ما نملكه من قدرات وموارد بحرينية رياضية لا تعد على اليد الواحدة، بقدر ما هي تلاوين متنوعة في شتى المجالات.
عندما نتذكر الجنرال الكابتن نبيل طه، فإنه لسؤال مبهم يطرح نفسه ليهز أركان هذا العمود، ما الذي افتقرته بيئتنا حتى جعلت من الجنرال كالطفل الخائف من بيت مظلم مسكون، وإلى أن وصل الحال به لذلك الحضن المليء بالسكينة والحنان وهو منتخب الكويت، فباتت الكويت الشقيقة هي من تستفيد من منبع بحريني، نحن كنا السبب فيه بنضبه عن أنفسنا، ليس بخلاً، بل إهمالاً وخنوعاً!
ولعل الإضافة الكبيرة جداً التي أضافها الجنرال في المنتخب الكويتي الشاب مؤخراً والتي أهلته لنهائيات البوسنة والهرسك 2013 تفرض على كل متابع لكرة اليد التصفيق له، وشتان ما بين تصفيق المشجع الكويتي والبحريني للجنرال طه، فأنت يا عزيزي القارئ ما بين ابتسامة تملؤها الفرح وبين أخرى تملؤها الندم على عدم وجوده في «بلده» البحرين، فيا ترى هل لم يحصل على البيئة المناسبة؟ وهي العذر الواهن حقاً على المسؤولين في الرياضة البحرينية خصوصاً في هذا العصر، عصر الأيديولوجيات واستعلاء قيمة الحداثة.
بالسابق كان ذلك العذر معضلة وعقدة صعبة التفكيك، لأن الرياضة كانت في مهدها في البحرين، ولكن الآن ارتفعت الأفكار وسمت برُقيها، وباتت المؤسسات والمنظمات الرياضية كلها مؤدلجة بالحداثة والنور، ولكن ما نحتاجه ليس توفير المال لهذه الكوادر، بقدر ما نحتاج لتطبيق الحداثة بشكل فعلي على تلك التنظيمات بعدة سبل، أهمها أن تجعله يسير بعمله بكل يسر ورويّة وتوفير الأفكار الحديثة له بل الإيمان بها معه أكثر من توفير الماديات وما هو مبتذل، ولكننا حقاً في بيئة رياضية مليئة بالغرابة، نحن نريد مدرب عظيم، فنتعامل معه بأساليب جداً تقليدية من دون طرح الدقة والتخصص بها إلى أن يصل ذلك الحماس البدائي لملل وإهمال، ولكنني وصلت لوعي وقناعة تقول لي لا تستغرب في حال وجود تلك المشاكل، بل استغرب من عدمها!
إن ما نحتاجه حقاً هو الرفق بتلك الطاقات الهائلة التي نملكها، وكما كررت أعلاه تعزيز دور الحداثة في طريقة سير وعمل مؤسساتنا الرياضية، وقبل أن توفر إحدى الدول المجاورة ذلك الحضن الساكن لأحد أبنائنا يجب أن نكون نحن من يبني مجدهم، ولا نريد أن نخسر أحداً منهم في الأيام المقبلة، فهم لا يريدون سوى حياة كالحياة!
همسة
يشعلون القناديل حول جثمانك.. تلك التي أطفؤوها عنك في حياتك - قاسم حداد