فَتحتْ وسائل الاتصال الحديثة كافة الأبواب والنوافذ المطلة على الكلمة، من دون قيد أو حدّ، فهي تعبر بسلاسة للضفة الأخرى، لكن ليس من المؤكد أن يعبر صاحبها بسلامة، فالكلمة أثقل من كل الأوزان، فإذا سقطت في المكان الخطأ وفي التوقيت الغلط، فإنها تحدث كوارث مروعة.
قيل قديماً “رب كلمة أنفذ من سهم” وقيل “رب كلمة قتلت صاحبها”. بالأمس يركز حكماء البشرية على ضرورة أن يطلع الإنسان كلمته في أجواء صحيحة، حتى لا تكون الكلمة نافذة أو قاتلة. ليس من الضروري أن يتأذى القائل، بل في أحيان كثيرة يتأذى المتلقي، وعليه يجب أن تكون الكلمة أمانة ومسؤولية في أعناق مطلقها.
ما يدفعنا للحديث هنا عن هذا الفصل الحساس من الإعلام المتاح والمتوفر لدى كل فرد من أفراد البشرية، هو في الاستخدام السيئ لهذه الأدوات التوصيلية، والتي كان الهدف منها في الأساس، إتاحة مناخات وفضاءات هادفة للمعارف الإنسانية، والاستفادة قدر المستطاع من هذه التقنيات العلمية الحديثة، لتوظيفها في سبيل العلم والمعرفة.
هذا الذي يجب أن يكون، وهذا هو مفترض الحال، لكن مع الأسف الشديد، فإننا لم نستطع بذكائنا أن نستغل ونستفيد من هذه التقنيات المعاصرة من أجل أن نوظفها في مجالات المعارف والقيم الإنسانية الراشدة والنبيلة، بل نحن أسأنا استخدامها فلم نوظفها إلا في مجالات محدودة وضيقة.
«تويتر”، هذا الموقع الاجتماعي الكبير، أصبح اليوم للمواطن العربي، بعد مصادرة بعض الحكومات العربية لصوته ورأيه، هو صحيفته ومنبره الشخصي، فما لم يستطع قوله بالطرق الشرعية والرسمية، يستطيع اليوم أن يقوله وبأعلى صوته هناك.
جميل ذلك، وعلى الرغم من أنوفنا وأنوف كل الحكومات القامعة لشعوبها، سيظل صوت الإنسان العربي عالياً يصدح في الأرجاء، من خلال “تويتر” أو “فيس بوك” أو أي موقع معتدّ به اليوم، وستكون هذه المواقع المتنفس الحقيقي لكل مكبوت ومُصادر من صدر الشعوب العربية.
لا نختلف حول ذلك أبداً، وهذا حق يملكه كل إنسان يعيش على هذا الكوكب، لكن الإشكالية تقع في الاستغراق في تجاوز الحريات والكلمات عند الكثير منَّا، حتى أصبحنا لا نميز في تلك المواقع الشخصية، بين الغث والسمين، بين الحق والباطل، بين الصدق والدجل، بين الحقيقة والوهم، وبهذا يمكن أن تحدث كوارث إنسانية عبر كلمة غير مسؤولة، يطلقها فرد، فيجني دمارها مجتمع.
إن التراشق والسباب والكلام البذيء والتعيير والتضليل والبهتان والافتراء والاحتقار والسخرية، هذه كلها ليست أدوات إعلامية علمية راقية، إذ يمكن للجميع أن يستخدمها بكل حرية، لأنه فقط، اختفت المراقبة الرسمية ومقص الرقيب من على ظهرها، فيستطيع الإنسان حينها أن يقول ما يشاء.
ما نقرأوه يومياً وفي الغالب وفي كل لحظة من لحظات السكون والحركة في عالم “تويتر” و«فيس بوك”، يعتبر نوعاً من أنواع المجون والعهر الإعلامي لأشخاص حقيقيين وافتراضيين، لا يدركون حجم الفظائع التي ينشرونها ويبشرون بها من خلال الكلمة، هؤلاء يجب أن يصنعوا لهم في داخل أنفسهم مراقبة وجدانية صادقة، كما يجب أن يتمتعوا بوخز ضمير حي، يخاف على الإنسان والأوطان. هي لست “خرعة” أو حتى “زهقة” أن نجد أنفسنا في لحظة من اللحظات، أننا نستطيع أن نعبر عن آرائنا ووجودنا في تلكم المواقع العالمية، لكن الشيء السامي والكبير، هو أن نطلق الكلمة بعد أن نضع نصب أعيننا ضميرنا ويوم الحساب.
ربما يعتقد البعض أن هذا الرأي يعد ديكتاتورية أخرى، ومصادرة لحرية الكلمة، ونحن نقول إن السب والشتائم والسخرية ليست من الكلمات، ولكنها طعنات في قلوب أناس نختلف معهم في الفكر والأسلوب، وإذا كان يعتقد البعض أن السباب هو حرية تعبير شخصي، فنحن نقول له، كلا وألف كلا، فالوردة ليست كالشوك، أما أنها “الخرعة” التي أصابت المواطن العربي بعد كبت أصاب فمه عشرات السنين، فجاء لـ “تويتر” كي يعوض نقصه وصمته وكبته؟ نحن نقول، ربما هذا الذي توصلنا إليه.
قيل قديماً “رب كلمة أنفذ من سهم” وقيل “رب كلمة قتلت صاحبها”. بالأمس يركز حكماء البشرية على ضرورة أن يطلع الإنسان كلمته في أجواء صحيحة، حتى لا تكون الكلمة نافذة أو قاتلة. ليس من الضروري أن يتأذى القائل، بل في أحيان كثيرة يتأذى المتلقي، وعليه يجب أن تكون الكلمة أمانة ومسؤولية في أعناق مطلقها.
ما يدفعنا للحديث هنا عن هذا الفصل الحساس من الإعلام المتاح والمتوفر لدى كل فرد من أفراد البشرية، هو في الاستخدام السيئ لهذه الأدوات التوصيلية، والتي كان الهدف منها في الأساس، إتاحة مناخات وفضاءات هادفة للمعارف الإنسانية، والاستفادة قدر المستطاع من هذه التقنيات العلمية الحديثة، لتوظيفها في سبيل العلم والمعرفة.
هذا الذي يجب أن يكون، وهذا هو مفترض الحال، لكن مع الأسف الشديد، فإننا لم نستطع بذكائنا أن نستغل ونستفيد من هذه التقنيات المعاصرة من أجل أن نوظفها في مجالات المعارف والقيم الإنسانية الراشدة والنبيلة، بل نحن أسأنا استخدامها فلم نوظفها إلا في مجالات محدودة وضيقة.
«تويتر”، هذا الموقع الاجتماعي الكبير، أصبح اليوم للمواطن العربي، بعد مصادرة بعض الحكومات العربية لصوته ورأيه، هو صحيفته ومنبره الشخصي، فما لم يستطع قوله بالطرق الشرعية والرسمية، يستطيع اليوم أن يقوله وبأعلى صوته هناك.
جميل ذلك، وعلى الرغم من أنوفنا وأنوف كل الحكومات القامعة لشعوبها، سيظل صوت الإنسان العربي عالياً يصدح في الأرجاء، من خلال “تويتر” أو “فيس بوك” أو أي موقع معتدّ به اليوم، وستكون هذه المواقع المتنفس الحقيقي لكل مكبوت ومُصادر من صدر الشعوب العربية.
لا نختلف حول ذلك أبداً، وهذا حق يملكه كل إنسان يعيش على هذا الكوكب، لكن الإشكالية تقع في الاستغراق في تجاوز الحريات والكلمات عند الكثير منَّا، حتى أصبحنا لا نميز في تلك المواقع الشخصية، بين الغث والسمين، بين الحق والباطل، بين الصدق والدجل، بين الحقيقة والوهم، وبهذا يمكن أن تحدث كوارث إنسانية عبر كلمة غير مسؤولة، يطلقها فرد، فيجني دمارها مجتمع.
إن التراشق والسباب والكلام البذيء والتعيير والتضليل والبهتان والافتراء والاحتقار والسخرية، هذه كلها ليست أدوات إعلامية علمية راقية، إذ يمكن للجميع أن يستخدمها بكل حرية، لأنه فقط، اختفت المراقبة الرسمية ومقص الرقيب من على ظهرها، فيستطيع الإنسان حينها أن يقول ما يشاء.
ما نقرأوه يومياً وفي الغالب وفي كل لحظة من لحظات السكون والحركة في عالم “تويتر” و«فيس بوك”، يعتبر نوعاً من أنواع المجون والعهر الإعلامي لأشخاص حقيقيين وافتراضيين، لا يدركون حجم الفظائع التي ينشرونها ويبشرون بها من خلال الكلمة، هؤلاء يجب أن يصنعوا لهم في داخل أنفسهم مراقبة وجدانية صادقة، كما يجب أن يتمتعوا بوخز ضمير حي، يخاف على الإنسان والأوطان. هي لست “خرعة” أو حتى “زهقة” أن نجد أنفسنا في لحظة من اللحظات، أننا نستطيع أن نعبر عن آرائنا ووجودنا في تلكم المواقع العالمية، لكن الشيء السامي والكبير، هو أن نطلق الكلمة بعد أن نضع نصب أعيننا ضميرنا ويوم الحساب.
ربما يعتقد البعض أن هذا الرأي يعد ديكتاتورية أخرى، ومصادرة لحرية الكلمة، ونحن نقول إن السب والشتائم والسخرية ليست من الكلمات، ولكنها طعنات في قلوب أناس نختلف معهم في الفكر والأسلوب، وإذا كان يعتقد البعض أن السباب هو حرية تعبير شخصي، فنحن نقول له، كلا وألف كلا، فالوردة ليست كالشوك، أما أنها “الخرعة” التي أصابت المواطن العربي بعد كبت أصاب فمه عشرات السنين، فجاء لـ “تويتر” كي يعوض نقصه وصمته وكبته؟ نحن نقول، ربما هذا الذي توصلنا إليه.