قد يدهشنا حجم قسوة الحياة التي تجعلنا بعيدين، بالرغم من شدة قربنا وحزانى بالرغم من ضخامة ما في قلوبنا من فرح مكتوم، يبحث عن طريق ليعبّر عن نفسه، قد يكون العيب فينا أو قد يكون العيب في الحياة أو في المفارقات التي تجعل من محطة الوصول إلى لحظة الفرح خط نار، وتجعل من لحظة السعادة لحظة مسروقة بين ألمين: ألم الحضور وألم الغياب.
أحياناً قد نشعر بأن خياراتنا في زحمة الحياة -إن صح أن نسميها خيارات- غير موفقة لأننا لسذاجتنا نكون كمن نعتقد أننا نريد ونصمم ما نريد ونعلن ما نريد، ولكن سرعان ما نكتشف أن خارطة الحياة قد تم تصميمها سلفاً لتكون نهائية وحتمية وخطواتها يجب أن نمشيها وإن لم يكن الطريق لا يعجبنا وأن محطة القطار التي توقفنا عندها لم تكن مقصودة أصلاً ولا ضمن جدول الرحلة.
ليس في الأمر أي تشاؤم ولكن التجربة في الحياة تكرّس هذه الحركية الدافعة بنا نحو نوع من الحتمية في خطوطها الأساسية، قد يكون لنا دور في التفاصيل، في الألوان والأشكال والمقاسات ولكن الخارطة الرئيسة تمت هندستها مسبقاً: لماذا تبزغ الشمس كل يوم؟ ولماذا تغيب كل مساء؟ ومتى نموت هكذا بصورة عشوائية دون منطق؟ والجواب: عندما يصبح الصباح دون أن تبزغ الشمس ويأتي الغروب ولا تغيب الشمس.... وعندما نتوقف عن الحلم والأمل يجب أن نغدر عشوائياً، الحياة بها العديد من المفارقات المتنوعة ربما نجد في القلة القليلة منها صفات مثل الغرابة والصعوبة وسوء الفهم نحو ترجمتها بشكل صحيح لتتماشى مع أرض الواقع، لكن قد نُفاجأ بوجود إحساس غريب يتمركز داخل عقولنا يخاطب ضمائرنا بحدية وغضب معبراً عن سبب استيائه وهو الإعلان عن خيبة الأمل والخسارة عند الشعور بأن هناك فرصةً ثمينة ونادرة قد أفلتت من بين أيدينا، وهي أشبه ما تكون بضربة الحظ يصعب تكرارها مرة أخرى في خط الزمان الهارب.
الزمان، لا يكون سوى حالة من حالات وعينا، بين ماضٍ انقضى ومستقبل نحلم به، وحيث الحاضر، الذي هو الغالب فعلاً، لا وجود له في الواقع. فالوجود الكلِّي، الذي هو الوعي الكلِّي، كان غائباً آنذاك في ذلك العدم، قبل أن يعاود الظهور من جديد حين تأزف ساعته، أي حين يعود فيغدو “ضرورة” من جديد. لأن العدم المطلق -ذلك الغيب، ذلك النَّفَس الأزلي المتواصل الذي لا يعرف نفسه- كان راقداً في غبطة اللاوجود. ولكننا لم نَعد عبيداً، فنبحث دائماً “مثلاً وليس حصراً” عن طرف آخر جميل الشكل، فارغ الرأس، عديم القلب؛ ونحن لم ننجب قطعاً مسوخاً ووحوشاً؛ ونحن لم نستعمل القنبلة الذرِّية حتى اليوم سوى مرتين؛ ونحن لم نقضِ بعدُ على بيئتنا تماماً؛ ونحن لم نعبد المادة جميعاً، حيث مازال بيننا بعض الشواذ كلا، نحن لسنا من وصفتْهم الأسطورةُ حين تحدثتْ عن تلك البشرية التي قَضَتْ. ولكننا، مع هذا، نقرأ بعضاً من أنفسنا، ونتلمَّس، ربما، احتمالاً لمصيرنا، الحقّ في الكتاب يقول “ألهاكم التكاثُر حتى زرتم المقابر”.
^ همسة..
قال: “لا أرى شيئاً غير الله.. ولا أرى شيئاً إلا وأرى الله فيه”.
{{ article.visit_count }}
أحياناً قد نشعر بأن خياراتنا في زحمة الحياة -إن صح أن نسميها خيارات- غير موفقة لأننا لسذاجتنا نكون كمن نعتقد أننا نريد ونصمم ما نريد ونعلن ما نريد، ولكن سرعان ما نكتشف أن خارطة الحياة قد تم تصميمها سلفاً لتكون نهائية وحتمية وخطواتها يجب أن نمشيها وإن لم يكن الطريق لا يعجبنا وأن محطة القطار التي توقفنا عندها لم تكن مقصودة أصلاً ولا ضمن جدول الرحلة.
ليس في الأمر أي تشاؤم ولكن التجربة في الحياة تكرّس هذه الحركية الدافعة بنا نحو نوع من الحتمية في خطوطها الأساسية، قد يكون لنا دور في التفاصيل، في الألوان والأشكال والمقاسات ولكن الخارطة الرئيسة تمت هندستها مسبقاً: لماذا تبزغ الشمس كل يوم؟ ولماذا تغيب كل مساء؟ ومتى نموت هكذا بصورة عشوائية دون منطق؟ والجواب: عندما يصبح الصباح دون أن تبزغ الشمس ويأتي الغروب ولا تغيب الشمس.... وعندما نتوقف عن الحلم والأمل يجب أن نغدر عشوائياً، الحياة بها العديد من المفارقات المتنوعة ربما نجد في القلة القليلة منها صفات مثل الغرابة والصعوبة وسوء الفهم نحو ترجمتها بشكل صحيح لتتماشى مع أرض الواقع، لكن قد نُفاجأ بوجود إحساس غريب يتمركز داخل عقولنا يخاطب ضمائرنا بحدية وغضب معبراً عن سبب استيائه وهو الإعلان عن خيبة الأمل والخسارة عند الشعور بأن هناك فرصةً ثمينة ونادرة قد أفلتت من بين أيدينا، وهي أشبه ما تكون بضربة الحظ يصعب تكرارها مرة أخرى في خط الزمان الهارب.
الزمان، لا يكون سوى حالة من حالات وعينا، بين ماضٍ انقضى ومستقبل نحلم به، وحيث الحاضر، الذي هو الغالب فعلاً، لا وجود له في الواقع. فالوجود الكلِّي، الذي هو الوعي الكلِّي، كان غائباً آنذاك في ذلك العدم، قبل أن يعاود الظهور من جديد حين تأزف ساعته، أي حين يعود فيغدو “ضرورة” من جديد. لأن العدم المطلق -ذلك الغيب، ذلك النَّفَس الأزلي المتواصل الذي لا يعرف نفسه- كان راقداً في غبطة اللاوجود. ولكننا لم نَعد عبيداً، فنبحث دائماً “مثلاً وليس حصراً” عن طرف آخر جميل الشكل، فارغ الرأس، عديم القلب؛ ونحن لم ننجب قطعاً مسوخاً ووحوشاً؛ ونحن لم نستعمل القنبلة الذرِّية حتى اليوم سوى مرتين؛ ونحن لم نقضِ بعدُ على بيئتنا تماماً؛ ونحن لم نعبد المادة جميعاً، حيث مازال بيننا بعض الشواذ كلا، نحن لسنا من وصفتْهم الأسطورةُ حين تحدثتْ عن تلك البشرية التي قَضَتْ. ولكننا، مع هذا، نقرأ بعضاً من أنفسنا، ونتلمَّس، ربما، احتمالاً لمصيرنا، الحقّ في الكتاب يقول “ألهاكم التكاثُر حتى زرتم المقابر”.
^ همسة..
قال: “لا أرى شيئاً غير الله.. ولا أرى شيئاً إلا وأرى الله فيه”.