منذ أن تسلم المدرب بيتر تايلور مهمة تدريب المنتخب البحريني لكرة القدم وهو يقدم منتخباً شاباً بعناصر طيبة، وباكتشافات وخامات محترمة. ما فعله تايلور لم يفعله البرازيليون، ولا الألمان، ولا التشيكي ماتشالا، فلم نكن نتوقع أن المنتخب سوف يصحو (إنجليزياً) في الوقت الذي صار كابيلو، واريكسون يدربان المنتخب الإنجليزي، لكن هكذا تحدث الأمور في الحياة أيضاً، قد تنجح مع اسم ليس كبيراً، وتخفق مع مدرب كبير تدفع له الملايين. يحسب لتايلور أيضاً حضوره جميع المباريات، وتحسب له الجدية والانضباط، وهذا أمر مهم للمنتخب، الصرامة والانضباط عنصران أساسيان لنجاح أي منتخب. لكن حتى اللحظة لا أعرف تفسير ما حدث للمنتخب في البطولة العربية، منتخب المغرب الرديف، يعطينا أربعة، وهذا يجعلنا نقول إن منتخب المغرب للناشئين قد يفوز علينا واحد لصفر ربما، عطفاً على أن المنتخب الرديف يعطينا أربعة. نعم المنتخب المغربي عالمي وقوي، ربما كنا نتوقع التعادل أو الخسارة، أو الفوز بصعوبة، لكن الأربعة كبيرة يا اتحاد الكرة، ويا تايلور. هذا شأن المغرب، لكن شعرنا أننا “ملطشة”، بعد الهزيمة من اليمن، مع احترامي للمنتخب اليمني الشقيق، اليمن بلد خرج من الفوضى ومن الأزمات المالية، وجاء وأعطانا درساً كروياً، وهزمنا بالرأفة بهدفين...! إذا كان المدرب يريد أن يجرب لاعبين من أجل كأس الخليج (وهنا أتوقع عذر المدرب، وعذر الاتحاد) والعذر غير مقبول تماماً، فماذا كان المنتخب يفعل في مصر، ثم كيف نعسكر في بلد متوقف فيه النشاط الرياضي؟ هل يعقل هذا؟ نذهب لنعسكر في بلد النشاط فيه متوقف، والحالة السياسية كانت متأرجحة بين الفوضى وبين عدم الاستقرار؟ أريد أن أعرف من العبقري الذي يجعلنا نعسكر في مصر، ولا تجد في مصر إلا المنتخبات المرتبطة ببطولات، والأهلي والزمالك مشغولان ببطولة أفريقيا..؟ كل هذه التخبطات من الاتحاد أولاً غير مقبولة، ثم هل نذهب لمعسكر لنتجمع بفندق أم لنلعب مباريات نجرب فيها اللاعبين، كما فعل تايلور في البطولة، ذهب وجرب في أثناء البطولة..! الله يستر على كأس الخليج (البحرين ما تترك عوايدها.. الإخفاق عنوان الاستضافة لثلاث مرات) فهل يريد اتحاد الكرة أن يتخبط مرة رابعة، وتصبح “الفشلة فشيلتان، فشيلة النتائج، وفشيلة” المنشآت التي أصبح يتندر بها اللاعبون الأردنيون الذين لعبوا في الدوري. حتى الساعة ربما يغيب عن الإعلام خبر القناة التي سوف تنقل البطولة وكم قدمت، الاستضافات تدر الأموال على الدولة، فأين المنشآت؟ الأندية في حالة مزرية ،ملاعب وأرضية ومقاعد الجماهير، والله وكأننا نكتب هذا المقال في بداية الثمانينات، وليس في 2012، إنها مأساة حقيقية، حتى الرسم التخيلي لملعب البحرين الوطني لم يتغير في السعة الاستيعابية للجماهير، كانت المناشدات بتطوير وتوسعة مدرجات الفئة الثالثة، لكن لا حياة لمن تنادي، والأزمة مستمرة. أما ملعب مدينة خليفة، فلا أعرف ماذا أقول عنه، أريد أن أجد شيئاً يجعلنا نتفاءل به كملعب لكأس الخليج فلا أحد، التخبطات مستمرة في الكرة البحرينية. ما يحدث لمنتخبنا في السعودية أمر غير مقبول ولا يمكن تفسيره، المنتخب ذهب بأفضل العناصر، لكن المدرب وضع اللاعبين في (خلاطة) ثم نثرهم في الملعب، فلا تعرف من في الدفاع ومن في الوسط، ولا تعرف ماذا يريد من زج لاعبي الدفاع في خط الوسط..!؟ أكبر أزمة لمنتخب البحرين هي في الدفاع والحراسة، الدفاع هي مشكلة البحرين الازلية، وهنا أتذكر مقولة لمشجع ارجنتيني متعصب، قال أن الارجنتين بإمكانها أن تسجل 10 أهداف، لكن دفاعها يتقبل 12 هدفا، وهذا ينطبق على منتخب البحريني مع الفارق الكبير. لماذا هذه اللخبطة في الدفاع.. لا تعرف..؟ كيف يلاعب حارساً لم يلعب لمدة 5 أشهر أساسياً لا تعرف؟ أين هو عبد الله الكعبي أو أي حارس متميز آخر لعب الدوري ولم يكن مصاباً، لماذا هذه التخبطات، لا تعرف..!؟ السؤال المرير الذي كنا نقوله دائماً، من الذي يحاسب المدربين؟ من الذي يملك أن يحاسب المدرب تايلور على الأخطاء؟ نحن نريد المدرب ولا نطالب بإقالته، لكن من الذي يناقش المدرب؟ هل نترك الأمور هكذا؟ أين المدرب الوطني المساعد؟ كلها أسئلة لا نملك لها إجابة، وإني لأخشى من أربعة أخرى من المنتخب الليبي الذي تعادل مع المغرب. نريد أحداً من اتحاد الكرة يخرج لنا ويشرح أسباب الخروج من البطولة والهزائم الثقيلة، وأسباب اختيار مصر للمعسكر؟ الله يعين بس، والقادم مجهول، والله مازلت أقول في نفسي وأنا أشاهد مباريات الدوري، (من وين يطلع منتخب قوي وهذا الدوري وكأنه دوري مدارس الثانوية)..؟ الدوري البحريني مأساة حقيقية، لذلك لم نكن نتوقع فوز المحرق بالخليجية، والحمد لله أنها جاءت، دوري يلعب فيه فريقان على البطولات فقط الرفاع المحرق، والبقية كومبارس، حتى الأهلي هبط. الجماهير تطالب بمحاسبة المدرب أولاً، ومن ثم اللاعبين، كما نطالب بتقرير إداري فلا نعرف ما الذي يجري هناك. بكرة المدرب يجرب أيضاً في بطولة غرب آسيا، وبكرة المدرب يجرب في كأس الخليج من أجل كأس الخليج التي تليها، وهكذا ندخل في دوامة تجارب، ولا أحد يملك محاسبة المدرب.