حملت الأيام الماضية أخباراً وأحداثاً متعاقبة، كل خبر منها يحتاج إلى مقالة منفردة، وتحليل مركز، فخبر الكشف عن أماكن تصنيع المتفجرات والقبض على بعض المطلوبين كان خبراً مهماً وألقى بظلاله على أمن المجتمع البحريني، بل ويعد تطوراً خطيراً فيما تنتهجه القوى الظلامية الإرهابية من أعمال لضرب أمن البحرين من بعد أكاذيب السلمية المزعومة. الأمر الآخر هو تعليق المتحدثة باسم البيت الأبيض حول الكشف عن المتفجرات، لا أعرف هل هو موقف أمريكي جاء بقناعة، أم أنه جاء بعد الموقف الشعبي من السفير الأمريكي وانحيازه الواضح ودفاعه وتبريره للإرهاب. كما إن زيارة الرجُل الفاضل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إلى لندن والتصريحات التي خرجت من ساسة أو نواب إنجليز من بعد أن انكشفت الأمور في البحرين تعد أيضاً مكسباً حقيقياً لموقف البحرين وأهلها، من بعد الخروج الطائفي في 2011 والذي سمي بثورة الربيع في البحرين، فكانت خريفاً على من باع وطنه..! عطفاً على خبر إلقاء القبض على أشخاص كانوا يعدون معامل لقنابل تفجيرية قوية، فهذا الخبر كان له وقع كبير على الناس، والخبر يؤكد أن هناك أيضاً معامل أخرى في مناطق وقرى أخرى ربما لم تكتشف بعد. لدي معلومة لا أعرف الإخوة في “الداخلية” يؤكدونها أم لا، فقد قيل إن إحدى المجموعات الإرهابية التي قبض عليها مؤخراً كانت تخطط لإعداد تفجيرات في مجمع تجاري، وفي مرفق حيوي بالمحرق، وقد وجدت لديهم الخرائط التفصيلية لأماكن التفجير، لا أعرف هل تؤكد “الداخلية” ذلك أم لا، أم لا يريدون نشر المعلومة، لكني لا أستبعد القيام بمثل هذه الأعمال، فمعامل التفجيرات ما هي إلا لتفجير أماكن بعينها. كنت دوماً أتساءل في الفترة الماضية حول موضوع محدد، وهو كيف يتحدث كثير من المسؤولين عن الحوار، بينما كل العدة تعد لأعمال إرهابية أكبر من حرق الإطارات والمولوتوف؟ كيف يستقيم هذا مع هذا؟ الآخر يعد عدته للتصعيد النوعي في عمليات الإرهاب، والدولة “تدندن” على الحوار، فهل نتحاور مع الإرهابيين ومن يجهزون لتفجيرات تضر بالبحرين وأهلها ويذهب الأبرياء ضحايا؟ الحوار تحت تهديد الإرهاب هو من أكبر الأخطاء، ولا ينبغي أن نفعل خطوة قبل الأخرى، وقف الإرهاب ونبذه ومحاكمة كل من يجنح للعنف أو يحرض عليه أو يدعمه مالياً، قبل أن يبدأ أي حوار. لكن في البحرين دائماً الخطوات تأتي إما واحدة قبل الأخرى، أو واحدة والأخرى غائبة. وإذا كانت تصريحات المسؤولين في البحرين أن قرار جمعيات بعينها ليس بيدها وإنما بالخارج، فكيف نتحاور مع هؤلاء، وهل نتحاور معهم أم مع الذين بالخارج؟ والله لا نعرف، الآخر يعد العدة للإرهاب النوعي الذي يقتل أكبر عدد من الناس، والدولة “تدندن” على الحوار، نتحاور مع بعضنا وطرف يجهز أدوات القتل والإرهاب، لا أعرف ماذا أقول..! إلا إذا كانت هناك سياسة “جزرة الحوار” وجعل الجميع يلهث خلفها دون أن يصطادوها، فتلك سياسة أحترمها. من يريد أن يعطينا درساً في النموذج الأيرلندي فإن حزب “الشين فين” ألقى السلاح أولاً، ووقع على وثيقة نبذ العنف قبل أن يتم الاعتراف به، وقبل أي خطوات أخرى، فمن يريد أن يتحاور عليه أن يقر ويوقع على ذات الوثيقة، وإلا فإن الدولة وقوى المجتمع وكأنها تعترف بالعنف وإنه يأتي قبل الحوار، وهذا أمر خاطئ ولم تفعله بريطانيا ولا أيرلندا. ألاعيب الجناحين جناح “يتمسكن” بأنه حمائم، وآخر يرهب بالشارع هذا غير مقبول، العنف يقف من كل طرف حتى يبدأ الحوار. حين يقول علي سلمان “إننا لم نستخدم 50% من قوتنا، فهل هذه هي السلمية التي يدعيها وتصدقها الدولة؟”. هذا تهديد واضح بالإرهاب واستخدام العنف، وهو ليس الأول، فمع من تتحاورون؟ جميعنا نعرف ماذا يراد للبحرين أن تصبح، ونعرف مشروع ما يسمى بإرهاب 14 فبراير وهو الاستيلاء على الدولة البحرينية برمتها، وربما يفعل بأهل البحرين ما يفعله بشار في شعبه، فهي ذات الأيادي، وذات الفكر، وذات النوازع الطائفية. كلنا نعرف المشروع، لكننا نكذب على أنفسنا ونقول “حوار”، ونقول أموراً كثيرة، نعرف في داخلنا أن المسألة ليست إصلاحاً، أو ديمقراطية، إنما مشروع استحواذي إقصائي طائفي. ^^ إلى الإخوة الكرام في وزارة العدل الأخ الشيخ الفاضل فريد مفتاح صرّح قبل فترة أن هناك محاسبةً ومراقبة لأي صوت تحريضي يخرج من فوق المنابر، وهذا التصريح جاء قطعاً بعد كلمة جلالة الملك حفظه الله أمام مجلس الوزراء. لكن ليسمح لنا الإخوة في وزارة العدل، وليسمح لنا الوزير الفاضل وزير العدل، ما نراه وما نشهده ليس كذلك، الكلام للصحف شيء، والتطبيق شيء آخر. كل أصوات التحريض أوقفوها، من أي جهة كانت، هذا ما نطلبه، أن يطبق القانون على الجميع، لكن وزارتكم تطبق باتجاه واحد فقط، ولا تستطيع تطبيق القانون على آخرين، وهذه كارثة. أعطونا مثلاً واحداً لتوقيف المحرضين يا وزارة العدل في المنابر؟ أم أنكم حتى الساعة لم تسمعوا أصوات تحريض...؟ «سلامة الشوف والسمع”..! ^^ السفير الأمريكي يختفي بعد الضغط كلما حدث ضغط ورد فعل شعبي على مواقف السفير الأمريكي نجد السفير الأمريكي يختفي عن المشهد فترة ثم يعود، فهل هذا تكتيك، وهل هذا اعتراف بقوة التحركات ضده، حتى الساعة سوف ننتظر مواقف السادة النواب، أما بخصوص رد وزارة الخارجية على مجلس النواب فإنه رد غير مقبول ولا يمتّ للواقع بصلة تماماً. ^^ آخر خبر يقال إن الخائن هو دائماً خائن يمكن أن تشتريه وتبيعه، فما قيل إن بعض المداهمات التي حدثت مؤخراً لأوكار الإرهاب إنما كانت بخيانات من أصحاب الشأن أنفسهم، دائماً الخائن له ثمن يُشترى ويباع..!