لعل بطولة الخليج القادمة ستكون أكبر و أفضل الدروس التي قد نستفيد منها في البدء في مشروع المنشآت و الملاعب الرياضية، ولعل قلة الملاعب التي لدينا لاستضافة بطولة إقليمية تاريخية كدورة الخليج عبرة لا تأتي بهذه الرحمة مع مرور السنين.
بناء الملاعب حول كل العالم أسهل من مصطلح السهولة نفسه، يبدأ العمل من فكرة و تخطيط و رسم و من ثم موافقة و بناء، و لكن محاولة تعظيم و تكبير و تصعيب تلك الفكرة خلق في ذهن المواطن البحريني بأن فكرة بناء ملعب أو منشأة رياضية يبدو كحل للأزمة الفلسطينية، و الدليل أصداء ذلك الخبر على الصحف و الشارع الرياضي، فيفرح المواطن بشكل لا يوصفه القلم، فكيف يكون شعور شخص أمضى دهراً في كهفٌ و خرج فجأة ليرى نور الحياة ؟
استأثرني خبر بالأمس، لم أتفاجأ منه، بل تفاجأت من آثاره، فقد قرر ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة بناء ملعب جديد للنادي و سيتخذ من أراضي النادي مكاناً للملعب الجديد بعد مشاورة الجمعية العمومية للنادي نفسه، و مع تصفحي اليومي للصحف الإسبانية و الصحف الكاتالونية، فلم أرَ الخبر سوى جزء صغير جداً من إحدى صفحات السبورت، كجحر وسط الجبال، فلم يثير هذا الخبر الرأي العام، بل الأكثر غرابة أن تصريح فابريغاس عن وضعه كان أكثر إثارة من بناء الملعب الجديد و تخطيطه و شكله، نعم هذا هو الانعكاس، انعكاس جودة الوعي الجماهيري و الصحافي لهذا النمط من الأحداث، فهو يرى هذا الملعب مشروعاً رائعاً فقط، و لكننا لافتقارنا، فنراه كما نرى الكولوسيوم؛ باندهاش و غرابة بسبب منعنا من مشاهدة هذا النمط من الأحداث التي أصبحت لدى ذهن المواطن البحريني «كالظواهر» التي لا تأتي في القرن سوى مرة، فلا أعلم حقاً هل يصح أن نسميه ملعباً أو مذنب هالي ؟!
ولا بد من تكرار فائدة بناء الملاعب، و لتسمح لي يا سيدي القارئ على هذا التكرار؛ فالملعب سيطور من جودة الدوري المحلي من عدة نواحي، و سيرأف بالعشب كما يرأف المؤمن بالمسكين، و هو مؤشر في ازدهار الرؤية الانطباعية لمن هم خارج البحرين لدورينا، فبلا شك هنالك العديد من اللاعبين الذين رفضوا القدوم للبحرين لدراستهم «مدى التطور الشخصي»، فبعض اللاعبين ينتقلون ليس للأموال فقط، بل يجعلون من الدوري مرحلة تأهيلية هامة لمستواهم الفني و البدني، و لكن هل منشآتنا تدعم هذا المشروع التنموي لشخصهم ؟ بالتأكيد لا، و من باب أولئك المحترفين نستطيع أن نرفع من قيمة جودة دورينا تهديفياً و فنياً و حتى بدنياً.
همسة
هل تعلم .. يمكنك أيها الإنسان أن ترى مذنب هالي كل 75 أو 76 سنة !

[email protected]