«جمعيات المعارضة تحاول أن تضلل الرأي العام الأمريكي”، دان بورتن عضو الكونجرس الأمريكي قال هذه العبارة في جلسة الاستماع التي تمت قبل يومين.
السؤال، هل ممكن أن ترى هذه العبارة عنواناً في جريدة الوسط؟ مستحيل.
تحاول الوفاق عبر إعلامها أن تبقي أتباعها مغيبين عن الحقيقة بعيدين عن الواقع، فلا يرون أي منقلب هم فيه، إنها تؤجل وقت المحاسبة قدر المستطاع، وهذه ليست خيانة للوطن فحسب؛ بل خيانة للطائفة الشيعية التي تحاول هذه الصحيفة الادعاء بأنها تمثلهم إن تضليلهم وتغييب الحقائق عنهم هو خيانة لهم.
لقد جاء زمن الاستحقاق والأسئلة الصعبة للوفاق وإعلامها، لهذا يتضافر الآن جهد رجال دين ورجال إعلام الوفاق للقيام بحملة تضليل لواقع الحال الذي تعيشه الطائفة الشيعية المطحونة تحت نيران الإرهاب الوفاقي، وبلا خجل وبانعدام لحس المسؤولية تقوم الجريدة ومعها قادة الوفاق بحملة التضليل يخفون فيها الحقائق ويمحون الصور ويغيرون العناوين والوقائع، والأكثر يتهربون من استحقاقات الأسئلة الكبيرة.
وأنتهز الفرصة هنا لأحي ذلك الشخص (الانتحاري) الشجاع من سنابس الذي وقف وتجرأ وسأل علي سلمان في عقر داره (إلى أين أنتم تقودوننا؟) وجعل علي سلمان يقوم ويقعد من مكانه ويلف ويدور ولا يجيب على سؤاله؟
حين سأله عن نهاية المطاف وإلى أين المسير؟ أجابه علي سلمان: “من حقنا أن نطالب”، وأعطى محاضرة عن أحقية المطالبة، وكأن المشكلة بينه وبين الشعب البحريني تتلخص في سقف المطالب! يا أخي اطلب ما تريد، وصرح بأحلامك وبمطالبك كما تشاء، وحتى لو خرج رجل ووقف في الشارع اليوم وقال حلمي أن أوحد الجزيرة العربية وأصبح خليفة المسلمين!! دعه يحلم.. من قال إننا ضد المطالب؟ لم تضلل الناس؟ لم تبتعد عن استحقاق السؤال الأصلي؟ وهو إلى أين تقود الشيعة يا علي سلمان؟
المطالب ليست مشكلة، وسقفها ليس مشكلة، مشكلتك مع الشعب البحريني أنك تريد أن تحقق مطالبك بالإرهاب، بالقتل، بالتخريب، بحرق البلد، وبتعطيل نموها الاقتصادي، بقطع الطرق وبالاستعانة بالقوى الأجنبية، مشكلتك أنك تريد أن تبتز الشعب البحريني، إما تمكيني سياسياً وإما حرق البلد، ثم تطالب بالحوار وإلا سيستمر الإرهاب، هذه مشكلتك مع البحرين، طالب بما تريد، من قال لك نحن ضد حقك في المطالبة؟ لم توهم الناس أن المعارضين لك هم معارضون لحقك في المطالبة؟ إنك تمارس التضليل بقصد وبعمد ومع سبق الإصرار والترصد؟ كل يوم تزيد الشقة والهوة بين جماعتك وبين شركائهم في الوطن، كل يوم أنت في تضليل.
إنك تقصد أن توهم الحضور أن السلطات والشعب البحريني يمنعونك وجماعتك من الإجهار بمطالبك؟ وأنت تعرف وتعلم علم اليقين أن ذلك غير صحيح، أكثر من 600 مسيرة في 180 يوماً، لكنك لا تكتفي، أنت تريد التغيير بالقوة وبالإرهاب وبقتل الشرطة وبحرق البلد، حتى من دعمك اكتشف كذبك وتضليلك.
أنت تكذب عليهم حين سألوك لم انسحبتم من المجلس النيابي، وتقول إنك شاركت في المجلس النيابي لتثبت أنه غير صالح.. يا سلام؟!! لماذا أعدت المشاركة مرة أخرى في الفصل الذي يليه إذاً؟ ألم يكن فصلاً تشريعياً واحداً كافياً لإثبات نظريتكم؟! الغريب ليس في كذبكم؛ الغريب في من يصدقكم!!
ولا تتوقف سلسلة الكذب والتضليل على أتباعكم، فجريدتكم كل يوم تجبر على نشر تصحيح يأتيها من جهات محلية وأجنبية، كل يوم تخفي عنكم الحقائق، حتى عضو الكونجرس الأمريكي قال إنكم تمارسون حملة تضليل على الشعب الأمريكي.. عيب والله عيب.
جريدتكم بلا أدنى حس بالمسؤولية تبرز لأتباعكم ما يدغدغ مشاعرهم، فتختار من جلسة الاستماع عبارة واحدة (إنا قلقون على حقوق الإنسان) وتخفي عنكم هزائمكم، جريدتكم تذكرني بإعلام أحمد سعيد الذي كان يوهم المستمعين باقتراب النصر، في حين أن الحقيقة كانت هزيمة نكراء، واليوم الجريدة تخفي عنكم الحقائق كي تبقوا في سباتكم، واهمون أن العالم مازال يدعمكم.
رجال دينكم يحرمون على البسطاء منكم قراءة الصحف الأخرى حتى تتمكن صحيفتكم من تضليلكم، وقياداتكم تحرص على الالتقاء بكم حرصاً على سباتكم، وللتأكد من سحب الغطاء عليكم لتستمر الغيبوبة.
لذلك كان سؤال أشجع رجل في سنابس مربكاً ومخيفاً “إلى أين تقودوننا؟” إنه سؤال الصحوة الذي ستواجهونه عاجلاً أم آجلاً، اليوم واحد غداً اثنان.. التاريخ لا يرحم.
اقرأ اليوم محاضرات لأحمد سعيد أجاب فيها حين سئل عن الأسباب التي تقف وراء بياناته التضليلية أيام حرب 67 حين كان يصرخ في الإذاعة أن الجيش المصري شارف على النصر والواقع أنه انهزم هزيمة نكراء فقال “إن الإعلام في زمن عبدالناصر قد وضعه بين نارين: نار الشيطان عندما امتنع عن الأمر الإلهي بالسجود لآدم قائلاً (أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين) ونار الحقيقة التي ستصدم الشعب العربي”.
إعلامكم اليوم يرتكب ذات الجريمة في حقكم، خوفاً من إرهاب الوفاق من جهة وخوفاً من إيقاظكم من سباتكم ووقوعكم تحت وطأة الصدمة، يمارس إعلامكم جريمة لا في حق الوطن فحسب؛ بل جريمة في حق أبنائكم حين يخفي عنكم الحقائق ويضخم لكم الإنجازات ويبعد عنكم الأسئلة ويبقيكم في وهم النصر الإلهي.
إعلامكم لا يهمه عدد الضحايا الواهمين منكم، لأن جهوده في التضليل تضافرت مع جهود رجال الدين في التحريض، وكل يوم يلقون بخيرة شبابكم قرابين على مذبح خيانتهم لكم، إنهم لا يخونون شركاءهم في الوطن ولا يخونون السلطات.. إنهم يخونونكم أنتم.