هل أحمد الظفيري دمية محشوة بالقطن، أو كان فيلماً مفبركاً؟ أم أن أحمد في نظر الوفاق ليس له أهل سيفتقدونه ولا أم ستبكيه ولا إخوان سيشتاقون إليه؟ وذلك كي يمر قتله بسلام دون ضجة إعلامية ولا تنكيس أعلام ولا عناوين عريضة ولا خطوط طويلة ولا تقارير بالعربية والإنجليزية، ولا حداد ولا مداد.
إنه أحمد الظفيري ذاك الشاب الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء بالنفس، إنه ابن البحرين البار الذي أبت عقيدته، كما أبت نفسه الطيبة التي تربت على حب الخير والفضيلة أن تشاهد الخطر دون أن يقدم على منعه.
إنه ابن شرفاء الفاتح الذي تحركت فيه شيم المؤمن الذي عاهد ربه فصدق، والذي تعلم الإيمان الصحيح فعمل به، والذي تقدم بدون لثام يغطي وجهه، ولا ترس يحميه، تقدم بجرأة دون تردد أو تفكير في الموت المخبأ له بين الإطارات التي وضعتها “سلمية علي سلمان” لتقطع على المواطنين شوارعهم. إنها “سلمية علي سلمان” التي قتلت أحمد الظفيري، إنها أكذوبة “مصدر السلطات” التي لا تتحرك أعلامها إلا على هوية المواطن، فإذا ما كان القتيل من أهله وفصيلته أمالها، وأما إذا كان القتيل هو مواطن ليس مسجلاً في تعداده رفع أعلامه.
أن تقطع على الناس فرحتهم في ليالي العيد، وتتم ملاحقتهم في شوارعهم و«فرجانهم” بقنابل الموت، فهو بالنسبة إليه حق يقره ناموسه وقاموسه،الذي استنبط منه معاني حريته، التي لا ترتوي إلا بالقتل وسفك دماء الناس، حريته التي لا تستوي إلا على ألسنة النار، حريته التي لا تعرف إلا طيفاً واحداً له الحق أن يقتل ويحرق. إنها “حرية علي سلمان” التي حرمت المواطنين أن يتعبدوا في شهر رمضان بحرية وأمان، كما حرمتهم الخروج من منازلهم، عندما احتلت قطعان طوافة الموت الشوارع الواسعة والضيقة، وأجبرتهم على الانتظار في الشوارع لساعات كي يصلوا إلى غاياتهم ويقضوا حوائجهم.. حريته التي لاحقتهم حتى في مساجدهم، حريته التي ترسل إليهم العصابات الملثمة لتوزع الموت على المواطنين، وذلك عندما أمن المؤزمون لهذه العصابات المال والدعم فضلاً عن استفادتهم من خدمات الدولة المختلفة، وعليها تعويض سخي إذا ما أتى برواية أنه تعرض لسوء معاملة، هذا الذي دفع هذا الصبي ليخرج ملثماً، وهو مطمئن إلى أنه لن يحرم من بعثة دراسية، ولا من خدمة إسكانية، ولا من وظيفة مرموقة، حين يرى إخوانه وجيرانه عادوا إلى ما كانوا عليه بل أفضل، كما سمع عن ذاك الذي حصل على دعم لمؤسسته التجارية بعد خروجه من الدوار، وحصل الآخر على مبلغ ضخم لأنه شارك في خطف أو دهس، فلماذا لا يخرج هذا الصبي وغيره ما دام الأمر ليس فيه خطراً على مستقبله، بل قد يكون باب رزق له.
نعم.. لقد كثفت طوافة الموت عملياتها الإرهابية طوال ليالي رمضان، فكانت عمليات إرهابية خطيرة تنفذها بقطع الطرق السريعة، وتعمد المواجهة القريبة من رجال الأمن فتتحرى أماكنهم وترصد مواقعهم وتهاجمهم بكل قوة وعنف، وما من مواطن إلا شاهد كل ليلة مركبات الأمن تسابق الريح لتنقذ حياة المواطنين من الأجسام الغريبة التي توضع على الشوارع العامة، أو لمحاصرة الشارع المحترق كي تسهل للناس مرورهم بسلام، فتحولت منه ليالي شهر العبادة والصلوات والصيام، إلى شهر الحرائق والعنف والإرهاب، إنها كانت عمليات إرهابية مقصودة، أن يسقط بين الصبيان قتيل، وذلك كي يكون عنواناً لدى “الوفاق” عشية ليلة العيد تنشره على مواقعها وصحفها وقنواتها الإيرانية. فكانت تنتظر وتترقب وتتحسس كل ليلة، رنة النقال ليخبرها “سقط قتيل”، فتهرع باتصالاتها لتزف البشرى إلى طهران، ثم تتولى القضية أجهزتها الإعلامية لكتابة التقارير والعناوين التراجيدية، إنها “الوفاق” التي ترى في موت صبي المحرق جريمة لا تغتفر، وموت أحمد الظفيري رواية لا تخرج عن رواية أحمد المريسي الذي قالت إنه “مجرد دمية
{{ article.visit_count }}
إنه أحمد الظفيري ذاك الشاب الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء بالنفس، إنه ابن البحرين البار الذي أبت عقيدته، كما أبت نفسه الطيبة التي تربت على حب الخير والفضيلة أن تشاهد الخطر دون أن يقدم على منعه.
إنه ابن شرفاء الفاتح الذي تحركت فيه شيم المؤمن الذي عاهد ربه فصدق، والذي تعلم الإيمان الصحيح فعمل به، والذي تقدم بدون لثام يغطي وجهه، ولا ترس يحميه، تقدم بجرأة دون تردد أو تفكير في الموت المخبأ له بين الإطارات التي وضعتها “سلمية علي سلمان” لتقطع على المواطنين شوارعهم. إنها “سلمية علي سلمان” التي قتلت أحمد الظفيري، إنها أكذوبة “مصدر السلطات” التي لا تتحرك أعلامها إلا على هوية المواطن، فإذا ما كان القتيل من أهله وفصيلته أمالها، وأما إذا كان القتيل هو مواطن ليس مسجلاً في تعداده رفع أعلامه.
أن تقطع على الناس فرحتهم في ليالي العيد، وتتم ملاحقتهم في شوارعهم و«فرجانهم” بقنابل الموت، فهو بالنسبة إليه حق يقره ناموسه وقاموسه،الذي استنبط منه معاني حريته، التي لا ترتوي إلا بالقتل وسفك دماء الناس، حريته التي لا تستوي إلا على ألسنة النار، حريته التي لا تعرف إلا طيفاً واحداً له الحق أن يقتل ويحرق. إنها “حرية علي سلمان” التي حرمت المواطنين أن يتعبدوا في شهر رمضان بحرية وأمان، كما حرمتهم الخروج من منازلهم، عندما احتلت قطعان طوافة الموت الشوارع الواسعة والضيقة، وأجبرتهم على الانتظار في الشوارع لساعات كي يصلوا إلى غاياتهم ويقضوا حوائجهم.. حريته التي لاحقتهم حتى في مساجدهم، حريته التي ترسل إليهم العصابات الملثمة لتوزع الموت على المواطنين، وذلك عندما أمن المؤزمون لهذه العصابات المال والدعم فضلاً عن استفادتهم من خدمات الدولة المختلفة، وعليها تعويض سخي إذا ما أتى برواية أنه تعرض لسوء معاملة، هذا الذي دفع هذا الصبي ليخرج ملثماً، وهو مطمئن إلى أنه لن يحرم من بعثة دراسية، ولا من خدمة إسكانية، ولا من وظيفة مرموقة، حين يرى إخوانه وجيرانه عادوا إلى ما كانوا عليه بل أفضل، كما سمع عن ذاك الذي حصل على دعم لمؤسسته التجارية بعد خروجه من الدوار، وحصل الآخر على مبلغ ضخم لأنه شارك في خطف أو دهس، فلماذا لا يخرج هذا الصبي وغيره ما دام الأمر ليس فيه خطراً على مستقبله، بل قد يكون باب رزق له.
نعم.. لقد كثفت طوافة الموت عملياتها الإرهابية طوال ليالي رمضان، فكانت عمليات إرهابية خطيرة تنفذها بقطع الطرق السريعة، وتعمد المواجهة القريبة من رجال الأمن فتتحرى أماكنهم وترصد مواقعهم وتهاجمهم بكل قوة وعنف، وما من مواطن إلا شاهد كل ليلة مركبات الأمن تسابق الريح لتنقذ حياة المواطنين من الأجسام الغريبة التي توضع على الشوارع العامة، أو لمحاصرة الشارع المحترق كي تسهل للناس مرورهم بسلام، فتحولت منه ليالي شهر العبادة والصلوات والصيام، إلى شهر الحرائق والعنف والإرهاب، إنها كانت عمليات إرهابية مقصودة، أن يسقط بين الصبيان قتيل، وذلك كي يكون عنواناً لدى “الوفاق” عشية ليلة العيد تنشره على مواقعها وصحفها وقنواتها الإيرانية. فكانت تنتظر وتترقب وتتحسس كل ليلة، رنة النقال ليخبرها “سقط قتيل”، فتهرع باتصالاتها لتزف البشرى إلى طهران، ثم تتولى القضية أجهزتها الإعلامية لكتابة التقارير والعناوين التراجيدية، إنها “الوفاق” التي ترى في موت صبي المحرق جريمة لا تغتفر، وموت أحمد الظفيري رواية لا تخرج عن رواية أحمد المريسي الذي قالت إنه “مجرد دمية