لأجل البحرين وخيرها ومستقبلها وأمنها سنتحدث بصراحة، فعند الضرورات تبطل المحرمات، وأمن البحرين صار في الحالة القصوى من الضرورة التي لا ينفع معها إلا “كسر البرمة”، ونبدأ بما يتداول هذه الأيام عن قضية المصالحة والتي نعتقد أنها لن تكون إلا في السوبر ماركت أو على طاولات المقاهي، أما ما يتعلق بأمور خطيرة وهي حياة الإنسان، فنرى أنه من الصعب أن يجامل الإنسان على صحته وصحة أبنائه، حين يتطلب علاجهم عند الطبيب يختار أمهرهم وأصدقهم، وقد يكون أحياناً الصدق أفضل للمريض من المهارة، فكيف بالطبيب الذي فقد المصداقية، ونحن هنا لا نتكلم عن رواية أو فيلم، بل حقيقة عاشها أبناء الفاتح واقع مرير دفع ثمنه مرضاهم ثمنه حين منعت عنهم سيارات الإسعاف، وتعفنت جثث موتاهم في البيوت، واشتغل عنهم الأطباء بتصوير المسلسلات المطلوب عرضها على قنوات العالم، ورأينا كيف تعامل أطباء وممرضون وموظفون مع الجرحى الأجانب، ولا ننسى رقصتهم التي كانوا يهتفون بها “انتصرنا والناصر الله” وهم يرتدون ملابس العمليات، وكيف احتارت أمة الفاتح في علاج مرضاها من السرطان وغسيل الكلى، وذلك عندما تم احتلال مستشفى السلمانية وتحول إلى مسلخ تديره ميلشيات، وصار ساحة مظاهرات ومؤتمرات، هي فترة عصيبة عاشتها أمة الفاتح حين لم يكن أمامهم غير السلمانية، فهي غير مسموح لها بالعلاج في مستشفى العوالي ولا تستطيع دفع فاتورة المستشفيات الخاصة، إنها مأساة بكل ما تحمله المأساة من معانٍ؛ حين ترى ابنتك تموت بين أحضانك دون إسعاف، إنها فاطمة العباسي، وغيرها ممن سالت دموعهم وهم يبحثون عن مستشفى.
وها نحن نشاهد اليوم مستشفى الملك حمد الذي عقد الأمل عليه في عز الأزمات وتفاءل أهل الفاتح بأنه سيكون لهم فيه تقدير، وذلك حين فقدوا التقدير وعانوا أنواع المذلة بدءاً من بوابة السلمانية حتى مشرحة الأموات، نعم أيتها الدولة، نحن أمة قد عانت من هذا المستشفى عقوداً وهي تتودد إلى هذا الممرض وذاك الكاتب وهذا الدكتور الذي لا يتحدث معنا إلا بنظرات ملؤها الحقد، ويدير ظهره لأهل المرضى عند الاستغاثة به في قسم الطوارىء، فهناك قضايا وقصص لم يروها أهل الفاتح وكانوا ضحاياها، لكن لم يفصحوا عنها سنوات، فهم يتحملون ويفوتون وإن قتل مرضاهم، لكن اليوم من المستحيل أن يتم السكوت خصوصاً بعد 14 فبراير 2011، فهو التاريخ الفاصل الذي لا يمكن بعده الوثوق بمن قاد مؤامرة الانقلاب وشارك فيها، حيث كان الجميع في الدوار؛ الدكتور والممرض والكاتب والسائق وطلبة الطب في الداخل والخارج، فكيف يمكن أن يذهب ابن الفاتح ليشتكي لطبيب عن آلام تساور جسمه لمن طعن قلبه بسهم لن يمحى أثره ولو طويت السنون، وإن مات سيبقى أثر الندب شاهداً إلى يوم الدين.
فإن كانت هناك مصالحة تراها الدولة فلا يكون على حساب أهل الفاتح وصحتهم.
فوزارة الصحة، وليس مستشفى السلمانية فقط، ترزح تحت الاحتلال الوفاقي ليس بدءاً من 14 فبراير إنما منذ عشرات السنين، وها هو الدكتور نبيل الأنصاري، أكبر شاهد عما كان يدور في غرف الأطباء والممرضين ومن تكتلات وعصابات، ونذكركم أيضاً كيف تصدت طواقم وزارة الصحة بدوائرها ومسشفياتها للدكتور فيصل الحمر وطالبت بإقالته ولصقت صوره على النوافذ والممرات، وذلك بدعوى كاذبة أنه منع سيارات الإسعاف من نقل جرحى الدوار، على حد زعمهم، فكيف بعدها لا يستمع إلى نداء أمة الفاتح بأن تحصل على علاج على يد طبيب لا ينظر إليه أنه بلطجي أو مرتزق، طبيب يفتح له أسراره ويداوي جراحه، فنصف العلاج يكون في مصداقية الطبيب وإنسانيته وتعامله مع المريض، وكذلك أن يكون المريض نفسياً يثق في الطبيب بأنه فعلاً يقدم له العلاج الصحيح الذي يساعده على الشفاء.
قد تتحمل أمة الفاتح من أجل مستقبل البحرين كل هم وغم، ولكن عندما يصل الأمر إلى صحة أبنائهم فالأمر ليس فيه مجاملة ولا يمكن فيه المصالحة، فمأساة إحتلال مستشفى السلمانية لا زالت في النفوس، لأنها مأساة فريدة من نوعها في العالم لم يعشها ولم يتذوق مرارتها إلا أهل الفاتح، مأساة لا يمكن أن نتناول قرص “بندول” فننسى آلامها، بل هي مأساة باقية وستظل باقية حين يكون هذا الاحتلال ليس قضية وانتهت وإنما قضية مستمرة يهدد قادته حتى الأمس بأنهم لم يستخدموا 50% من قوتهم.
وها نحن نشاهد اليوم مستشفى الملك حمد الذي عقد الأمل عليه في عز الأزمات وتفاءل أهل الفاتح بأنه سيكون لهم فيه تقدير، وذلك حين فقدوا التقدير وعانوا أنواع المذلة بدءاً من بوابة السلمانية حتى مشرحة الأموات، نعم أيتها الدولة، نحن أمة قد عانت من هذا المستشفى عقوداً وهي تتودد إلى هذا الممرض وذاك الكاتب وهذا الدكتور الذي لا يتحدث معنا إلا بنظرات ملؤها الحقد، ويدير ظهره لأهل المرضى عند الاستغاثة به في قسم الطوارىء، فهناك قضايا وقصص لم يروها أهل الفاتح وكانوا ضحاياها، لكن لم يفصحوا عنها سنوات، فهم يتحملون ويفوتون وإن قتل مرضاهم، لكن اليوم من المستحيل أن يتم السكوت خصوصاً بعد 14 فبراير 2011، فهو التاريخ الفاصل الذي لا يمكن بعده الوثوق بمن قاد مؤامرة الانقلاب وشارك فيها، حيث كان الجميع في الدوار؛ الدكتور والممرض والكاتب والسائق وطلبة الطب في الداخل والخارج، فكيف يمكن أن يذهب ابن الفاتح ليشتكي لطبيب عن آلام تساور جسمه لمن طعن قلبه بسهم لن يمحى أثره ولو طويت السنون، وإن مات سيبقى أثر الندب شاهداً إلى يوم الدين.
فإن كانت هناك مصالحة تراها الدولة فلا يكون على حساب أهل الفاتح وصحتهم.
فوزارة الصحة، وليس مستشفى السلمانية فقط، ترزح تحت الاحتلال الوفاقي ليس بدءاً من 14 فبراير إنما منذ عشرات السنين، وها هو الدكتور نبيل الأنصاري، أكبر شاهد عما كان يدور في غرف الأطباء والممرضين ومن تكتلات وعصابات، ونذكركم أيضاً كيف تصدت طواقم وزارة الصحة بدوائرها ومسشفياتها للدكتور فيصل الحمر وطالبت بإقالته ولصقت صوره على النوافذ والممرات، وذلك بدعوى كاذبة أنه منع سيارات الإسعاف من نقل جرحى الدوار، على حد زعمهم، فكيف بعدها لا يستمع إلى نداء أمة الفاتح بأن تحصل على علاج على يد طبيب لا ينظر إليه أنه بلطجي أو مرتزق، طبيب يفتح له أسراره ويداوي جراحه، فنصف العلاج يكون في مصداقية الطبيب وإنسانيته وتعامله مع المريض، وكذلك أن يكون المريض نفسياً يثق في الطبيب بأنه فعلاً يقدم له العلاج الصحيح الذي يساعده على الشفاء.
قد تتحمل أمة الفاتح من أجل مستقبل البحرين كل هم وغم، ولكن عندما يصل الأمر إلى صحة أبنائهم فالأمر ليس فيه مجاملة ولا يمكن فيه المصالحة، فمأساة إحتلال مستشفى السلمانية لا زالت في النفوس، لأنها مأساة فريدة من نوعها في العالم لم يعشها ولم يتذوق مرارتها إلا أهل الفاتح، مأساة لا يمكن أن نتناول قرص “بندول” فننسى آلامها، بل هي مأساة باقية وستظل باقية حين يكون هذا الاحتلال ليس قضية وانتهت وإنما قضية مستمرة يهدد قادته حتى الأمس بأنهم لم يستخدموا 50% من قوتهم.