لم تعودوا أول خبر، ولم تعودوا الأطفال المدللين إعلامياً، وتحولت صياحتكم واستغاثاتكم كاستغاثة الطفل الكذاب الذي ينادي أهل قريته وحين يفزعون له يكتشفون كذبه.
كل يوم يتخلى عنكم الإعلام وتتخلى عنكم الأنظمة التي صدقتكم أول مرة، فارحموا الشباب وفكوا قيودهم واتركوهم، ارحموا الطائفة الشيعية التي تنسبون أنفسكم متحدثين رسميين لها فتأخذونهم معكم بجرائركم وتنسب الفضائح لهم وهم براء منها.
مأساة الطائفة الشيعية اليوم في البحرين وفي الخليج العربي تتمثل في انتساب أحزاب سياسية انكشف كذبها وتضليلها أمام العالم فانحسبت تلك الممارسة على الطائفة ككل والطائفة منها براء.
المأساة تتمثل في انتساب أحزاب تحمل أجندات سياسية محددة لطائفة ولمجموعات سكانية آمنة مطمئنة تمارس عقيدتها بكل حرية، لها احترامها ولها مكانتها كمواطنين في هذه الدول العربية، فجاءت هذه الأحزاب لتتحدث باسمها كلها، وتجر عليها كل ممارساتها غير الأخلاقية فيبهرون العالم بقدرتهم على الكذب والتضليل.
ففي بداية الأزمة كانت التقارير تتحدث عن حراكهم بأنها المعارضة البحرينية، لكن الآن لا يوجد وسيلة إعلامية أو تقرير أجنبي دبلوماسي إلا وسماهم “المعارضة الشيعية”.
وقريباً سيكتشف العالم الكذبة الثانية؛ فاليوم الإعلام والتقارير الدولية تسمي حراك جماعات الدعوة والشيرازيين في البحرين “بالمعارضة الشيعية”.
ثم تتفاقم المشكلة حين تسكت تلك الأحزاب على هذا التعميم ولا تصححه، فهل سمعت أي من قيادات تلك الأحزاب تنفي تمثيلها للطائفة الشيعية ككل، وأنها تتحدث باسم حزبها وكوادره فقط، على الأقل من باب الأمانة التي تلزمها بها عقيدتها المذهبية وانتسابها لآل البيت الكرام؟!
كذبة وراء أخرى تتكشف للعالم، لقد انفضحت خدعة المدنية بعد أن رهنوا قرارهم للعمامة الدينية، ثم فضحتهم إيران بإعلانها الدعم اللوجستي الكامل لحراكهم، ثم انفضح أمرهم بموقفهم المخزي من المعاناة السورية.
ثم انكشفت الكذبة الأخرى وبدا العالم يرى أن البحرين ليست كما صوروها؛ البحرين بها صحف ومؤسسات مجتمع مدني ومجلس نيابي له اختصاصات لا تقل عن أي مجلس نيابي في الدول الديمقراطية، بدا العالم يعرف أن قانون التجمعات والمسيرات البحريني وضوابطه أقل من الضوابط في الدول الديمقراطية وأن البحرين دولة ديمقراطية سمحت لأي مسيرة، ومنها مسيرات تلك الأحزاب كي تتم وتنتهي حين تلتزم بالضوابط، لقد حاولت تلك الأحزاب إخفاء هذه المعلومات وانتهزت فرصة الثورات العربية ليقحموا وطنهم الديمقراطي في مصاف الدول غير الديمقراطية وأوهموا العالم بأن البحرين دولة لا تسمح بحرية التعبير ولا تسمح بتسيير المسيرات ولا تسمح بتشكيل النقابات والاتحادات وهذا كذب وافتراء وإجحاف، لهذا كان حبلهم قصيراً، فها هو العالم شاهد مسيراتهم تتم وتكتمل حين يلتزمون بالضوابط فانكشف كذبهم. حتى محاولات خرق القانون لإجبار الأمن على منعهم انكشفت.
انكشف كذبهم بأن لا وجود لغيرهم في البلد؛ فاليوم العالم يجبرهم على الإقرار بالآخرين وبأنه لا حوار إلا بوجود الكل الذي أنكروه بأن قبح إقصائهم وقبح ممارستهم الإقصائية.
ضحاياهم ومتفجراتهم وأدوات القتل انكشفت فأبهرت العالم بقدراتهم التمثيلية وكذبهم الذي ما عاد يمر إلا على مرآتهم، فأصبحوا يخاطبون أنفسهم فقط.
اليوم تتوالى فضائحهم الواحدة تلو الأخرى، ويتولى انفضاض الناس من حولهم وبدأوا يفقدون الدعم الدولي، والأهم أنهم أصبحوا ممقوتين من أبناء شعبهم الذي ضاق ذرعاً بهم وبتعطيلهم لمصالحه ولحياته وأصبحوا حجر عثرة أمام عودة الحياة الطبيعية للناس، وكل ذلك ينسحب على الطائفة ككل وهذا ظلم للطائفة.
انكشف خواء الدمى التي صنعوها في الخارج، وانعدمت مصداقيتها فرميت بسرعة وتم الاستغناء عنها فلم تعد تتصدر أسماؤها التصريحات الرسمية.
متغيرات كثيرة طرأت على الساحة المحلية والدولية منذ فبراير إلى اليوم حبل كذبهم كان قصيراً لم يدم طويلاً، ففقدوا خلاله الدعم الدولي والعربي والخليجي والمحلي ومكابرة منهم مازلوا يراوحون مكانهم يضللون من تبقى من جماهيرهم ليوهموهم أن العالم كله يدعمهم، مضخمين العناوين لهم ومبالغين في أي رد فعل ليوهموا جماعتهم بأن عرضهم المسرحي مازال مطلوباً على قائمة (التوب توتني) في حين أن دور العرض بدأت في إغلاق أبوابها في وجوههم الواحد تلو الآخر.