لربما نكون في العالم الآن نفتقر للمدرب الذي يأتي بفكرة وينشرها على النادي ككل وليس مجموعته من اللاعبين فحسب، ولن أتحدث متوجهاً للأسباب، بل سأعرض القيم والمثاليات لتتصادم مع واقع ما يملكه العالم من مدربين.
كما هو معلوم، فإن أي تنظيم قادم من أيديولوجيا معينة، وتوجه محدد، وطريق متخذ، فيقود كل ذلك هرميته لأنه هو الباعث للفكرة أساساً، فيُعتبر اللاعبون تنظيم، وبذلك فما يحتاجه الفريق هو التأدلج الحقيقي مع ما يأتيه المدرب لأنه هو رأس الهرم، فيحتاج ذلك عدة أغصان أبرزها الإيمان المطلق بما قدم به هذا المدرب، توفير كل الموارد المادية والمعنوية للوصول للهدف المعين، بحيث يغطى العامل الأول مع الثاني في بيئة سليمة.
ولنأخذ من ساكي وغوارديولا ثمار تلك التجربة المقصودة، فعندما قدم أريغو ساكي لتدريب نادي أي سي ميلان لم يأت بجسد خاو، بل بمبادئه وموروثه ومكتسبات تجاربه، ومن خلال تلك الشخوص التجريبية التي كوّنها خلال مسيرته قبل قدومه للميلان، فاستطاع أن ينشر ما يملكه من أفكار ومكتسبات في النادي وكوّن بذلك جيلاً تاريخياً صعباً، فمن تلك الشخصية التي يعيشها ساكي استطاع إفراز أفكاره كأسلوب الدفاع الحديث والتمرير باليد في التمارين لتنمية الحدس أثناء النظر للزميل، فكلها كانت إفرازات من موروث ساكي في مختلف تجاربه، واستطاع الميلان أولاً بالإيمان المطلق في ساكي، وتمرير كل السبل التي يحتاجها باحتضانه بالبيئة «التي تناسب فكره» حتى حقق لهم أريغو كل ما يتمنون.
والمثال الآخر نادي برشلونة عندما تعاقد مع غوارديولا، فقدم هذا المدرب الشاب بمبادئ وقيم غرزها بالنادي، فالنادي في عهده أكثر حكمة في التعامل مع المواقف سواء بالمؤتمرات الصحافية أو بالملعب من خلال سلاح الأخلاقيات، فالأخلاقيات أهم ما سعى إليه غوارديولا في نشره بالنادي كحلّ في التعامل، من خلال أسلوب اللعب الذي لا يعتمد على العنف بل في الضغط من خلال المساحات، من خلال المُخرجات التي تخرج من المدرب كتصريحات وتعامل إعلامي، فالنادي من بعد التعاقد مع غوارديولا بات أكثر توسع في الأعمال الخيرية، وأكثر حنكة مع التصريحات والتيارات المعادية للنادي، بل حتى عندما قرر الخروج من النادي، وقفت صحف الغريم تطالب بيب بالاستمرار، وهذا ليس بما عمل به أثناء فترته بالنادي، بل بسبب ما أتى به أولاً من مبادئ كانت ثماره كل ذلك.
وأخيراً، فإن عمل المدرب الحقيقي كعمل شخصية «بابا نويل» الخرافية، فإنه يوزع عليك الهدايا عندما تؤمن بوجوده فقط، ولكن عندما تشكك في ذلك، فيجب أن تجزم بأن هدفك بالحصول على هديتك سيذهب سدى.
همسة
إن الثقافة لا تسمى بمسماها إلا إذا كانت سلوكاً، فمن دون السلوك تكون الثقافة سراباً!
[email protected]
كما هو معلوم، فإن أي تنظيم قادم من أيديولوجيا معينة، وتوجه محدد، وطريق متخذ، فيقود كل ذلك هرميته لأنه هو الباعث للفكرة أساساً، فيُعتبر اللاعبون تنظيم، وبذلك فما يحتاجه الفريق هو التأدلج الحقيقي مع ما يأتيه المدرب لأنه هو رأس الهرم، فيحتاج ذلك عدة أغصان أبرزها الإيمان المطلق بما قدم به هذا المدرب، توفير كل الموارد المادية والمعنوية للوصول للهدف المعين، بحيث يغطى العامل الأول مع الثاني في بيئة سليمة.
ولنأخذ من ساكي وغوارديولا ثمار تلك التجربة المقصودة، فعندما قدم أريغو ساكي لتدريب نادي أي سي ميلان لم يأت بجسد خاو، بل بمبادئه وموروثه ومكتسبات تجاربه، ومن خلال تلك الشخوص التجريبية التي كوّنها خلال مسيرته قبل قدومه للميلان، فاستطاع أن ينشر ما يملكه من أفكار ومكتسبات في النادي وكوّن بذلك جيلاً تاريخياً صعباً، فمن تلك الشخصية التي يعيشها ساكي استطاع إفراز أفكاره كأسلوب الدفاع الحديث والتمرير باليد في التمارين لتنمية الحدس أثناء النظر للزميل، فكلها كانت إفرازات من موروث ساكي في مختلف تجاربه، واستطاع الميلان أولاً بالإيمان المطلق في ساكي، وتمرير كل السبل التي يحتاجها باحتضانه بالبيئة «التي تناسب فكره» حتى حقق لهم أريغو كل ما يتمنون.
والمثال الآخر نادي برشلونة عندما تعاقد مع غوارديولا، فقدم هذا المدرب الشاب بمبادئ وقيم غرزها بالنادي، فالنادي في عهده أكثر حكمة في التعامل مع المواقف سواء بالمؤتمرات الصحافية أو بالملعب من خلال سلاح الأخلاقيات، فالأخلاقيات أهم ما سعى إليه غوارديولا في نشره بالنادي كحلّ في التعامل، من خلال أسلوب اللعب الذي لا يعتمد على العنف بل في الضغط من خلال المساحات، من خلال المُخرجات التي تخرج من المدرب كتصريحات وتعامل إعلامي، فالنادي من بعد التعاقد مع غوارديولا بات أكثر توسع في الأعمال الخيرية، وأكثر حنكة مع التصريحات والتيارات المعادية للنادي، بل حتى عندما قرر الخروج من النادي، وقفت صحف الغريم تطالب بيب بالاستمرار، وهذا ليس بما عمل به أثناء فترته بالنادي، بل بسبب ما أتى به أولاً من مبادئ كانت ثماره كل ذلك.
وأخيراً، فإن عمل المدرب الحقيقي كعمل شخصية «بابا نويل» الخرافية، فإنه يوزع عليك الهدايا عندما تؤمن بوجوده فقط، ولكن عندما تشكك في ذلك، فيجب أن تجزم بأن هدفك بالحصول على هديتك سيذهب سدى.
همسة
إن الثقافة لا تسمى بمسماها إلا إذا كانت سلوكاً، فمن دون السلوك تكون الثقافة سراباً!
[email protected]