قد يكون الاتحاد السوفيتي الأسبق هو البلد الذي كان له السبق في تدشين منظمة سياسية للأطفال كانت تُدعى “منظمة طلائع أكتوبر لعموم الاتحاد السوفيتي”، حيث كان يقبل فيها أطفال الصف الثالث الابتدائي، أي الذين بلغوا سن العاشرة، وحال انضمام الطفل للمنظمة، كان يُقْسِم بأنه سوف يحّب وطنه حباً جماً، وسوف يحيا ويدرس ويكافح من أجل تحقيق مُثُل الاشتراكية التي يمثلها الحزب الشيوعي في تلك الفترة، وسوف يلتزم دائماً بتطبيق قوانين البلاد. ولم تكن هذه المنظمة تجمّعاً عشوائياً للأطفال يحتضن إبداعاتهم ومواهبهم بالدرجة الأولى، بل كانت بمثابة البوابة التي استطاع من خلالها الحزب تجنيد الأطفال لخدمة أهداف الوطن، حيث كان الطفل ينتقل تلقائياً في مرحلة المراهقة إلى صفوف “الكومسمول”، وهي منظمة شبابيّة تابعة أيضاً للحزب الشيوعي، ويبقى فيها حتى التخرّج من المدرسة، وقد حذت الأقطار الاشتراكية في السابق حذو الاتحاد السوفيتي، فكان لها أيضاً منظمات مشابهة لتدجين الطفولة.
ومع أن هذه المنظمات كانت ذات طابع سياسي – حزبي ضيّق، حيث كانت تأتمر بأوامر الحزب الشيوعي، إلا أنها ساهمت إلى حدٍ كبيرٍ في تنظيم الأطفال وضبطهم، وحثّهم على التحصيل والعمل والإبداع، ولعلَّ الإنجاز الأكبر الذي حقّقه الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة كان القضاء على الأميّة، وتعزيز دور العلم والتفكير العلمي، وإعلاء شأن العلماء والباحثين، هذا إلى جانب الإنفاق الضخم على المشاريع والأبحاث العلمية، وهو ما حوّله في فترةٍ قياسية إلى دولةٍ عظمى بات الغرب يحسب لها ألف حساب قبل أن يقدم على خطوةٍ طائشةٍ تهدِّد أمنها وسلامة مواطنيها، وهو ما اتضح في أثناء قيام الاتحاد السوفيتي عام 1962 بنصب الصواريخ في كوبا، ضد الولايات المتحدة، وكان العالم على وشك حرب عالمية ثالثة أمكن إطفاء لهيبها.
ومن هذا العرض التاريخي المقتضب يتضح أهمية الحفاظ على براءة الطفولة، وتلقّف مواهبها لتنميتها وتطويرها، وعدم جرّ الأطفال إلى ألاعيب السياسة، وجعلهم وقوداً لتنفيذ مآرب السياسيين ومكائدهم، لذا نحن اليوم في حاجة إلى تفعيل دور المنظمات والجمعيّات التي تحمي الطفولة، وتنقذها من براثن العنف، كي يحيا الطفل في بيئةٍ تساعده على رفع مستوى تحصيله العلمي، وتشرّب قيم المواطنة الصالحة، وحب الوطن، ففي ذلك مفتاح نهضة المجتمع وتقدّمه!
أستاذ التربية بجامعة البحرين
ومع أن هذه المنظمات كانت ذات طابع سياسي – حزبي ضيّق، حيث كانت تأتمر بأوامر الحزب الشيوعي، إلا أنها ساهمت إلى حدٍ كبيرٍ في تنظيم الأطفال وضبطهم، وحثّهم على التحصيل والعمل والإبداع، ولعلَّ الإنجاز الأكبر الذي حقّقه الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة كان القضاء على الأميّة، وتعزيز دور العلم والتفكير العلمي، وإعلاء شأن العلماء والباحثين، هذا إلى جانب الإنفاق الضخم على المشاريع والأبحاث العلمية، وهو ما حوّله في فترةٍ قياسية إلى دولةٍ عظمى بات الغرب يحسب لها ألف حساب قبل أن يقدم على خطوةٍ طائشةٍ تهدِّد أمنها وسلامة مواطنيها، وهو ما اتضح في أثناء قيام الاتحاد السوفيتي عام 1962 بنصب الصواريخ في كوبا، ضد الولايات المتحدة، وكان العالم على وشك حرب عالمية ثالثة أمكن إطفاء لهيبها.
ومن هذا العرض التاريخي المقتضب يتضح أهمية الحفاظ على براءة الطفولة، وتلقّف مواهبها لتنميتها وتطويرها، وعدم جرّ الأطفال إلى ألاعيب السياسة، وجعلهم وقوداً لتنفيذ مآرب السياسيين ومكائدهم، لذا نحن اليوم في حاجة إلى تفعيل دور المنظمات والجمعيّات التي تحمي الطفولة، وتنقذها من براثن العنف، كي يحيا الطفل في بيئةٍ تساعده على رفع مستوى تحصيله العلمي، وتشرّب قيم المواطنة الصالحة، وحب الوطن، ففي ذلك مفتاح نهضة المجتمع وتقدّمه!
أستاذ التربية بجامعة البحرين