قبل أن نخوض في الجدل الذي يدور حول بناء الكنيسة، نتحدث عن المؤامرة الانقلابية التي لم تكتمل حلقاتها ومسلسلاتها بعد، فمن خطط لاحتلال البحرين عشرات السنين ليس لديه نية للتراجع أبداً، فاحتلال البحرين حلم إيراني توافق فيه مع حلفائه الغربيين الذين ساعدوه في احتلال العراق، ولكن في البحرين اختلف معهم حين وقفت أغلبية الشعب مع شرعية الحكم الخليفي، ولذلك كان لا بد من إعادة التخطيط، وكقراءة في الخطة الخمسينية التي تقول يجب إيجاد الفرقة بين الحاكم وعلماء الدين السنة وأهل السنة، وكذلك كانت الرسالة التي تقول للوفاق «عليكم باستمالة أهل السنة»، والتي تم تطبيقها مباشرة بعد فشل المؤامرة حين تحولت الذئاب إلى حملان، وتغير الخطاب السياسي والديني من على المنابر الحسينية من بلطجية النظام إلى الشرفاء المحترمين إخواننا من أهل السنة، كما سعت الجمعيات الصفوية شراء البعض منهم بأمنية ووعد أو شيء آخر لا نعلمه، واختراق بعض العقول وخاصة من جمعية تجمع الوحدة الوطنية، وما التقرير السياسي السنوي لهذه الجمعية ألا أكبر دليل على هذا الاختراق حين أصبح تقرير الجمعية لا يختلف عن الوثيقة الإيرانية التي تسمى «وثيقة المنامة».
اليوم يأتي تحريض شارع الفاتح على الدولة بطريقة سريعة وواضحة، حين نقرأ رأي الشارع الذي ينتقد بناء الكنيسة في عوالي، وانتقادها على أساس أن الحكومة تقصر في المشاريع الإسكانية في الوقت الذي تهب أرضاً شاسعة لبناء كنيسة، والذي لا يستبعد أن فكرة بنائها قد جاءت ضمن المخطط الصفوي الغربي لضرب النظام الحاكم بأمة الفاتح، حين استقرأت نفسيات أبنائها وما هم عليه من التزام ديني بمنهج الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، بالإضافة إلى الرد الشيعي على هدم بعض المواقع غير المرخصة والتي حولت إلى مواقع للعبادة والمملوكة من قبل الطائفة مما حدا بهذه النفوس التي جبلت على المكر بأن تأتي بمقترح ببناء كنيسة كاختبار للدولة، حين يكون رفض الدولة يؤكد ادعاءاتهم بالتضييق الديني ويعطي بعدها الشرعية لطلبهم بالحماية الدولية. وقد يكون فكرة الغرب نفسه حيث إن الاحتلال الإيراني للبحرين سيكون بالنسبة للغرب أفضل من بناء كنيسة في مساحة 9 آلاف متر، إذ أن الاحتلال الإيراني سيضع يد الحليف الصفوي والغربي على الأمة الإسلامية شاقاً طريقه إلى المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج بكل سهولة ويسر، إذ أن الاحتلال الإيراني الصفوي لن يمانع ببناء كنيسة ولا معبد بوذي ولا يهودي فهو في مذهبه حلال إلا المسجد السني الذي هدم في العراق وسوريا وحُرم بناؤه في طهران.
اليوم يا أمة الفاتح، إنكم ترزحون تحت مخالب ذئب أشر، لا يفرق بين نحر نعجة أو نحر طفل، إنه نفس الذئب الذي مزق أحشاء أطفال العراق وسوريا، ولن يتردد أن يفعل هذا في أطفال البحرين، اليوم يا أمة الفاتح عليكم بالالتحام والالتفاف حول قيادتكم، وعدم فسح الطريق الذي يحاول حفره الأعداء للوصول إليكم بالمكر والخديعة، فالذي استطاع أن يحول تقرير جمعية تجمع الفاتح إلى نسخة من الوثيقة الإيرانية فيستطيع أن يفعل أكثر من هذا، واعلموا يا أمة الفاتح أن مسجد الفاتح هو ساحتكم الطاهرة التي لن تضره كنيسة ولا معبد ولا ضريح، وأذكروا قول الله تعالى «يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم»، فاحذروا يا شرفاء الفاتح فأنتم اليوم الحاجز الذي يسعى إلى تفتيته التحالف الغربي الإيراني، فابهروهم بتماسككم واعجزوهم بالتفاتكم حول قيادتكم، ويبقى التفافنا حول قيادتنا صامداً لا يبتر ولا يفل، مادام دينهم الإسلام الناصح الذي حفظ علينا أرواحنا وأعراضنا وأمننا في بيوتنا، وندعو الله في هذا اليوم المبارك في شهر الفضيل أن يصلح ولاة أمورنا ويوفقهم لما فيه الخير والصلاح ويسدد خطاهم يا رب العالمين