ها نحن انتهينا من رحلة الصوم، رحلة أخذت من عمرنا شهراً، رحلة حاول فيها كل واحد منا أن يجتهد، قدر استطاعته، ليقوم بأداء فرضه ويزكي نفسه ويجدد خلايا روحه التي توسخت بالعلاقات الدنيوية وانسدت مساراتها بالأكاذيب التي يقوم بها البعض مضطراً لمواصلة الحصول على لقمة العيش.
وانتهكت بالإغراءات الكثيرة التي تحاصر الإنسان في عقر داره.
لذلك من حق هذا انتهى من هذه الرحلة، وتلعب على مصاعبها الكثيرة، أن يفرح كما يفرح الطفل بلعبة يتمناها، أو كما يفرح العبد الصالح بعد أن أدى شيئاً من مهمته الحياتية الموكول بها، وقام بإيصال بعض من الرسالة التي كلفه الله بها، وإيصالها لنفسه أولاً وللناس جميعاً. وهي إعمار الأرض.
إنهاء شهر الصوم يعني العودة بالقوة إلى طبيعة حياتنا، والعيد هو عودة، ولذلك نقول ونحن فرحون بهذا المبارك والسعيد “عساكم من عواده” بمعنى نتمنى أن نعيّد معكم في العيد القادم، والذي يعني الرجاء من الله سبحانه وتعالى أن يطوّل في أعمارنا وأعماركم.
العيد عودة إلى الطبيعي، ولكن بعد أن تدرب الإنسان، عبر شهر كامل على العبادات والمجاهدة والصبر، وعلى كظم الغيظ، وعلى الشعور بالمحبة الكونية والتعاطف مع كل إنسان وكل مخلوقات الله على وجه الأرض.
هذا يعني أننا في يوم العيد - لسنا نحن ما كنا عليه منذ بداية الصوم، فالصوم تجربة روحية وجسدية ونفسية واجتماعية، بالتالي هذه التجربة، بعد شهر كامل، لابد وإن قامت بتخليصنا من عوائق كثيرة كانت تعترض طريقنا، وتسد مسارات الطاقة في أجسادنا وعقولنا. لا يعرف لذة العيد إلا من عاش رحلة الصوم.
شخصياً لا أجد هناك أقوى من قوة الصائم الحقيقي. الصائم عن الكلام السيئ، الصائم عن ممارسة الحمق، الصائم عن الجشع والطمع والحسد والحقد والغضب.
قال عليه الصلاة والسلام “للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه”.
في العيد تنفتح الأبواب كما تنفتح القلوب، في العيد تنطلق الابتسامات من القلوب التي أصبحت خفيفة - قريبة من الجانب الأعلى لجسد الإنسان، قريبة من رائحة الصوت الإلهي فينا، أصبحت أرق من النسيم، عبر الصيام والقيام ومساعدة الناس.
العيد يعني أن تفتح ابتسامة قلبك، تصل إلى عينك وبالتالي لعيون الآخرين، وسّع خطوة ابتسامة العين لتصل إلى الجميع، قافزة حواجز الأديان والمذاهب والأيدلوجيات والأجناس والقوميات. وسّع ابتسامة قلبك، لتصل إلى آخر ضوء في هذا الكون غير المحدود.
إن فعلت ذلك بكل رحابة صدر. ثق إن عيدك سيكون من أجمل أعياد العالم. فالعيد حديدك في الحياة، وعيد رمضان هذا، هو الخطوة الأولى لتغيير كل أفكارك السلبية السابقة، تغيير كل ما هو لا يتماشى وطبيعة الفطرة في إنسانك. كل عيد وأنت بألف خير.
{{ article.visit_count }}
وانتهكت بالإغراءات الكثيرة التي تحاصر الإنسان في عقر داره.
لذلك من حق هذا انتهى من هذه الرحلة، وتلعب على مصاعبها الكثيرة، أن يفرح كما يفرح الطفل بلعبة يتمناها، أو كما يفرح العبد الصالح بعد أن أدى شيئاً من مهمته الحياتية الموكول بها، وقام بإيصال بعض من الرسالة التي كلفه الله بها، وإيصالها لنفسه أولاً وللناس جميعاً. وهي إعمار الأرض.
إنهاء شهر الصوم يعني العودة بالقوة إلى طبيعة حياتنا، والعيد هو عودة، ولذلك نقول ونحن فرحون بهذا المبارك والسعيد “عساكم من عواده” بمعنى نتمنى أن نعيّد معكم في العيد القادم، والذي يعني الرجاء من الله سبحانه وتعالى أن يطوّل في أعمارنا وأعماركم.
العيد عودة إلى الطبيعي، ولكن بعد أن تدرب الإنسان، عبر شهر كامل على العبادات والمجاهدة والصبر، وعلى كظم الغيظ، وعلى الشعور بالمحبة الكونية والتعاطف مع كل إنسان وكل مخلوقات الله على وجه الأرض.
هذا يعني أننا في يوم العيد - لسنا نحن ما كنا عليه منذ بداية الصوم، فالصوم تجربة روحية وجسدية ونفسية واجتماعية، بالتالي هذه التجربة، بعد شهر كامل، لابد وإن قامت بتخليصنا من عوائق كثيرة كانت تعترض طريقنا، وتسد مسارات الطاقة في أجسادنا وعقولنا. لا يعرف لذة العيد إلا من عاش رحلة الصوم.
شخصياً لا أجد هناك أقوى من قوة الصائم الحقيقي. الصائم عن الكلام السيئ، الصائم عن ممارسة الحمق، الصائم عن الجشع والطمع والحسد والحقد والغضب.
قال عليه الصلاة والسلام “للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه”.
في العيد تنفتح الأبواب كما تنفتح القلوب، في العيد تنطلق الابتسامات من القلوب التي أصبحت خفيفة - قريبة من الجانب الأعلى لجسد الإنسان، قريبة من رائحة الصوت الإلهي فينا، أصبحت أرق من النسيم، عبر الصيام والقيام ومساعدة الناس.
العيد يعني أن تفتح ابتسامة قلبك، تصل إلى عينك وبالتالي لعيون الآخرين، وسّع خطوة ابتسامة العين لتصل إلى الجميع، قافزة حواجز الأديان والمذاهب والأيدلوجيات والأجناس والقوميات. وسّع ابتسامة قلبك، لتصل إلى آخر ضوء في هذا الكون غير المحدود.
إن فعلت ذلك بكل رحابة صدر. ثق إن عيدك سيكون من أجمل أعياد العالم. فالعيد حديدك في الحياة، وعيد رمضان هذا، هو الخطوة الأولى لتغيير كل أفكارك السلبية السابقة، تغيير كل ما هو لا يتماشى وطبيعة الفطرة في إنسانك. كل عيد وأنت بألف خير.