لا أدري من أين أبدأ في الحديث عن ما فعله البحرينيون بخصوص موضوع الكنيسة، اعتراضات وتخوف وهواجس وبعض الألفاظ المعيبة و.. و مما يخجل ويسيء لنا كمسلمين وكبحرينيين أكثر مما يسيء لإخوتنا المسيحيين.
هل أبدأ بالاعتذار لعائلة سمعان أو عائلة الخوري أو عائلة أنطون أهلنا أصدقاؤنا وإخواننا البحرينيين؟ هل أعتذر من القس هاني وكنيسته والكنائس الأخرى؟ هل نعتذر من العديد العديد من البحرينيين المسيحيين الشرفاء، الذين أثبتوا وطنيتهم وكانوا للبحرين حائط صد للخيانة التي قام بها بعض من أبنائها من المسلمين؟
هل أعتذر للمقيمين المسيحيين من عرب وأجانب غربيين وشرقيين الذين دافعوا عن البحرين دفاعاً مستميتاً وكانوا لنا صوتاً مدافعاً وقفوا في المحافل وغضبوا لغضبنا ثاروا لكرامتنا وأعادوا الاعتبار للحق معنا، وكانوا بحرينيين أكثر منا؟
هل أعتذر لمن بنى البحرين معنا منذ أكثر من 100 عام لبنة لبنة، عالجوا مرضانا وعلموا أبناءنا في مستشفيات ومدارس كانت لنا ملاذاً في وقت عز فيه الملاذ، وحفروا الصخر معنا بكل أمانة وإخلاص؟
كنائسهم موجودة في البحرين منذ الأزل ما الضرر الذي أوقعوه بنا؟ هل آذوا أحداً؟ هل تعدوا على أحد؟ بالعكس لم نر منهم إلا كل خير، ولم نسمع تذمراً أو شكوى من أي بحريني أو غير بحريني من فعل صدر من تلك الدور العبادية، بل شهدت تلك الكنائس قداسات تدعو للبحرين بالأمن والأمان أيام الأزمة، فهل هذا ما يرده أهل البحرين لهم؟
كانت البحرين وكان البحرينيون دائماً متعايشين مع أبناء الديانات الأخرى دون مشكلة، لم ينقص إسلام أحد منا ولم تتأثر عقائدنا، “لكم دينكم ولي دين”، قاعدة عامة ومبدأ إسلامي أخذت به البحرين منذ أكثر من مائة عام، جعل الكنائس والمساجد تبنى جنباً إلى جنب، في انسجام تفتقده الدول الأخرى، وذلك ما نفخر به ونتفاخر به، ما الذي استجد؟
يؤسفنا كثيراً أن تنعكس رغبتنا في التعبير عن غضبنا وحاجتنا لقلب الطاولة أو التذمر أو الشكوى أو ضيقنا من أمور عديدة أخرى لا علاقة لها بموضوع الكنيسة إلى المساس بأصولنا السمحة وجذورنا الوطنية فنخطئ بحق إخوة لنا في الوطن.
شيء مخجل تلك الازدواجية التي نعيشها حين نسعى لبناء المساجد في أرض المسيحيين ونجمع التبرعات لها -ونحن مع هذا السلوك لا ندينه فمن حقنا وجود دور للعبادة نمارس فيها عقيدتنا- ولا نكتفي بذلك بل ندعو ونبشر لعقيدتنا -وذلك أيضاً حقنا ولا نقصر فيه- فنطبع الكتيبات ونفتح القنوات الفضائية ونمارس عقيدتنا بكل حرية، لكن حين يأتي حق الآخرين في التعبد وممارسة حرية العقيدة في أرضنا تقوم قائمتنا ولا تقعد، ولا نكتفي بذلك بل نسيء لأهل تلك العقائد دون اعتبار لمشاعرهم ولإحساسهم.
أرجو أن نعود لجذورنا وأصولنا الإسلامية السمحة حين يتعلق الأمر بعلاقتنا بالآخر، ونعود لأصولنا وجذورنا البحرينية الأصيلة التي احترم فيها أجدادنا وآباؤنا عقائد الآخرين ودافعوا عن حقهم في ممارسة عقائدهم، حين يتعلق الأمر بعقائد الآخرين.
لذلك أكرر اعتذاري لأهلنا وإخوتنا المسيحيين البحرينيين والمقيمين كنتم ومازلتم في داركم وبين أهلكم، ولكم مثل ما لنا من حقوق حفظها الدستور وحفظتها لكم التشريعات والشرائع السماوية.
{{ article.visit_count }}
هل أبدأ بالاعتذار لعائلة سمعان أو عائلة الخوري أو عائلة أنطون أهلنا أصدقاؤنا وإخواننا البحرينيين؟ هل أعتذر من القس هاني وكنيسته والكنائس الأخرى؟ هل نعتذر من العديد العديد من البحرينيين المسيحيين الشرفاء، الذين أثبتوا وطنيتهم وكانوا للبحرين حائط صد للخيانة التي قام بها بعض من أبنائها من المسلمين؟
هل أعتذر للمقيمين المسيحيين من عرب وأجانب غربيين وشرقيين الذين دافعوا عن البحرين دفاعاً مستميتاً وكانوا لنا صوتاً مدافعاً وقفوا في المحافل وغضبوا لغضبنا ثاروا لكرامتنا وأعادوا الاعتبار للحق معنا، وكانوا بحرينيين أكثر منا؟
هل أعتذر لمن بنى البحرين معنا منذ أكثر من 100 عام لبنة لبنة، عالجوا مرضانا وعلموا أبناءنا في مستشفيات ومدارس كانت لنا ملاذاً في وقت عز فيه الملاذ، وحفروا الصخر معنا بكل أمانة وإخلاص؟
كنائسهم موجودة في البحرين منذ الأزل ما الضرر الذي أوقعوه بنا؟ هل آذوا أحداً؟ هل تعدوا على أحد؟ بالعكس لم نر منهم إلا كل خير، ولم نسمع تذمراً أو شكوى من أي بحريني أو غير بحريني من فعل صدر من تلك الدور العبادية، بل شهدت تلك الكنائس قداسات تدعو للبحرين بالأمن والأمان أيام الأزمة، فهل هذا ما يرده أهل البحرين لهم؟
كانت البحرين وكان البحرينيون دائماً متعايشين مع أبناء الديانات الأخرى دون مشكلة، لم ينقص إسلام أحد منا ولم تتأثر عقائدنا، “لكم دينكم ولي دين”، قاعدة عامة ومبدأ إسلامي أخذت به البحرين منذ أكثر من مائة عام، جعل الكنائس والمساجد تبنى جنباً إلى جنب، في انسجام تفتقده الدول الأخرى، وذلك ما نفخر به ونتفاخر به، ما الذي استجد؟
يؤسفنا كثيراً أن تنعكس رغبتنا في التعبير عن غضبنا وحاجتنا لقلب الطاولة أو التذمر أو الشكوى أو ضيقنا من أمور عديدة أخرى لا علاقة لها بموضوع الكنيسة إلى المساس بأصولنا السمحة وجذورنا الوطنية فنخطئ بحق إخوة لنا في الوطن.
شيء مخجل تلك الازدواجية التي نعيشها حين نسعى لبناء المساجد في أرض المسيحيين ونجمع التبرعات لها -ونحن مع هذا السلوك لا ندينه فمن حقنا وجود دور للعبادة نمارس فيها عقيدتنا- ولا نكتفي بذلك بل ندعو ونبشر لعقيدتنا -وذلك أيضاً حقنا ولا نقصر فيه- فنطبع الكتيبات ونفتح القنوات الفضائية ونمارس عقيدتنا بكل حرية، لكن حين يأتي حق الآخرين في التعبد وممارسة حرية العقيدة في أرضنا تقوم قائمتنا ولا تقعد، ولا نكتفي بذلك بل نسيء لأهل تلك العقائد دون اعتبار لمشاعرهم ولإحساسهم.
أرجو أن نعود لجذورنا وأصولنا الإسلامية السمحة حين يتعلق الأمر بعلاقتنا بالآخر، ونعود لأصولنا وجذورنا البحرينية الأصيلة التي احترم فيها أجدادنا وآباؤنا عقائد الآخرين ودافعوا عن حقهم في ممارسة عقائدهم، حين يتعلق الأمر بعقائد الآخرين.
لذلك أكرر اعتذاري لأهلنا وإخوتنا المسيحيين البحرينيين والمقيمين كنتم ومازلتم في داركم وبين أهلكم، ولكم مثل ما لنا من حقوق حفظها الدستور وحفظتها لكم التشريعات والشرائع السماوية.