، سوية مع مؤسسات تعليمية، تتمتع بالاستقلالية الأكاديمية والمهنية التي يحتاجها ذلك التحول، قادرة على تفريخ الموارد البشرية الكفؤة والمهيئة للتفكير الإبداعي الذي تحتاجه صناعة المحتوى الرقمي العربية، إن أريد لها الانطلاق، وامتلاك مقومات النجاح والاستمرار في سوق تجاوزت قوانينها التنافسية الحدود الإقليمية التي يخطط لها أن تحتضن تلك الصناعة.
3. أن المنظمات الدولية والإقليمية، مع أهمية انخراطها في مشاريع تخاطب تلك الصناعة، لكن دورها يبقى محدوداً، ودوائر إسهاماتها الحقيقية ضيقة، ما لم تعضدها في التخطيط لمشروعات صناعة المحتوى الرقمي العربية، مجموعة أخرى من المنظمات الوطنية، المستندة إلى قاعدة صلبة مصدرها الدعم السياسي من الدولة المعنية، والرعاية الاقتصادية من الدوائر ذات العلاقة، وتشاركها أيضاً في عمليات الانتقال من مراحل التخطيط إلى مستويات التنفيذ