صديقي «علي» رجل يعشق المنتخب الإيطالي حتى الجنون.. وهو رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد بأن الطليان هم أفضل من لامس كرة القدم من قريب أو بعيد، وأنهم الأعلى كعباً بين جميع الفرق الأوروبية -والعالمية- ونحن الكتاب سذج، لا نفقه بالمنافسات العالمية شيئاً، نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بانتصارات الإسبان والألمان.. وأن المنتخب الإيطالي في طريقه إلى تحطيم الخصوم والفوز بالكأس الأوروبية لا محال! دارت العديد من الحوارات بيننا منذ انطلاق البطولة الأوروبية، وهو يصر على فوز الطليان.. وأنا بدوري وإن كنت من هواة الفرق الأوروبية اللاتينية (إسبانيا - إيطاليا - البرتغال - فرنسا)، لكنني تخليت عن تشجيع الفريق الأزرق نكاية بصديقي الطلياني الهوى.. وبقيت على تشجيع الفرق الثلاثة مع الكثير من الأفضلية للفريق الإسباني. وعلى عكس توقعاتي التي تصب في صالح الإسبان، يشمر ساعديه صديقي بأن الفوز سيكون للطليان، وأن جميع مقومات الفوز تصب في صالح الفريق الأزرق، وأن جميع عناصر الفوز قد تكاملت.. أولها فضيحة المراهنات، التعادل في أول مباراتين، فوز اليوفنتوس بالدوري الإيطالي، تألق بيرلو.. وجميع هذه العلامات تدل على نصر للطليان لا محال.. وبما أنني لست من المؤمنين بعلامات الفوز وعناصر الانتصار التي ذكرها صديقي، وعرف بأن منافسات كرة القدم عادة ما تكون بين أقدام اللاعبين.. لكنني توصلت في نهاية النقاش إلى اتفاق بيني وبين صديقي الطلياني تكون قوامه: بأنه سيكتب عمودي الأخير عندما يفوز الطليان! وجميع هذه المناقشات تقودنا إلى كم هي جميلة منافسات كأس الأمم الأوروبية، وكم هي جميلة تلك المناكفات والاختلافات التي تدور بين الأصدقاء.. فموضوع الاختلاف في وجهات النظر، هو ظاهرة صحية.. فليس من الطبيعي أن تكون آراؤنا متفقة.. فنحن مخلوقات مختلفة في الأصل، في الخلقة والتفكير.. فهل تَصدق توقعات صديقي؟ أم تكون الكلمة العليا للإسبان؟