أن يطلق مجنون أو شاذ أو مغمور أو سيناريست مبتدئ عملاً فنياً مشوهاً أو رسمة كاريكاتيرية بدون قيمة، ويكون الهدف الإساءة للإسلام ورموزه لإثارة المسلمين في شتى أنحاء العالم وإهانة مشاعرهم والاستخفاف بمعتقداتهم، فتلك في العادة مجرد لعبة ساذجة وسخيفة بات يتقنها بعض المبتدئين المغمورين في الغرب، بحثاً عن الشهرة المجانية أو الضوضاء للفت الانتباه إليهم، من أمثال سلمان رشدي في بريطانيا أو مصمم الرسومات الكاريكاتيرية في الدنمرك أو منتج ومخرج شريط الفيديو السخيف في الولايات المتحدة الأمريكية أو راسم الكاريكاتير التافه في صحيفة “شارلي هيبدو” الفرنسية.. والقصة تتكرر كل يوم، ويمكن أن تتكرر كل يوم، في شكل مقالات أو كتب أو روايات أو رسومات أو أفلام ومسرحيات مستفزة، وتهدف جميعها إلى استدراج المسلمين إلى منطقة رد الفعل التي تظهرهم بصورة انفعالية، تعزز تلك الصورة المستقرة في أذهان الغربيين. وهنا لابد أن نقف عند بعض النقاط لنوضحها للخروج من متاهة الخلط والارتباك والردود غير المدروسة:
أولاً: أن الاستفزاز للمسلمين سوف يتواصل ولن يتوقف عند حد، بل قد يكون في بعض الأحيان متعمداً وحتى لمجرد الإثارة، ولذلك علينا كعرب ومسلمين ألا نستجيب لهذا الاستدراج السخيف، مع الاحتفاظ بحقنا في الرد والتعبير عن الغضب في حدود حضارية تترجم ثقتنا في أنفسنا وفي معتقداتنا وانتمائنا إلى فضاء ديني روحي متسامح وإنساني.
ثانياً: أن الأجهزة الرسمية في أغلب البلدان الغربية ترفض مثل هذا التوجه الاستفزازي لأنه يضر بمصالحها، ومع أن المستفزين في غالبيتهم العظمى هم من المهمشين والسطحيين من فاقدي القيمة والمكانة في المجتمع الغربي، وبالرغم من أن القوانين الغربية في مجملها تجرم الحث على الكراهية، ولكنها في ذات الوقت لا تجرم الإساءة إلى الأديان، وتعلي في ذات الوقت من شأن حرية التعبير، حتى وإن طالت الأديان والرموز، مسيحية كانت أو إسلامية أو يهودية، والغرب يعج بمثل هذه الإساءات للأديان والتي لا تكاد تلفت الانتباه في هذه البلدان، إلا أن هذا الغرب نفسه يعيش حالة من التناقض الصارخ والتمييز غير المنصف في المسائل المتعلقة بالحرية عامة وبحرية التعبير خاصة، فهو بقدر ما تعظم من شأن الحرية فهو يضيق على المسلمين في لباسهم وأشكالهم وشعائرهم بدعوى تناقضها مع “قيم الجمهورية” مثلاً، وهو في الوقت الذي يتحدث فيه حرية التعبير المطلقة، يجرم حرية الرأي في شأن المحرقة على سبيل المثال.
ثالثاً: المشكلة الكبرى التي تعانيها الأغلبية الساحقة من الشعوب غير المسلمة في الغرب هو جهلها بالإسلام ومقاصده، أو أن معرفتها بالإسلام بصورة مشوهة، ولا تتفق مع حقيقته، بل إن بعضهم يسمع عن كلمة مسلمين وإسلام، ويظن أن الإسلام هو عبارة عن جنسية أو قومية ينتسب إليها مجموعة من البشر هم العرب، فيظنون أن المسلم معناه من يحمل الجنسية العربية، وكثير ممن عرف أن الإسلام دين سماوي لا يعرف عنه إلا الوجه السلبي الذي ألصق بالإسلام زوراً وبهتاناً وأنه دين إرهاب وقتل.
رابعاً: هنالك خلط لدى العديد من العرب والمسلمين بين المجتمع الغربي والسلطات في البلدان الغربية، فما يصدر عن مؤسسات المجتمع الغربي (مواطنين - أحزاب- صحف- تلفزيونات- سينما- مسارح ....) يحتسب عندنا في الغالب وكأنه صادر عن المؤسسات السياسية الرسمية، وهو خلط ناتج عن القياس على أوضاعنا نحن، حيث يختلط الرسمي بالأهلي، وقد يستحيل التفريق بينهما، في حين أن المسافة بينهما في الغرب واسعة نسبياً، كما هي ناتجة في بعض الأحيان عن الجهل بطبيعة تلك المجتمعات ومحركاتها الفعلية ونمط عيشها واهتماماتها، حيث لا يحتل “الديني” فيها إلا حيزاً ضيقاً جداً..
خامساً: إن النزعة الإسلامية المحافظة عندنا، تقوم اليوم على معاداة العولمة والغرب، ومحاربة أمريكا والعداء للصهيونية، ولكن الحقيقة أيضاً أن هذا عداء قديم وتشترك فيه مع العديد من القوى الأخرى في العالم، ومن الإنصاف القول إن زيادة التطرف قد جاء كنتيجة مباشرة للنتائج الكارثية للعدوان الأمريكي الغربي على أفغانستان والعراق في حرب غير مشروعة، وإطلاق يد الصهيونية لقتل الفلسطينيين وبناء الجدار العازل واحتلال المزيد من الأراضي.
ومن الواضح أنه لا يمكن القضاء على العنف من خلال إعلان الحروب وشن الغارات وإسقاط الأنظمة، لأنه حالة مركبة لا يمكن تجاهل أنها في الأصل جاءت كرد فعل على التدخل الغربي السافر في مصائر الشعوب الأخرى أو الاعتداء العسكري اليومي والمباشر والذي تريد الإدارة الأمريكية أن يمر وكأنه لا يحدث أصلاً، وهذا وهم وعمى سياسي.
أولاً: أن الاستفزاز للمسلمين سوف يتواصل ولن يتوقف عند حد، بل قد يكون في بعض الأحيان متعمداً وحتى لمجرد الإثارة، ولذلك علينا كعرب ومسلمين ألا نستجيب لهذا الاستدراج السخيف، مع الاحتفاظ بحقنا في الرد والتعبير عن الغضب في حدود حضارية تترجم ثقتنا في أنفسنا وفي معتقداتنا وانتمائنا إلى فضاء ديني روحي متسامح وإنساني.
ثانياً: أن الأجهزة الرسمية في أغلب البلدان الغربية ترفض مثل هذا التوجه الاستفزازي لأنه يضر بمصالحها، ومع أن المستفزين في غالبيتهم العظمى هم من المهمشين والسطحيين من فاقدي القيمة والمكانة في المجتمع الغربي، وبالرغم من أن القوانين الغربية في مجملها تجرم الحث على الكراهية، ولكنها في ذات الوقت لا تجرم الإساءة إلى الأديان، وتعلي في ذات الوقت من شأن حرية التعبير، حتى وإن طالت الأديان والرموز، مسيحية كانت أو إسلامية أو يهودية، والغرب يعج بمثل هذه الإساءات للأديان والتي لا تكاد تلفت الانتباه في هذه البلدان، إلا أن هذا الغرب نفسه يعيش حالة من التناقض الصارخ والتمييز غير المنصف في المسائل المتعلقة بالحرية عامة وبحرية التعبير خاصة، فهو بقدر ما تعظم من شأن الحرية فهو يضيق على المسلمين في لباسهم وأشكالهم وشعائرهم بدعوى تناقضها مع “قيم الجمهورية” مثلاً، وهو في الوقت الذي يتحدث فيه حرية التعبير المطلقة، يجرم حرية الرأي في شأن المحرقة على سبيل المثال.
ثالثاً: المشكلة الكبرى التي تعانيها الأغلبية الساحقة من الشعوب غير المسلمة في الغرب هو جهلها بالإسلام ومقاصده، أو أن معرفتها بالإسلام بصورة مشوهة، ولا تتفق مع حقيقته، بل إن بعضهم يسمع عن كلمة مسلمين وإسلام، ويظن أن الإسلام هو عبارة عن جنسية أو قومية ينتسب إليها مجموعة من البشر هم العرب، فيظنون أن المسلم معناه من يحمل الجنسية العربية، وكثير ممن عرف أن الإسلام دين سماوي لا يعرف عنه إلا الوجه السلبي الذي ألصق بالإسلام زوراً وبهتاناً وأنه دين إرهاب وقتل.
رابعاً: هنالك خلط لدى العديد من العرب والمسلمين بين المجتمع الغربي والسلطات في البلدان الغربية، فما يصدر عن مؤسسات المجتمع الغربي (مواطنين - أحزاب- صحف- تلفزيونات- سينما- مسارح ....) يحتسب عندنا في الغالب وكأنه صادر عن المؤسسات السياسية الرسمية، وهو خلط ناتج عن القياس على أوضاعنا نحن، حيث يختلط الرسمي بالأهلي، وقد يستحيل التفريق بينهما، في حين أن المسافة بينهما في الغرب واسعة نسبياً، كما هي ناتجة في بعض الأحيان عن الجهل بطبيعة تلك المجتمعات ومحركاتها الفعلية ونمط عيشها واهتماماتها، حيث لا يحتل “الديني” فيها إلا حيزاً ضيقاً جداً..
خامساً: إن النزعة الإسلامية المحافظة عندنا، تقوم اليوم على معاداة العولمة والغرب، ومحاربة أمريكا والعداء للصهيونية، ولكن الحقيقة أيضاً أن هذا عداء قديم وتشترك فيه مع العديد من القوى الأخرى في العالم، ومن الإنصاف القول إن زيادة التطرف قد جاء كنتيجة مباشرة للنتائج الكارثية للعدوان الأمريكي الغربي على أفغانستان والعراق في حرب غير مشروعة، وإطلاق يد الصهيونية لقتل الفلسطينيين وبناء الجدار العازل واحتلال المزيد من الأراضي.
ومن الواضح أنه لا يمكن القضاء على العنف من خلال إعلان الحروب وشن الغارات وإسقاط الأنظمة، لأنه حالة مركبة لا يمكن تجاهل أنها في الأصل جاءت كرد فعل على التدخل الغربي السافر في مصائر الشعوب الأخرى أو الاعتداء العسكري اليومي والمباشر والذي تريد الإدارة الأمريكية أن يمر وكأنه لا يحدث أصلاً، وهذا وهم وعمى سياسي.