بدأت شظايا إخفاق منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كأس العرب تتطاير في كل الاتجاهات حاملة اتهامات متبادلة بين الجهازين الإداري والفني وهو أمر مؤسف للغاية تناقلته وسائل الإعلام المحلية باجتهادات شخصية دون أن يحرك اتحاد كرة القدم المعني بالأمر ساكناً حتى اللحظة!!
تايلور يحاول تعليق أخطاءه الفنية البارزة في هذه البطولة على شماعة الجهاز الإداري من خلال تضخيم الأمور كما فعل مع ذهاب مجموعة من اللاعبين والإداريين إلى مكة لمدة لم تتجاوز الست ساعات لأداء مناسك العمرة بعد انتهاء مشاركة الفريق!
على الطرف الآخر نجد رئيس الوفد عبدالعزيز قمبر يبرئ ساحة الوفد الإداري ويحمل تايلور كامل المسؤولية للخسائر الثلاث التي تعرض لها المنتخب في هذه البطولة!
وقبل ذلك قرأنا خبراً يشير إلى استياء تايلور من تصرفات مدير المنتخب الحالي محمد السعد ويلمح الخبر إلى احتمالية عودة الإداري السابق فهد جلال وكأن كاتب هذا الخبر يضع نفسه موضع صانع القرار دون أن نجد في اليوم التالي أي تعقيب من اتحاد الكرة الحاضر الغائب!
نعلم بأن مدير المنتخب يمتلك صلاحيات إدارية أكبر بكثير من المدرب بالضبط كما يمتلك المدرب صلاحيات فنية مطلقة لا يتدخل فيها مدير المنتخب.
ولذلك فإن من حق السعد أن يستخدم صلاحياته التي يجب أن يحترمها المدرب لا أن يحاول القفز عليها لمجرد التغطية على أخطائه الفنية ويجب أن يعلم تايلور أو أي مدرب آخر أن مهام مدير المنتخب ليست مجرد تلبية أوامر المدرب وليست مسؤوليات خدماتية كإحضار الكرات وتجهيز الملابس أو غيرها من المهام التي أصبح يقوم بها عامل المهمات المرافق للوفد!
إنما مهام المدير أكبر من ذلك بكثير فهو المسؤول عن انضباطية اللاعبين والتزامهم بتنفيذ كل التعليمات وفقاً لسياسة الاتحاد بل إن مسؤوليته تتجاوز حدود اللاعبين لتشمل كل أعضاء الجاهزين الإداري والفني.
بمعنى أن السعد هو من يستوجب أن يقدم تقريره الإداري عن أداء المدرب وليس العكس وهنا أستذكر طيب الذكر الإداري المتميز يوسف حسن عندما كان مديراً للمنتخب في عهد الألماني سيدكا ومن بعده ستريشكو وكيف كان الاثنان يخضعان لتعليماته في الجانب الإداري.
كل ما سبق ذكره لم يرد على لسان المدرب تايلور بشكل رسمي أو في مؤتمر صحافي كما كان يجب ولذلك فنحن بانتظار مثل هذا المؤتمر أو الاستعاضة عنه ببيان رسمي يصدر من الأمانة العامة لاتحاد الكرة بدلاً من ترك الأمور لاجتهادات صحافية أو شخصية ضررها أكثر من نفعها!
أنا شخصياً لست ضد المدرب تايلور بل إنني من المتمسكين ببقائه على رأس القيادة الفنية للمنتخب فهو من حقق أحلامنا البطولية وهذا لا يعني إعفاءه من مسؤولية النتائج المتردية للمنتخب في كأس العرب ونتمنى أن يستوعب هذا الدرس لأن القادم أهم.
كما إنني أرى في مدير المنتخب محمد السعد وجه السعد وأن شخصيته الجادة تدفعني للوقوف إلى جانبه واستمراريته في المرحلة القادمة من منطلق أهمية الاستقرار الإداري للمنتخب الوطني.
أخيراً أود أن أؤكد بأن تقاذف الاتهامات بين الأطراف المسؤولة على صفحات الصحف أمر يتنافى مع العمل الاحترافي الذي ننشده وعلى اتحاد كرة القدم أن يكون حازماً وحاسماً في هذا الجانب.
[email protected]