يسهل على المتابع لنشرات أخبار وبرامج فضائية العالم الإيرانية ملاحظة إقحامها البحرين وشقيقاتها في دول مجلس التعاون في كثير من الأخبار حتى إن كانت علاقتها بها محدودة، فالأنظمة الخليجية حسب منطق هذه الفضائية وراء كل معوج في هذا العالم وأن حكام الخليج العربي سبب كل مشكلة، وأن الحياة من دونهم أطعم! هذا جانب من المنطق الأعوج الذي تعتمد عليه هذه الفضائية (السوسة)، إنها تربط ما يجري في كل العالم بالأنظمة الخليجية وتتحين الفرص لمهاجمتها. أما مذيعو البرامج فيها، فيتعمدون إقحام اسم البحرين وشقيقاتها في أي موضوع وبطريقة استفزازية، وأما ربط حكام الخليج بما يجري في الساحة العربية والخليجية، والبحرينية بشكل خاص فيتم يومياً، فكل ما حدث ويحدث في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا (بالتأكيد) هومن نتاج سياسات حكام الخليج! أما الأخبار الخاصة بالبحرين والسعودية وما يجري فيهما أحياناً من مشكلات وخصوصاً إن كان الأمر متعلقاً بسقوط قتيل؛ فإنها وجبة دسمة تستحق الاحتفال، وهي فرصة لتوجيه النقد اللاذع لهما وتشويه سمعة السلطة فيهما، لذا فإنه ليس بمستغرب أبداً تضخيم أي حادثة صغيرة تحدث هنا أو هناك وإبرازها بطريقة مختلفة تخدع كل من هو على غير علم بمآرب هذه الجارة التي لا تزال دون القدرة على التعامل مع الدول كدولة. ولعل أقرب مثال على هذا ما حدث في الأيام الأخيرة في البحرين والقطيف، حيث توفي البعض نتيجة عنف شاب مظاهرات خارجة على القانون، فالمتابع لهذه الفضائية يعتقد أن الذين سقطوا إيرانيون وليسوا خليجيين. وصل الأمر بمقدمي حفلة السب اليومية التي تخصصها السوسة للنيل من البحرين وقيادتها حد انتقاد تقديم مجموعة من السفراء أوراق اعتمادهم، بينما لا تزال مشكلة البحرين دون الحل، معتبرة ذلك (تجاوزاً) لحقوق الإنسان خاصة أن هذا الأمر حدث مباشرة بعد اجتماع جنيف! ما يحدث في أي دولة خليجية، وخصوصاً في البحرين والشقيقة الكبرى، مهما كان صغيراً وتافهاً هو بالنسبة لهذه الفضائية فرصة تحرص على الاستفادة منها بتوظيفها بما يخدم أجندتها، وليس ما حدث في بعض الجامعات السعودية ذات مرة ببعيد، ولعل العاملين في السوسة رقصوا فرحاً بما حدث رغم أنه حراك يعتبر في خاتمة المطاف عادياً بالنسبة للحياة الطلابية في الجامعات. اللافت أيضاً أن مقدمي البرامج الحوارية في هذه الفضائية يقحمون اسم السعودية وآل سعود في أي موضوع يتم الحديث فيه عن البحرين. فهذه الفضائية ومن يقف وراءها يعتبرون العلاقة بين السعودية والبحرين علاقة غير طبيعية، لذا تردد دائماً عبارات من مثل «القوات البحرينية المدعومة بقوات الاحتلال السعودي» في محاولة لتثبيت الادعاء أن دخول قوات من درع الجزيرة إلى البحرين لم يكن بطلب من البحرين! هذا التقصد الواضح من هذه الفضائية وغيرها من الفضائيات التي تشترك معها في الهدف والحيلة لافت ومثير، أما اللافت أكثر والأكثر إثارة فأمران؛ الأول أن هذه الفضائية لا تبث أي خبر إيجابي عن دول المجلس مهما كان ذلك الخبر مهماً وفيه نفع للمسلمين وللحضارة الإنسانية، والثاني أنها تركز على أي خبر يشم منه رائحة خلاف أو حتى اختلاف في وجهات النظر بين أي دولة من دوله. أما الأخبار التي يرد فيها اسم أي دولة خليجية إلى جانب اسم سوريا وما يجري فيها فتعتبر من الفرص التي لا تفوت. ما لا تعرفه هذه السوسة ومن لف لفها ومن يقف وراءها أن لحم دول مجلس التعاون مر، وأن العلاقة فيما بينها لا يمكن أن تهتز مهما قالت عنها ونشرت من أخبار.. وإن فصلتها تفصيلاً!
{{ article.visit_count }}