سجلت مملكة البحرين ممثلة باللجنة الأولمبية البحرينية ظهورها الثامن على الساحة الأولمبية الدولية عندما برزت إلى جانب مئتين و ثلاث دول أخرى في طابور العرض الذي شهده الملايين مساء أمس الأول في افتتاح النسخة الثلاثين لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تحتضنها العاصمة البريطانية لندن حتى الثاني عشر من يوليو الجاري
منذ المشاركة الأولى في لوس أنجلوس عام 1984 لم تتمكن المنتخبات الجماعية البحرينية في التأهل لنهائيات الدورة الأولمبية بينما اقتصرت المشاركة التنافسية الرسمية على ألعاب القوى إلى جانب المشاركات الرمزية في التايكواندو والسباحة و الرماية و الشراع والدراجات الهوائية و الخماسي الحديث .
نعلم جيداً بأن المنافسات الفردية مثل العاب القوى و السباحة و الجمبازهي عصب الألعاب الأولمبية وهي التي تشكل قمة الإثارة في هذه الألعاب لكونها تعتمد على الأرقام و الأزمنة الشخصية، وهو ما يجعل طريق التأهل أصعب بكثير من الألعاب الجماعية التي تعتمد على نتائج تصفيات كل قارة على حدة .
شخصياً أرى أن الفرص مواتية لألعاب القدم و اليد والطائرة البحرينية لاجتيازالتصفيات الآسيوية المؤهلة للأولمبياد نظراً لتقارب مستويات منتخباتنا مع بقية المنتخبات الآسيوية، وبالأخص في كرة القدم و كرة اليد وهو ما يدعونا للمناداة بالإعداد والتحضير من الآن لأولمبياد ريودي جانيرو، بعد أربع سنوات لعل وعسى أن تحظى منتخباتنا الجماعية أو إحداها على الأقل بشرف التواجد في نهائيات الأولمبياد القادم .
أما تواجدنا الحالي في لندن فإن الآمال فيه معلقة بدرجة كبيرة على العداءة العالمية مريم جمال التي ستشارك في سباق 1500 متر جري، وهو السباق الذي اعتادت أن تحقق فيه ألقابها القارية والعالمية وازدادت حظوظها بعد قرار الحرمان الذي طال المرشحة الأولى لذهبية هذه المسابقة العداءة المغربية السلوسي التي فشلت في اجتياز اختبار المنشطات !
إلى جانب مريم جمال هناك اجتهادات و محاولات من عداءات و عدائيين آخرين في المنتخب البحريني امثال ميمي سالم و منصورعلي و محبوب حسن و شوقي جمال نأمل أن تكلل بالنجاح ذلك لأن باب المنافسات يظل مشروعاً للجميع ولا يمكن أن نستبعد المفاجآت .
إذا كانت هذه هي تأملاتنا للمشاركة البحرينية الثامنة في الأولمبياد فإن ما شاهدناه مساء الجمعة في حفل الافتتاح من فقرات متواضعة، ومطولة ومملة أحياناً لم ترتقِ إلى طموحاتنا إذا ما قورنت بما شاهدناه في افتتاح سيدني 2000 و بكين 2008 باستثاء آلية إشعال الشعلة الأولمبية التي كانت أبرز ما في فقرات حفل الافتتاح الذي استغرق أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة !
لندن التي تستضيف الأولمبياد للمرة الثالثة لم تستطع أن تتفوق في حفل افتتاحها على ما حققته كل من موسكو و برشلونة وسيدني وبكين .
هذه هي وجهة نظري الشخصية التي أتمنى أن تتغير إلى الأحسن في حفل الختام و خلال المنافسات الميدانية التي بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي .