توقفت عند أكثر من محطة من محطات الحوار الصحافي الذي أجراه الزميل مازن أنور مع لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم فوزي عايش ونشر يوم أمس على إحدى صفحات هذا الملحق الرياضي. المحطة الأولى هي رفض عايش مفاتحة مدربه تايلور بما يعانيه من مشكلة سكنية تؤرقه وتجعله محبطاً وهذا موقف يلام عليه عايش الذي كان يفترض أن يفاتح تايلور بكل ما يعانيه من مشاكل على اعتبار أن المدرب هو أكثر الناس احتياجاً لخدمات اللاعبين وخصوصاً اللاعبين المتميزين أمثال عايش. ثم إننا في البحرين وفي الخليج بشكل عام نولي المدربين الأجانب اهتماماً بالغاً ونجد أن طلباتهم تلبى أكثر بكثير من تلبية مطالب الإداريين أو المدربين المحلين وهذا عيب فينا يجب الاعتراف به!! لم يذكر عايش من هم الإداريون الذين سبق له إبلاغهم بمشكلته الإسكانية لكي يمكننا التحري فيما إذا كانوا قد أوصلوا مشكلته إلى صناع القرار أم أنهم لم يوصلوها بالجدية التي تتناسب مع حجم المشكلة وتأثيراتها النفسية والمعنوية على اللاعب! أعتقد بأن اطلاع تايلور شخصياً على المشكلة كان سيؤدي إلى إيجاد مخرج لها غير أن إصرار عايش على عدم إشراك تايلور في هذا الموضوع هو الذي أدى بالأخير لاتخاذ قرار إبعاده من القائمة المشاركة في بطولة كأس العرب باعتباره المسؤول الأول والأخير عن اختيار القائمة. المحطة الثانية التي استوقفتني في الحوار هي تجاهل إداريي الاتحاد أو إداريي المنتخب للاعب وعدم محاولة الاتصال به -حسب قوله- وهذا تقصير يجب أن يساءل عليه المعنيون بالأمر لأنه يعتبر تقصيراً في أداء مهامهم وتقصيراً في حق هذا اللاعب الذي قدم للمنتخب الوطني خدمات متميزة وتحمل الكثير من الإهانات في سنوات تجنسه الأولى حتى أصبح اليوم أحد أبرز الذين منحت لهم الجنسية لتمثيل المنتخب الوطني من حيث الولاء والإخلاص لشعار المنتخب والدفاع عن ألوانه. أما المحطة الثالثة والأخيرة فإنها تتعلق بمحصلة هذا الحوار وما يستوجب على اتحاد كرة القدم فعله الآن لإحقاق الحق لهذا اللاعب ليس فقط لكونه لاعباً متميزاً وقادراً على العطاء وتعزيز خطوط المنتخب في الاستحقاقات القادمة وأبرزها دورة كأس الخليج بل لأنه مواطن بحريني صاحب حق في الانتفاع بإحدى الوحدات السكنية التي أمر بها صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى لجميع أفراد المنتخب الوطني في عام 2008. وفي حال عدم جاهزية تلك الوحدات فمن واجب الاتحاد توفير السكن اللائق للاعب من أجل تأمين راحته النفسية التي ستصب بالتالي في مصلحة المنتخب الوطني. أتمنى أن يسارع صناع القرار باتحاد كرة القدم إلى احتواء مشكلة اللاعب فوزي عايش وإذابة الجليد العالق بينه وبين المدير الفني للمنتخب تايلور حتى تعود المياه إلى مجاريها وحتى لا نتهم بأننا ممن يأخذون الناس لحوماً ثم يرمونهم عظاماً!!