في كل مرة يترأس فيها جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله اجتماع مجلس الوزراء، فإن هناك أمراً استثنائياً يريد جلالة الملك أن يقوله، وهناك توجيهات مصاحبة للخطاب الملكي، وهذا للأمانة يعطي دفعة قوية للأجهزة التنفيذية بالدولة. يحسب لجلالة الملك دائماً، أنه يحمد الله سبحانه قبل أي شيء على ما ينعم علينا من نعم، وعلى حفظ الله للبحرين من بعد الأزمة، هي لفته جميلة. على مساحة العمود البسيطة نستعرض أهم رسائل جلالة الملك حفظه الله ورعاه التي شدد عليها في خطابه أمام مجلس الوزراء أمس. قال جلالته: «إن هدف الإصلاح هو تقديم خدمات الرفاهية للمواطن، وذلك بأن يقوم الجهاز التنفيذي بدوره كاملاً، على أسس منهجية وعلمية عالمية». كما وجه جلالته إلى التواصل المباشر مع السلطة التشريعية والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني ومع المنظمات الخارجية كي يتعرف العالم على إنجازات وأداء الحكومة. وقال جلالته أيضاً: «إن على الإعلام الحكومي أن يكون له دور استباقي في الحدث وليس رد الفعل». وفي محور الأمن قال جلالته: «إن البحرين وبرجالها المخلصين قادرة على حفظ الأمن مهما تنوعت أساليب الإرهاب، وأن ما حدث لن يتكرر بإذن الله». كما وجه جلالته إلى ضرورة التعاون والتكامل بين وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم، ومؤسسات الشباب من أجل حفظ الناشئة من الفكر الانحرافي وتسخير طاقاتهم للإنتاج والتعليم. كما شدد جلالته على ضرورة أن تحفظ وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف المنبر الديني من الاستغلال السيئ، وأن تتخذ الوزارة إجراءات أكثر فعالية لحفظ المنبر الديني من بث الكراهية. رسائل كثيرة وتوجيهات للوزراء في محاور عدة، لكن السؤال هنا، لماذا تتكرر توجيهات الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، بينما هناك تقصير واضح من وزراء وجهت إليهم ذات التوجيهات دون أن يكون تفاعلهم بالدرجة المطلوبة. أكثر ما يهم المواطن اليوم هو تقديم خدمات متطورة وسريعة له، فجزء كبير مما نزع أوراق لدى ما يسمى بالمعارضة هو تصحيح مسار الدولة في المحاسبة والمراقبة والإنجاز، وتقديم خدمات سريعة ومتطورة. هناك وزراء يخافون من الإعلام، فيذهبون إلى النفي مباشرة لتكذيب ما ينشر خوفاً من المحاسبة، وهذا أمر مخجل للغاية، والنفي لا يؤدي إلى الإصلاح. لا أعرف هذه المرة رقم كم التي يوجه فيها جلالة الملك وزارة العدل من أجل اتخاذ إجراءات ضد منابر الفتنة والتي تحرض على الإرهاب، لكن شيئاً ما لا يحدث، بل إجراءات وزارة العدل في اتجاه واحد. كما إن تشديد جلالته على أن الإرهاب مهما تطورت أساليبه فإن بالبحرين رجالاً سوف يقفون لحفظ أمن البحرين، وأن ما حدث لن يتكرر وهذه رسالة قوية لأيادي الإرهاب. أتى خطاب جلالة الملك مع فضيحة اللحوم المصابة بالأمراض والتي أدخلت البلاد وتم بيعها منذ شهر أبريل الماضي ولا يعرف في أي الأماكن بيعت، وهذا فساد وتلاعب بأرواح وصحة المواطنين لا ينبغي السكوت عنه، ووزير البلديات في البرازيل وأموره طيبة. من الواضح أن هناك فساداً في وزارات بعينها وتحتاج إلى وقفة قوية من مجلس الوزراء، فلا ينبغي التلاعب بأرواح وصحة المواطنين والسكوت عن من فعل، بل يجب أن يحاكم محاكمة قوية على تلاعبه بأرواح المواطنين. رغم مشاغل صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان إلا أنه يقوم بزيارات تفقدية مفاجئة لمحافظات أكثر مما يقوم بها بعض الوزراء الخدميين! وهذه المفارقة مخجلة وتحتاج إلى وقفة. اقترح هنا والأمر إلى سمو ورئيس الوزراء بأن يخصص يوم السبت من أجل أن يقوم وزراء الخدمات بزيارات تفقدية للمناطق والالتقاء بالمواطنين بشكل مباشر وأن يعلن عن الزيارة حتى يتواجد المواطنون لطرح قضاياهم على الوزير، بتواجد الإعلام. هذا بإمكانه أن يحدث في مواقع العمل، أو في مقر محافظة المنطقة، وجزء من هذا الأمر هو تفعيل دور المحافظات. هناك وزراء للأسف يجهلون حتى الساعة وزارتهم التي هم على رأسها، فكيف بالمشاريع والخدمات، وهذا غير مقبول اليوم. كلما انتقدت الصحافة أمراً في وزارة، جاء النفي مباشرة بتوجيهات من الوزير نفسه، فكيف يتطور الأداء بهذه العقليات؟ تطوير الأداء الحكومي يغلق الأبواب لمن يريد الاصطياد في الماء العكر، قضايا الفساد يجب أن تحول للنيابة مباشرة، والقضاء يفصل فيها، هذا صمام أمان للدولة، ويقوي مسألة المحاسبة حتى أمام العالم، أما أن نعرف الفساد ونسكت عنه فهذا أفضل هدية لمن يريد أن يتصيد بالماء العكر. ^^ كل الشكر لسمو رئيس الوزراء على استجابته لا يسعني هنا إلا أن أتقدم بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان على متابعته وسرعة استجابته للقضايا الوطنية التي تصب في مصلحة الوطن وتفاعله مع الصحافة الوطنية، فقد كتبنا عن اللجنة الظالمة في غرفة التجارة والتي تستهدف إقصاء مواطنين من وظائفهم، ولله الحمد تم توقيف عمل اللجنة بتوجيهات سموه، والشكر موصول لوزير الصناعة على قراره توقيف اللجنة. كما إن زيارات الوزراء للرفاعين من بعد مناشدتنا لسموه لهي تفرح القلب على ما يتفضل به سموه من تجاوب مع قضايا الناس. وأهل الرفاعين ومدينة عيسى سوف يسعدون كل السعادة بزيارة سموه لهم. لا يسعني هنا إلا أن أشكر سموه على سرعة استجابته للقضايا الوطنية التي تمس حياة المواطنين.