ليست أمريكا بأوفر فرجة وحظاً من تل أبيب، فتداعيات الربيع العربي وما سينتجه في القريب العاجل من تقسيم حاد وصريح للمنطقة، سيكون أن تقوم واشنطن على ضوئه بملاحظة الوضع عن كثب، بينما الصهاينة هم أكثر الجهات ترقباً لما ستؤول إليه ثورات الربيع العربي، لأن المحصَّلة التي سيقف عندها ربيعنا، هي التي ستحدد مستقبل الكيان الصهيوني، ولهذا فهو ينتظر نتائج الثورات والتغيرات الحالية، أكثر من العرب أنفسهم.
من المهم لنا، حكاماً ومحكومين، أن نتطلع لوضعية وجودهم من خلال نافذة العروبة والمصالح القومية والوطنية، وألا نمارس سلوكياتنا السياسية وفق ما يخدم المصالح الإمبريالية والصهيونية العالمية، ففي ظل التشويش المتعمد، وفي سياق عدم ثبات الأنظمة والشعوب على أرضية صلبة، سواء للحكم أو المحكوم، فإن عملية التغيير السياسي الحاصلة في عالمنا العربي، يجب ألا تميل أو تخدم الأجندة والمخططات الاستراتيجية الصهيو-أمريكية، وإلا سنقوم بالوكالة عنهم بتطبيق معاهدة «سايس بيكو» الجديدة، التي طالما تحلم بها إسرائيل ومن خلفها كل الغرب.
من الضروري، بالرغم من أهمية استنشاق الحريات والعيش في أجواء الديمقراطيات وإعطاء جرعات أكبر من تطوير إرادة الشعوب بتعزيز مفاهيم الدولة الحديثة، إلا أننا يجب ألا نقدم بإرادتنا أو من دونها أيَّة خدمة ساذجة للكيان الغاصب للقدس ولأمريكا، لأن السعي للديمقراطية أمر مشروع، لكن أن نقوم بمساعدة إسرائيل عبر ربيعنا العربي، فهو المرفوض فيه.
ليست هنالك لحد الآن ضمانات حقيقية تؤكد عدم ارتياح الكيان الصهيوني للربيع العربي، بل هناك ارتياح شديد تبديه تل أبيب لبعضٍ من تلكم الحركات الثورية، مما يطرح علامات استفهام حولها وحول مشروعيتها ومشاريعها.
حتى مِصر، وعلى الرغم من رحيل مبارك، ليست هي المكان الأمثل للضغط على إسرائيل، بل هناك ما يؤكد أن الثنائية المصرية الإسرائيلية مازالت تسير قُدُماً وفق «كامب ديفيد»، من دون أن تمس معالمها وبنودها ولو من بعيد، مع علمنا جميعاً، أن الجناح السياسي الذي يحكم مصر، هو الجناح الذي خرج من رحمه خالد الإسلامبولي ورفاقه!!
هذا المثال أو المؤشر يعطينا انطباعاً واضحاً أن الثورات العربية لم تحرك مسار الأنظمة كأنظمة نحو المطلب الحقيقي الجامع لقضايا العرب، وأخص بالذكر، فيما يخص القضية الفلسطينية والكيان الصهيويني، فهذا «السستم» على ما يبدو، لا يتغير من داخل الواقع العربي، بل هي عملية تدار من داخل البيت الأبيض، على الأقل في ظل المعطيات التي بين أيدينا اليوم.
الديمقراطية مطلوبة، والحريات يجب أن تعطى بالمجان للشعوب العربية، أما فيما يتعلق بصون كرامة الشعوب واحترام خياراتها، فإن هذا الأمر، يعتبر من أهم الفرائض التي يجب على الأنظمة أن تقوم بتنفيذها، لكن، لا يجب أن يكون عُشر ذلك على حساب القضية الأم، فلسطين.
القدس هي محور المحاور العربية، وهي الثابت الخالد الحاضر في خاصرتنا، وأي مشروع نهضوي أو ثوري يجب أن يأخذ في اعتباره القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، وإلا ستظل إسرائيل ترقص على دمائنا وكرامتنا وعزتنا وقضيتنا، أكثر مما فعلت بالأمس وما تفعله اليوم.
للحديث صلة
من المهم لنا، حكاماً ومحكومين، أن نتطلع لوضعية وجودهم من خلال نافذة العروبة والمصالح القومية والوطنية، وألا نمارس سلوكياتنا السياسية وفق ما يخدم المصالح الإمبريالية والصهيونية العالمية، ففي ظل التشويش المتعمد، وفي سياق عدم ثبات الأنظمة والشعوب على أرضية صلبة، سواء للحكم أو المحكوم، فإن عملية التغيير السياسي الحاصلة في عالمنا العربي، يجب ألا تميل أو تخدم الأجندة والمخططات الاستراتيجية الصهيو-أمريكية، وإلا سنقوم بالوكالة عنهم بتطبيق معاهدة «سايس بيكو» الجديدة، التي طالما تحلم بها إسرائيل ومن خلفها كل الغرب.
من الضروري، بالرغم من أهمية استنشاق الحريات والعيش في أجواء الديمقراطيات وإعطاء جرعات أكبر من تطوير إرادة الشعوب بتعزيز مفاهيم الدولة الحديثة، إلا أننا يجب ألا نقدم بإرادتنا أو من دونها أيَّة خدمة ساذجة للكيان الغاصب للقدس ولأمريكا، لأن السعي للديمقراطية أمر مشروع، لكن أن نقوم بمساعدة إسرائيل عبر ربيعنا العربي، فهو المرفوض فيه.
ليست هنالك لحد الآن ضمانات حقيقية تؤكد عدم ارتياح الكيان الصهيوني للربيع العربي، بل هناك ارتياح شديد تبديه تل أبيب لبعضٍ من تلكم الحركات الثورية، مما يطرح علامات استفهام حولها وحول مشروعيتها ومشاريعها.
حتى مِصر، وعلى الرغم من رحيل مبارك، ليست هي المكان الأمثل للضغط على إسرائيل، بل هناك ما يؤكد أن الثنائية المصرية الإسرائيلية مازالت تسير قُدُماً وفق «كامب ديفيد»، من دون أن تمس معالمها وبنودها ولو من بعيد، مع علمنا جميعاً، أن الجناح السياسي الذي يحكم مصر، هو الجناح الذي خرج من رحمه خالد الإسلامبولي ورفاقه!!
هذا المثال أو المؤشر يعطينا انطباعاً واضحاً أن الثورات العربية لم تحرك مسار الأنظمة كأنظمة نحو المطلب الحقيقي الجامع لقضايا العرب، وأخص بالذكر، فيما يخص القضية الفلسطينية والكيان الصهيويني، فهذا «السستم» على ما يبدو، لا يتغير من داخل الواقع العربي، بل هي عملية تدار من داخل البيت الأبيض، على الأقل في ظل المعطيات التي بين أيدينا اليوم.
الديمقراطية مطلوبة، والحريات يجب أن تعطى بالمجان للشعوب العربية، أما فيما يتعلق بصون كرامة الشعوب واحترام خياراتها، فإن هذا الأمر، يعتبر من أهم الفرائض التي يجب على الأنظمة أن تقوم بتنفيذها، لكن، لا يجب أن يكون عُشر ذلك على حساب القضية الأم، فلسطين.
القدس هي محور المحاور العربية، وهي الثابت الخالد الحاضر في خاصرتنا، وأي مشروع نهضوي أو ثوري يجب أن يأخذ في اعتباره القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، وإلا ستظل إسرائيل ترقص على دمائنا وكرامتنا وعزتنا وقضيتنا، أكثر مما فعلت بالأمس وما تفعله اليوم.
للحديث صلة