لا أعرف سفيراً أمريكياً تحدث بما يتحدث به السفير كراجيسكي منذ أن وصل وبشكل مستفز لأهل البحرين، كما أني لا أعرف سفيراً آخر يحمل عليه الناس من الغضب ما يحملون على السفير الحالي.
من الطبيعي جداً أن يرفض السفير الأمريكي الرد على سؤال: هل يمكن إطلاق حوار في ظل العنف؟!
فلو أنه كان يريد أن يقول في إجابته مثلاً (هذا غير مقبول أن يطلق الحوار في ظل العنف) لقال، لا شيء يمنعه، لكن يبدو أنه كان يريد أن يقول نعم، وربما منعته الإجابات الملتوية، ثم كيف يرفض العنف وأمريكا صاحبة الفوضى الخلاقة، ومركز الثورات العربية الأمريكي يدار في دولة خليجية؟
لكني سوف أتوقف عند كلمة قالها السفير في لقاء صحيفة الوطن (التي أشاد بها السفير) حين قال إن الأحداث دمرت الكثير من منجزات جلالة الملك..!
فهل هذا كلام مقبول من السفير الأمريكي، أن يتحدث هذا عن منجزات البحرين وجلالة الملك؟
ثم هل هذا رأي السفير أم رأي دولته؟
لكن في كل إجابات السفير الأمريكي سوف تجدون مثل هذا (العنف في الشارع يوازيه إطلاق مسيل دموع)..!
أو (من واجب الشرطة التصدي واعتقال مثيري العنف، لكن رد الشرطة مبالغ فيه)..!
أو أن يقول (انسحاب المعارضة من البرلمان خطأ سياسي، ثم يقول لكنه قد يكون تكتيكاً)..!
بينما وصف إعلام إيران بالكاذب وغير المقبول والمؤجج، لكنه قال أيضاً إنها لا تتدخل في شؤون الدول الخليجية..!
وقس على ذلك الكثير من الإجابات، يقول الأمر ونقيضه في الإجابة ذاتها، وأحياناً يخرج عن اللياقة الدبلوماسية مثلما فعل حين تحدث عن منجزات البحرين.
في اعتقادي أن إجابات السفير تذهب بشكل واضح وصريح إلى (الطبطبة على كتف أيادي التأزيم) ولا يريد أن يلوم تلك الأيادي في أي شيء ويجد لهم المسوغ والتبرير في كل ما يحصل.
أعود وأقول إن ذلك يرجع إلى أن الأحداث التي مرت علينا ليست بعيدة عن الأدوار الأمريكية بدءاً من رعاية أمريكا لكوادر الوفاق وتدريبهم على الفوضى الخلاقة، وهذا يظهر لهم تخطيطاً آخر للمنطقة حتى وإن تأجل، أو هزم هذا التخطيط مرحلياً، إلا أنه موجود، لذلك لن تجدوا إدانة صريحة لأعمال الوفاق.
لن يستطيع السفير كراجيسكي مع احترامي له أن يجمل دوره، أو دور بلاده، ولن يستطيع أن يكون لاعب “أكروبات” أمامنا، يقول الأمر ونقيضه في الجملة ذاتها، قد يكون متدرباً على ذلك حتى يكون رمادياً كعادة الساسة الأمريكان.
الغضب الشعبي على تصريحات ودور وأيادي السفير في البحرين في محلها في تقديرنا، عطفاً على ما يفعل ويقول.
على الجانب الآخر أتى موقف الأخوة في مجلس النواب من أجل جلسة استجواب لوزير الخارجية عطفاً على التدخلات الأمريكية أو البريطانية قبل فترة من خلال زيارات ومن خلال إملاءات، فإن ما نتمناه من المجلس أن يكون هو صاحب القرار، وأن تكون الجلسة مدعمة بالحقائق وليست بالخطب. فما يحدث أنهم يقولون عن أنفسهم أنهم أصدقاء وأن البحرين حليف استراتيجي، فإن ذلك لا يظهر أبداً في الإملاءات والتصريحات والتدخلات التي وصلت إلى القضاء البحرين.
كأني أعرف رد الوزير الفاضل وزير الخارجية، لكن لا يجب أن لا تمر الأحداث والتدخلات من غير موقف شعبي قوي ومن خلال المجلس المنتخب.
أمريكا لديها مشروعها بالمنطقة، والدولة تعرفة، ونحن نعرفه، الدولة تجامل من واقع التعامل مع الدول ومن واقع الدبلوماسية، لكننا كشعب لن نجامل السفير أو غيره.
^^ وزير النفي وإحصائية لمرات النفي!
أحد الأخوة الكرام تبرع من ذات نفسه وقال إنه سوف يقوم بعملية إحصاء “لوزير النفي” وكم مرة نفت الوزارة أحداثاً حقيقية وقعت فعلاً.
لو أن الأخ تكرم علينا بهذه الإحصائية التي تنفي فيها الوزارة الأحداث التي تقع فعلاً ربما نخرج برقم يدخلنا موسوعة “جنيس” العالمية.
وزراء النفي المستمر (ما يفيد وياهم إلا جذي) وسوف ننتظر ونرى..!
لكني أعتقد أن لدينا أكثر من وزير ليس لديهم إلا النفي ولا يعترفون بالأخطاء..!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90