ربما، أقول ربما، كنت واحداً من مئات أو آلاف الناجحين على سطح الكرة الأرضية، طبعاً ليس على جميع الأصعدة، ولكن في المجال الذي أكرمني به الله سبحانه وتعالى، وهو الكتابة. قد لا تكون جميع كتاباتي ناجحة، ولكن النجاح الذي أقصده، هو النجاح الذاتي، النجاح الذي خلصني من الكثير من الأفكار والمشاعر السلبية، التي مازال يعيشها غيري من البشر. وعلمني أن أكون إنساناً في هذه اللحظة، واللحظات القادمة، إن لم أنته من إنجاز المهمة التي خلقني الله من أجل القيام بها، أو توصيل الرسالة الإنسانية لإخواني من المخلوقات البشرية وغير البشرية، نجاحي الذاتي يكمن في أنني واحد من الذين تركوا الماضي لأهل الماضي، وفتحوا المجال للمستقبل، ليقوم بإنجاز المهام الخاصة به، وبطبيعة ظروفه، وبالتحولات التي ينطوي عليها مستقبل البشرية. نجاحي الذاتي يكمن في العلاقة الكبيرة التي خلقتها مع اللحظة الحاضرة أو الراهنة، أو كما يسميها الكاتب الرائع إيكارت تول بـ«قوة الآن”. نجاحي الذي أعيش فيه الآن، يدفعني للمزيد من الحفر في الذات والكون والمجتمع، من أجل اكتشاف ما لم أكتشف من قبل، لأن كل المعجزات والروائع والإمكانات والوفرة والمحبة الكونية، كلها موجودة في ذوات ولكن تحتاج إلى من يكتشفها. كل ما يحتاج إليه الإنسان وهو يعيش الحياة الشبيه بالحلم، في داخله، من هنا قال البعض من حكماء العالم، لن تراه إلا إذا آمنت به.بمعنى أن ترى الأنوار الكونية كلها تتحرك في قلبك. ترى الكواكب كلها تنبض مع نبضاتك. ترى موسيقى ذبذباتك، حواراتك الداخلية، أفكارك، خواطرك، نواياك، كلها تتناغم مع تناغم الكون. فأنت سواء أردت أو لم ترد، متصل بكل الحركات الكونية. أنت لن تستطيع النجاح إن لم تحب النجاح، ولن تستطيع الحصول على الثروة والمحبة والسعادة إن لم تكن تراها، تتجول معك في كل مكان وفي كل الأوقات.