تصدر الصحف البريطانية قبل أيام خبر توقف موكب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمام “مقهى”، حيث نزل رئيس الحكومة ليطلب كوباً من القهوة، وبسبب اكتظاظ المقهى بالزبائن لم تتعرف العاملة فيه على كاميرون فطلبت منه الوقوف في الصف وانتظار دوره. بعد حصوله على القهوة خرج ليدخل محلاً آخر للحلويات ليشتري قطعة من الكعك المحلى.

في الولايات المتحدة ركزت وسائل الإعلام على زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعائلة بسيطة جلس مع أفرادها على طاولة الطعام وناقش معهم بعض الأمور المتعلقة بالحياة اليومية الأمريكية.

خبران أبرزتهما وسائل الإعلام هناك وكأنهما حدثان فارقان خارقان للعادة، أبرزا وكأن لسان حال من قدمهما بهذه الطريقة يقول: “انظروا للتواضع، وكيف ينزل أعلى مسؤول في الدولة للناس ويتحدث معهم بلا بروتوكولات”.

إن كان هذا هو المعيار، دخول محل وشراء قهوة، وقيل إن كاميرون لم يدفع “بقشيشاً سخياً” لأنه لم يتم التعرف عليه من قبل العاملة ووقف في الصف، أو الجلوس مع عائلة لمناقشة هموم الحياة، في وقت يقوم فيه النظام هناك بإرهاق كاهل الناس بالضرائب وتحويلهم لضحية رئيسة للأزمة المالية ويقمعهم حينما يحتجون، فإن علينا من باب أولى أن نفتخر بما يقوم به قادتنا في البحرين.

لم نعرف فيهم التصنع أو حب البروز، بل عرفنا فيهم النزول الدائم للشارع وتلمس هموم الناس بصدق وشفافية، بالتالي نزولهم بات مسألة عادية جداً، وممارسة دائمة لا يحتاج من وسائل الإعلام للتفخيم وإحداث “فرقعة كبيرة” مثلما فعلت الصحافة البريطانية والأمريكية.

في البحرين لدينا رجل نجزم بأن لا أحد يقوم بما يقوم به في العالم كله، ابحثوا لنا عن رئيس حكومة ينزل بشكل شبه يومي للناس، يتفقد الأمور بنفسه دون الاعتماد على ما ينقل له.

رئيس وزرائنا الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله قدم للبحرينيين على امتداد سنوات نموذجاً للمسؤول الأول الذي يكرس نفسه للشعب ويهب نفسه ووقته لمشاكلهم وهمومهم. لا نقرأ في صحافة الدول الأجنبية بأن رؤساء الحكومات ينزلون بشكل دائم ويومي للمواقع ويقابلون الناس، أو يخصصون مجالس أسبوعية للالتقاء بهم.

خليفة بن سلمان يفعل كل ذلك، لا حباً في الظهور أو البروز، فالرجل لا يحتاج لتعريف أو مقدمات تبين من هو، وماذا قدم لهذا البلد، وما تحصل عليه من تقدير دولي وجوائز أممية نظير جهوده في بناء هذا الوطن، فالمعروف لا يعرف، والكبار تسبقهم سمعتهم وإنجازاتهم.

كثيرة هي المواقف التي ترون فيها خليفة بن سلمان كأول مسؤول يبادر للتواجد في موقع الحدث، بغض النظر إن كان حدثاً سعيداً أم سيئاً، يتواجد انطلاقاً من إحساسه بالمسؤولية تجاه هذا الوطن وتجاه أبنائه من الشعب.

خلال الأزمة التي عصفت بالبحرين عرف كثير من البحرينيين خليفة بن سلمان عن كثب، عرف الجيل الشاب بشكل أكبر من هو رئيس حكومته، وما حققه للبلد، وحجم الحب الذي يكنه له المخلصون، وعرفوا كيف يتعامل السياسي المحنك وقت الشدائد، هذه الشدائد التي نحتاج فيها للرجال وللحكماء والمحنكين.

ابتسامة الرجل وقت الشدة كانت تعزز الأمل وتقوي الثبات في قلوب المخلصين، كلامه، وهو كلام الرجل الواثق المؤمن بمقدرات ربه العارف بإخلاص المخلصين كانت تمثل لنا قوة بحد ذاتها، تحفيزاً لمضاعفة الجهود للدفاع عن البحرين بكل وسيلة وفي أي محفل كان.

حينما طالت فوضى التخريب مجمع السيتي سنتر، كان خليفة بن سلمان أول المسؤولين الموجودين هناك، لم يثنه ما حصل عن الذهاب لتفقد الأمور بنفسه ولمقابلة المخلصين من أبنائه. رسالته كانت واضحة تماماً، لا الإرهاب ولا التخريب يمكن أن يوقف “النبض” في عروق البحرين العربية الخليجية.

حينما تعرضت الأخت رانيا وابنها للحادث الإرهابي المؤسف كان خليفة بن سلمان أول الزائرين في المستشفى، واقفاً بنفسه على كافة التفاصيل، حريصاً على متابعة علاجها وابنها. لم نره يبتسم حينها، بل وجهه كان مليئاً بالألم على حال أبرياء لم يقترفوا أي ذنب لكن الإرهاب طالهم، الإرهاب الذي لا يفرق بين أحد.

هو من زار رجال الواجب الأوفياء على أسرة العلاج، وهو من يزور الناس في مناطقهم التي تحتاج للخدمات وإعادة ترميم البيوت وتعزيز المرافق باختلافها، هو من نجده في كل محفل مع الناس، في أي تجمع وطني، في أي ملمة من الملمات، آخرها تواجده في موقع السوق الشعبي الذي احترق وتفاعله السريع وأمره ببنائه مجدداً ليعاود المتضررين ممارسة عملهم واستئناف تجارتهم.

لولا جهود هذا الرجل خلال حقبة السبعينات كانت البحرين ستكون لقمة سائغة لأطماع جهات خارجية مازالت تعمل على استهدافنا، لولا قوته وثباته على الحق من أجل البحرين وأهلها، لما وضعته خناجر الغدر والخيانة على رأس المستهدفين، حفظه الله من كل مكروه وسوء، والمخلصون في هذا البلد له دروع وسدود.

هو رجل وقيام دولة، وهو عضيد ملكنا العزيز في مشروعه الإصلاحي، وهو أب الجميع، والحريص على هذا الوطن وأهله المخلصين.

خليفة بن سلمان موجود في كل بقعة من هذه الأرض الطيبة، تجدونه في السراء والضراء، يعمل بجد دون كلل، يتفقد بنفسه كل شيء ويحرص أن يتم على الوجه الأكمل، هو موجود في قلوب المخلصين المحبين لهذه الأرض.

إن كان الغرب يستغرب من تصرفات كبار المسؤولين فيه حينما ينزلون للشارع ويتعاملون مباشرة مع الناس، فعليه أن يعلم بأن رئيس وزراء البحرين يقوم بهذه الأمور منذ عقود، حتى باتت روتيناً عادياً اعتاد عليه الناس، بل أصبح الغريب عليهم إن وجدت فعالية أو حدث معاً ولم يكن متواجداً فيه خليفة بن سلمان، وقلما يحصل ذلك.

أتريدون أن نرخص برجل مثله؟! أتريدون أن نقبل بالإساءة إليه؟! أتريدون أن نرتضي بديلاً عنه؟! لسنا ممن يرون بعين الجحود، ولسنا ناكرين لجهود من بنى البلد ومازال يعمل لأجلها، ولسنا ممن يبيع أرضه برخص التراب.

جملة يرددها المخلصون على الدوام: حفظك الله يا “بوعلي”.