المعارضة الراديكالية الموجودة في البحرين، بالإضافة لمن يتبعون الخط المعارض المتشدد جداً -التي تصدر توجيهاته من موزع التمويل في لندن الذي بدوره مستقبل المبالغ التي تأتيه من “أعمامه”- تضاف إليهم الماكينة الإعلامية المدلسة وأخيراً من يساندهم بالحضور وتولي الحديث من أصحاب جنسيات أخرى -معروفة ولاءاتهم أين تتجه- في هذه المحافل وغيرها، هم اليوم منكبون على التقليل من شأن ما حصل في جنيف، رغم أنهم أنفسهم كانوا يعظمون جنيف وما سيحصل فيها!
«الصراخ على قدر الألم”، حالة واضحة تماماً اليوم في صفوفهم، فالإعلام المفبرك حاول ويحاول جاهداً التقليل من شأن انتصار البحرين في جنيف، يسعى وبكل جهد لدس “السم في العسل” كعادته، وبعدها يقول ويدعي القائمون عليه بأنه إعلام وطني تهمه مصلحة الوطن. نعم واضحة جداً “فرحتكم” بانتصار البحرين في جنيف، واضحة جداً سعادتكم بذلك! والله لولا “خوف” سقوط مزيد من “أوراق التوت” لأصدرتم عددكم يومها باللون الأسود.
الوفاق وأذيالها “الذين تأمرهم فيطيعون” عادوا لممارسة أسلوب “الخروج للشوارع”، إذ في كل تطور يكشف زيف ادعاءاتهم، ويوضح للعالم حقيقة حراككم “السلمي” المزعوم، لا يكون لديهم حل سوى بتجميع الناس في الشوارع وإقامة مهرجانات “إعادة شحن” النفوس والعقول بالأكاذيب والوعود وإيهام مريديهم بأنهم هم من “انتصر” وأنهم عائدون صامدون حالمون. هؤلاء وصلوا لمرحلة انعدام ثقة في جماهيرهم وإحساس بأن من تبعهم لسنوات سينفض عنهم اليوم لكثرة ما كذبوا عليه وكثرة ما استغلوا همومه وجراحاته.
البحرين دافعت عن قضيتها بجدارة في جلسة جنيف، وبالصدق والحق والدلائل جعلت العالم يشيد بالخطوات التي قامت بها في مجال حقوق الإنسان وفي إطار الإصلاحات التي لم تتوقف يوماً في هذا البلد.
تخيلوا أن المعارضين تسوؤهم كلمة “إصلاحات” إن لم تكن صادرة عنهم وضمن سياق حديثهم، تتكهرب أجسادهم وعقولهم حينما يشيد العالم بالإصلاحات في البحرين وبخطواتها الرائدة في مجال صون الحريات ودعم حقوق الإنسان.
الفضل فيما وصلت له البحرين وبشهادة العالم في هذه المجالات لا يعود أبداً لهؤلاء المنقلبين مشكوكي الولاء والانتماء، فهم عناصر حرق وتخريب وتدمير، لا يهمها حرق الأخضر واليابس في وطنها في سبيل الوصول لما تريده، لا يهمها طمس هويته وتغيير شكله. ارجعوا لتقرير بسيوني لتقرؤوا فيه توصيفه لعملية تغيير العلم على سبيل المثال، وكيف سجل التقرير قيامهم برفع العلم ذا الاثني عشر سناً دلالة على الجمهورية الشيعية، وهذا توصيف وكلام بسيوني نفسه وليس كلامنا، علما بأنهم كالعادة سيأخذون الجزء الذي يؤيد ما يقولون ويحذفون الأجزاء التي تدينهم. هم أصلاً لا يعترفون إلا بأجزاء من تقرير بسيوني!
عموماً، الفضل فيما تحقق يعود لجهود البحرين نفسها، يعود لنظامها الذي يتعامل دائماً مع المتغيرات بروح إصلاحية وبآلية تواكب التغييرات والتطورات العالمية وبحرص على ضمان حقوق الإنسان وتعزيز حريات المجتمع.
الجدية في التعامل، والإصرار على الإنجاز والإصلاح، كلها ملامح عمل دؤوب واضح لمسناه من الدولة، بان واضحاً في خطوات الحكومة برئاسة الرجل المحنك رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله، ابتداء من تنفيذ توصيات الحوار الوطني الشامل، مروراً بالتعاطي الإيجابي مع توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق وتنفيذ توصياتها وصولاً إلى الاهتمام والمتابعة والتخطيط السليم والإعداد المحبك لجلسة جنيف التي شهدت إعلاء الحق وإزهاق الباطل.
لخليفة بن سلمان الفضل الأكبر فيما تحقق بفضل متابعته وتوجيهاته وتأكيده على أهمية الدفاع بقوة عن البحرين وبالحق في جنيف. نتذكر ما حصل بعد الانتقادات الواسعة التي شهدتها الصحافة بشأن الإعداد لجنيف وملاحظة غياب المسؤول الأول عن الوزارة المعنية والوفد المشارك، كيف تعامل سموه من فوره مع ذلك، أتحدث عن اجتماع العمل السريع الذي عقد وفيه تمت متابعة استعدادات الوفد عن كثب والتأكد من الجهوزية التامة للدفاع عن البحرين، بل تمخضت عنه تشكيلة معززة للوفد المشارك على رأسها إيفاد وزير الخارجية الرجل الوطني المجتهد الشيخ خالد لتعزيز قوة الوفد، وهو يشكر جزيل الشكر على دوره الكبير في جنيف وصلابته وردوده الراقية التي تعكس أخلاق البحريني الأصيل المدافع عن قضيته بكل لباقة وأدب دون تطاول وتجريح وشتم رأيناه يأتي تحديداً من أي جانب.
صناع النجاح البحريني في جنيف كثر، يأتي على رأسهم ملهم البحرينيين في الصمود والقوة والثبات على الموقف خليفة بن سلمان، مروراً بمن تواجدوا هناك بلا استثناء من بحرينيين غيورين على وطنهم، فشكراً لهم.
جولة جنيف الثانية أثبتت لنا كيف أن البحرين فيها رجال ونساء وطنيين أكفاء يمكنهم الدفاع بقوة عن هذا الوطن، ويمكنهم إبراز الحقيقة واضحة بحيث تدحض الإدعاءات والأكاذيب، فقط لو أعدوا الإعداد الجيد ونظموا الصفوف ووضعوا البحرين همهم الأول قبل أي شيء آخر.