إن السكوت ومنذ البداية على كل شخص يتطاول على الآخرين، يُعتبر تشجيعاً له على التمادي في إقصاء الآخر ونفيه وإهانته، ليس من باب من أمن العقوبة أساء الأدب فحسب، بل سيجد أن ما يقوم به من فعل مخالف للعقل والقانون الإنساني، إنما كان يموَّل عبر الصمت المطبق.
هذا الاعتداء على الآخر وتجاوز اللياقة واللباقة وحسن التصرف مع المختلف، يعيدنا إلى نظرية الوجه الواحد واللون الواحد والعنصر الواحد، مما يفقد الدولة المدنية أهم ركائزها وأسسها القائمة على التعددية واحترام الآخر.
لو كانت الدولة تقطع الطريق ومعه اللسان، على كل من يعتدي على من يختلفون معه في الفكر والعقيدة، لما وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه اليوم، ذلك بعد أن تعاظم حال الراشق والمرشوق.
لم يكتف قليلو الأدب بالاعتداء على من يختلفون معهم، بل استنجدوا واستعدوا التاريخ ورموز كل الأطراف والمذاهب الإسلامية قاطبة، فلا علي بن أبي طالب نجا من السب، ولا عمر بن الخطاب نجا من التوبيخ، ولا السيدة عائشة، ولا أئمة المسلمين كلهم نجوا من شرر القدح في شخصياتهم ومكانتهم العلمية والرمزية في نفوس أبناء هذه الأمة، والسبب في ذلك يعود للدولة التي لم تكن صارمة مع كل أولئك المهاوشين والمهووسين بحب المعارك وإثارة الفتن والأحقاد منذ البداية.
البعض يحاول إحياء التراث الإسلامي الناصع، والبعض يحاول استكمال صورة الفكر والعلم، ومد جسور التواصل بين الحاضر والماضي لأجل مستقبل أكثر فاعلية وعطاء، بينما هنالك نوع من البشر، يحاولون إحياء الفتن الميتة وإيقاظ النائم منها، وحين لم يفلحوا في شق الصف في البحرين، على اعتبار ضخامة وعي هذا الشعب الكبير، وجدناهم يلجأون إلى العبث بالتاريخ، وذلك باستحضار معاركه وخلافاته ومحنه ورجالاته ورموزه الذين لهم مكانة عظيمة في نفوس أتباعهم ومريديهم، ليقولوا لوقود هذا النوع من المعارك، كيف لكم الصمت عن تلك الفئة التي كان رموزها ليسوا بالرموز، وقادتهم ليسوا بالقادة، فاشتموهم وسفِّهوا شخصياتهم ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً!!
العقلاء والعلماء والمفكرون والمثقفون والمدركون من أبناء هذا الشعب، لا يمكن لأحد أن يجرجرهم بالقوة أو الحيلة نحو فوهة تنور الفتنة، لأنهم أكبر من أن ينزلقوا في مزالق عفنة كهذه المزالق والمنحدرات القاتلة، لكن ما هو العمل مع عامة الناس؟ كيف نقنع بعد وقوع الفتن كل العوام من أن يعودوا إلى رشدهم؟ كيف يمكن أن نرجع العقول إلى مكانها الطبيعي؟
إحياء الفتن عبر السب الرخيص لأبناء هذه الطائفة أو تلك، ليس بالأمر المستصعب، فكل ما عليك اليوم، هو أن تدخل باسم مستعار أو حتى باسمك الصريح في أحد مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر تحديداً»، فتقوم «بتشويش» هذه الفرقة ضد أختها أو العكس، أو ما عليك سوى أن تقوم بالظهور على قناة دينية فتشتم الجميع، لأجل تهييج مشاعر البسطاء والمخدوعين من الناس، أو أن ترتقي منبر رسول الله «ص» لتقول من فوقه كل فاحشة من قولٍ أو تحريضٍ ضد فئات لا تتفق معهم في الفكر والعقيدة، أو تقوم بزرع روح الكراهية بين أبناء هذه الأمة الإسلامية الواحدة، وبدل أن تقوم بنثر الحب والإخاء وترسيخ مفاهيم الألفة والمودة والتراحم بينهم، ما عليك إلا أن تستحضر التاريخ بكل أشخاصه، فتنصب لهم محاكم ومشانق بين عامة الناس!.
على الدولة اليوم أن تمسك عبر قوة القانون، ومن خلال نظامها المدني المتطور، من الأخذ بين كل سفيه من كل الأطراف والطوائف، كي توقفهم عند حدود الإنسانية واحترام عقيدة كل إنسان يعيش على هذه الأرض، حتى لو كان من أبناء «البونيان».
صمت الجهات الرسمية والمسؤولة عن هذا الواقع، يعطي كل الأطراف المنفلتة المزيد من الشرعية والاستمرارية والتشجيع على الخوض في الباطل، على حساب مجتمع طيب بسيط كمجتمعنا في البحرين.
إن أخذت تلك الجهات المسؤولة وعلى رأسهم وزير العدل، بيدهم نجونا ونجوا، وإن تركوهم يرتعون في مزابل الفتن، هلكنا وهلكوا، فماذا تختارون يا من بيدكم القرار؟.
{{ article.visit_count }}
هذا الاعتداء على الآخر وتجاوز اللياقة واللباقة وحسن التصرف مع المختلف، يعيدنا إلى نظرية الوجه الواحد واللون الواحد والعنصر الواحد، مما يفقد الدولة المدنية أهم ركائزها وأسسها القائمة على التعددية واحترام الآخر.
لو كانت الدولة تقطع الطريق ومعه اللسان، على كل من يعتدي على من يختلفون معه في الفكر والعقيدة، لما وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه اليوم، ذلك بعد أن تعاظم حال الراشق والمرشوق.
لم يكتف قليلو الأدب بالاعتداء على من يختلفون معهم، بل استنجدوا واستعدوا التاريخ ورموز كل الأطراف والمذاهب الإسلامية قاطبة، فلا علي بن أبي طالب نجا من السب، ولا عمر بن الخطاب نجا من التوبيخ، ولا السيدة عائشة، ولا أئمة المسلمين كلهم نجوا من شرر القدح في شخصياتهم ومكانتهم العلمية والرمزية في نفوس أبناء هذه الأمة، والسبب في ذلك يعود للدولة التي لم تكن صارمة مع كل أولئك المهاوشين والمهووسين بحب المعارك وإثارة الفتن والأحقاد منذ البداية.
البعض يحاول إحياء التراث الإسلامي الناصع، والبعض يحاول استكمال صورة الفكر والعلم، ومد جسور التواصل بين الحاضر والماضي لأجل مستقبل أكثر فاعلية وعطاء، بينما هنالك نوع من البشر، يحاولون إحياء الفتن الميتة وإيقاظ النائم منها، وحين لم يفلحوا في شق الصف في البحرين، على اعتبار ضخامة وعي هذا الشعب الكبير، وجدناهم يلجأون إلى العبث بالتاريخ، وذلك باستحضار معاركه وخلافاته ومحنه ورجالاته ورموزه الذين لهم مكانة عظيمة في نفوس أتباعهم ومريديهم، ليقولوا لوقود هذا النوع من المعارك، كيف لكم الصمت عن تلك الفئة التي كان رموزها ليسوا بالرموز، وقادتهم ليسوا بالقادة، فاشتموهم وسفِّهوا شخصياتهم ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً!!
العقلاء والعلماء والمفكرون والمثقفون والمدركون من أبناء هذا الشعب، لا يمكن لأحد أن يجرجرهم بالقوة أو الحيلة نحو فوهة تنور الفتنة، لأنهم أكبر من أن ينزلقوا في مزالق عفنة كهذه المزالق والمنحدرات القاتلة، لكن ما هو العمل مع عامة الناس؟ كيف نقنع بعد وقوع الفتن كل العوام من أن يعودوا إلى رشدهم؟ كيف يمكن أن نرجع العقول إلى مكانها الطبيعي؟
إحياء الفتن عبر السب الرخيص لأبناء هذه الطائفة أو تلك، ليس بالأمر المستصعب، فكل ما عليك اليوم، هو أن تدخل باسم مستعار أو حتى باسمك الصريح في أحد مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر تحديداً»، فتقوم «بتشويش» هذه الفرقة ضد أختها أو العكس، أو ما عليك سوى أن تقوم بالظهور على قناة دينية فتشتم الجميع، لأجل تهييج مشاعر البسطاء والمخدوعين من الناس، أو أن ترتقي منبر رسول الله «ص» لتقول من فوقه كل فاحشة من قولٍ أو تحريضٍ ضد فئات لا تتفق معهم في الفكر والعقيدة، أو تقوم بزرع روح الكراهية بين أبناء هذه الأمة الإسلامية الواحدة، وبدل أن تقوم بنثر الحب والإخاء وترسيخ مفاهيم الألفة والمودة والتراحم بينهم، ما عليك إلا أن تستحضر التاريخ بكل أشخاصه، فتنصب لهم محاكم ومشانق بين عامة الناس!.
على الدولة اليوم أن تمسك عبر قوة القانون، ومن خلال نظامها المدني المتطور، من الأخذ بين كل سفيه من كل الأطراف والطوائف، كي توقفهم عند حدود الإنسانية واحترام عقيدة كل إنسان يعيش على هذه الأرض، حتى لو كان من أبناء «البونيان».
صمت الجهات الرسمية والمسؤولة عن هذا الواقع، يعطي كل الأطراف المنفلتة المزيد من الشرعية والاستمرارية والتشجيع على الخوض في الباطل، على حساب مجتمع طيب بسيط كمجتمعنا في البحرين.
إن أخذت تلك الجهات المسؤولة وعلى رأسهم وزير العدل، بيدهم نجونا ونجوا، وإن تركوهم يرتعون في مزابل الفتن، هلكنا وهلكوا، فماذا تختارون يا من بيدكم القرار؟.