حين ناشد سمو ولي العهد بالأمس الأطراف السياسية بأبعاد البحرين عن التجاذبات الإقليمية، كان يعي تماماً ما يقول، ويدرك مثلما ندرك بأن أحداث العنف والإرهاب التي تحدث في شوارع البحرين أحداث لا علاقة لها بإصلاح أو بمطالب ديمقراطية، بل المقصود بها جر البحرين إلى تلك التجاذبات الإقليمية التي يحذر منها صاحب السمو، خدمة لمصلحة قومية أجنبية غير بحرينية، وهي إحداث مدفوعة الثمن، وممولة من الخارج ومدربة، وتم تهريب الأسلحة والمال لها، ولا حاجة للبحث طويلاً عن المستفيد الإقليمي من هذا الاضطراب.
ولو أن تلك الأحداث جرت في أي من الدول “القلقة” على الإرهابيين، لتم القبض على مرتكبي تلك الأحداث ومموليهم ومحرضيهم ومضلليهم، وتمت إحالتهم للقضاء، ولاتهموا بالخيانة العظمى، وأنزلت عليهم أشد أنواع العقوبات.
مخطط جر البحرين للتجاذبات الإقليمية خيانة عظمى، والكل يعلم بذلك، والعنف والإرهاب الذي يخرق الأمن في شوارع البحرين ضمن مخطط جر البحرين، ولا علاج له بالمجاملة واللين أو بالخضوع لضغوط دول قد تكون هي الأخرى ضالعة ضمن مخطط جر البحرين، لا علاج إلا بالتصدي الأمني الحازم بلا تردد، وبضوابط قانونية.
الكل يرى ويشاهد ويعلم أن هناك شركاء في جريمة جر البحرين للتجاذبات الإقليمية وتعريضها للخطر، فليس إرهابيي الشوارع فقط هم المسؤولين عن مخطط جر البحرين بل شركائهم من المحرضين ومن المضللين فهؤلاء لا يقلون جرماً وإدانة عن الإرهابيين، هناك جرائم تحريض وحملة تضليل تشارك بها الصحافة والمنابر الدينية التي تخرق القانون بتلك الحملات التضليلية لا يقل أثرهم عن من جهز عبوات ناسفة قابلة للانفجار، فإعلام يساوي بين الاعتداء على برادة من قبل نفر لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وهو فعل مدان ومرفوض، وبين هجوم إرهابي مكون من 150 شخصاً بالمولوتوف وعلى مركز شرطة، هو شريك في جرم جر البحرين للتجاذبات الإقليمية، لأنه يجرم بتضليل المجرمين والإرهابيين وغالبيتهم من المراهقين والأطفال، إنه يقنعهم بمساواة فعلهم جنباً إلى جنب مع قيام 150 شخصاً بالهجوم بالمولوتوف، ومساواة الصورة والخبر لعبة إعلامية معروفة، يدركها تماماً القائمون على تلك الصحيفة ومع ذلك يرتكبونها بدم بارد.
ما الفرق بين من يدفع 5 دنانير، ومن يضلل الناس، النتيجة واحدة زيادة عدد حملة المولوتوف.
التضليل قائم من خلال تلك الصحيفة، ومن خلال المنابر الدينية حين أقنعت مغدوراً بابنه وثق برجال دين بأن موت ابنه حاملاً للمولوتوف سيقوده للجنة، مثلما أقنع الخميني جنوده بحمل مفاتيح الجنة قبل التوجه للجبهة!!
لنقلها واضحة وبلا مواربة يا صاحب السمو، فكل هؤلاء شركاء في جر البحرين للتجاذبات الإقليمية، وأي مواطن يسترخص وطنه، ويساهم في جره وتعريضه للخطر مقابل التجاذبات الإقليمية خائن مع سبق الإصرار والترصد