أتصوّر أنه قد آن الأوان كي يدرك بعض المزايدين دوماً على المطالب الشعبية المنادية بالمزيد من الإصلاحات الديموقراطية، وتحسين حياة المواطنين البسطاء، وتهيئة فرص العمل في كافة المواقع والمجالات أمام كافة المواطنين بمختلف انتماءاتهم المذهبية ومشاربهم الفكرية، نقول آن الأوان أن يستفيقوا من أوهام اللحظة الحاضرة، ويدركوا أن الأزمة التي يمّر بها الوطن ذات طابع سياسي صرف، وأنها لا تترك مجالاً للعزف على أوتار الطائفية المقيتة، وتصوير الوضع وكأن أتباع مكوّن اجتماعي ما يبتغون تهميش المكوّن الآخر، وإزاحته إلى خارج اللعبة السياسية.
إن خصوصيّة البحرين، ومكانتها الرائدة التي تنفرد بها بين دول الخليج الأخرى، أنها تحتضن بداخلها مختلف التيّارات والتوجّهات الأيديولوجية، ويقطن في ربوعها أبناء طائفتين جليلتين تقاسموا شظف العيش على مدار عقودٍ زمنيةٍ طويلةٍ، وخبروا الأيام والأزمنة الحلوة والمرّة فزادتهم تماسكاً، وأمدّتهم بإرادةً فولاذيةٍ على العيش المشترك، وأكسبتهم وحدةً يحسدهم جيرانهم عليها. ولأن بلادنا مفتوحة على كافة الأفكار والآراء الجديدة، فقد تكوّنت بين مواطنيها ووافديها علاقات اجتماعية وطيدة استطاعت من خلالها دمج الوافدين في النسيج الاجتماعي البحريني لدرجة أن الموظّف أو العامل المغترب، عربياً كان أم أجنبياً، لا ينوي قط مغادرة البلد أو استبدال وظيفته بأخرى في بلدٍ مجاورٍ حتى لو كانت الأخيرة أكثر إغراءً من الناحية الماديّة، فما يهمّه بالدرجة الأولى هو هذه البيئة الاجتماعيّة المُفعمة بالطيبة والمحبّة والتآخي، حيث عُرف البحريني دوماً بشهامته وطيبته، وإيثاره من أجل سعادة الآخرين ورفاهيّتهم، باختصار إن شعباً كهذا لا يمكن أن تفرِّقه المِحَن، أو تنال منه مصائب الدهر، لأن أبناءه عازمون على البقاء معاً صفاً متراصاً في مواجهة كافة المخططّات المشبوهة الرامية إلى تفتيت عضدهم، وشلّ إرادتهم الجبارة.
ذلكم هو معدن الإنسان البحريني الأصيل الذي كافح طوال السنوات المنصرمة من أجل إحراز الاستقلال الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة، وتجسيد اللحمة الشعبية والوطنية؛ إنه يعي جيِّداً أن ألاعيب السياسيِّين ومكرهم لن ينطليا عليه، فهو يعرف حقاً ما يريد، ولن يستطيع أحد حرفه عن مطالبه السياسية المشروعة في وطنٍ مُتحابٍ ينشد الخير والعدالة والسؤدد للجميع!
{{ article.visit_count }}
إن خصوصيّة البحرين، ومكانتها الرائدة التي تنفرد بها بين دول الخليج الأخرى، أنها تحتضن بداخلها مختلف التيّارات والتوجّهات الأيديولوجية، ويقطن في ربوعها أبناء طائفتين جليلتين تقاسموا شظف العيش على مدار عقودٍ زمنيةٍ طويلةٍ، وخبروا الأيام والأزمنة الحلوة والمرّة فزادتهم تماسكاً، وأمدّتهم بإرادةً فولاذيةٍ على العيش المشترك، وأكسبتهم وحدةً يحسدهم جيرانهم عليها. ولأن بلادنا مفتوحة على كافة الأفكار والآراء الجديدة، فقد تكوّنت بين مواطنيها ووافديها علاقات اجتماعية وطيدة استطاعت من خلالها دمج الوافدين في النسيج الاجتماعي البحريني لدرجة أن الموظّف أو العامل المغترب، عربياً كان أم أجنبياً، لا ينوي قط مغادرة البلد أو استبدال وظيفته بأخرى في بلدٍ مجاورٍ حتى لو كانت الأخيرة أكثر إغراءً من الناحية الماديّة، فما يهمّه بالدرجة الأولى هو هذه البيئة الاجتماعيّة المُفعمة بالطيبة والمحبّة والتآخي، حيث عُرف البحريني دوماً بشهامته وطيبته، وإيثاره من أجل سعادة الآخرين ورفاهيّتهم، باختصار إن شعباً كهذا لا يمكن أن تفرِّقه المِحَن، أو تنال منه مصائب الدهر، لأن أبناءه عازمون على البقاء معاً صفاً متراصاً في مواجهة كافة المخططّات المشبوهة الرامية إلى تفتيت عضدهم، وشلّ إرادتهم الجبارة.
ذلكم هو معدن الإنسان البحريني الأصيل الذي كافح طوال السنوات المنصرمة من أجل إحراز الاستقلال الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة، وتجسيد اللحمة الشعبية والوطنية؛ إنه يعي جيِّداً أن ألاعيب السياسيِّين ومكرهم لن ينطليا عليه، فهو يعرف حقاً ما يريد، ولن يستطيع أحد حرفه عن مطالبه السياسية المشروعة في وطنٍ مُتحابٍ ينشد الخير والعدالة والسؤدد للجميع!