تعتقد عالمة النفس الروسية إيلينا غودينا أن العمل الذي يؤدِّيه الفرد يفترض أن يجلب له قدراً معقولاً من الارتياح النفسي، والإحساس بالسعادة، وحتى يتحقّق ذلك، تقدِّم الباحثة أربع نصائح أساسية للموظف قد تعينه على تحويل بيئة العمل إلى بيئةٍ منتجةٍ، ومريحةٍ وغير طاردة. وتتلخّص النصيحة الأولى في ضرورة الاحتفاظ بالممتلكات الشخصية على مكتب العمل، على ألاّ يزيد عددها عن ثلاثة، وألاّ تكون كبيرة الحجم أو غاليــة الثمن، ومن ضمنها الصــــور العائليـــــــة، والأكواب الجميلـــة، ورسوم الأبناء وابتكاراتهم، وما إلى ذلك؛ ولكن إذا كنت تعمل في مؤسسةٍ مرموقةٍ، وتحتل منصباً كبيراً، فمن الأجدى في هذه الحالة عدم وضع الدمى الخفيفة والمضحكة على سطح المكتب، لأن إدارة المؤسسة المعنيّة قد تعتبرك إنساناً ساذجاً أو مغفلاً. ويمكن أيضاً لصق ملصقات ظريفة على جانب جهاز الحاسوب، والهدف هو محاولة إعادة بناء بيئة العمل بحيث تشعرك بأنك في المنزل بين أحبابك، ولست غريباً أو متطفِّلاً على الآخرين. أما النصيحة الثانية فتتمثل في أهمية ارتداء الملابس المريحة لك شخصياً في العمل، وليس بالضرورة أن يكون بينها الكرافتة أو البذلة الثلاثية. وإذا كان هناك لباس رسمي معتمد في العمل، فيمكن تزيينه بمنديل وبعض الحلى التي تسلب منه طابعه الصارم؛ والنصيحة الثالثة هي ضرورة مّد يد الصداقة لزملاء المهنة، خلافاً للاعتقاد السائد بأن موقع العمل هو مكان للعلاقات الرسمية فقط، فالسلوكيات التي لا تكتسب صبغةً مهنيةً بحتة قد تزيح عبء العمل، وتريح البال؛ ومن المهم بمكان أن يأتي المرء إلى مكان العمل بابتسامة تضفي المرح والحبور على الجو العام، ويحيي زملاءه بحرارةٍ، ويحّل مشاكله معهم بسلميةٍ، ويدافع عن مصالحه المهنية في آنٍ. والنصيحة الرابعة هي عدم التردّد في مناقشة ظروف عملك مع رئيسك، خصوصاً صافي مرتّبك وساعات العمل، وموقع مكتبك الذي قد لا يكون مريحاً بالنسبة لك، ناهيك عن الأثاث الذي ربما آن الأوان لاستبداله، ومن المهم أخيراً، كما ترى غودينا، ألا يعتبر المرء مكان عمله سجناً مع أشغال شاقة مؤبدة ينبغي احتمالها حتى انتهاء مدّة العقوبة. ويبقى السؤال موجهاً لك أيها القارئ: هل أنت فعلاً مرتاح في عملك الحالي؟ وماذا تنوي أن تفعل كي تكون سعيداً؟