لن أزيد اليوم على ما كتبه بعض الزملاء خلال الأيام الماضية تعلقياً على انحناء وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ليقبل رؤوس المصابين من رجال الصف الأول في الدفاع عن الأمن، غير القادرين على الحركة بسبب إصاباتهم البليغة، خلال حفل تكريم أهالي شهداء الواجب ورجال الأمن المصابين، إذ علق وزير الداخلية أوسمة الشجاعة على صدورهم بكل اعتزاز، في مشهد ترجم الكثير من المعاني الإنسانية والوطنية من تقدير وإجلال لدور رجال الأمن، كما وأعطى دلالة واضحة على احترام قيمة الإنسان البحريني الذي يخدم بلده من أجل النماء في مواجهات حادة أمام من يحمل معول يريد من ورائه الهدم.
خلال الحفل وأمام تبادل بعض التعليقات المشيدة بهذا الموقف، استحضرت صورة مماثلة لاتزال طازجة في ذاكرتي، حينما انحنى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقبلاً رأس أول سيدة مقعدة تعين في مجلس الشورى وهي منيرة عيسى بن هندي قبل سنوات، فالصورة نفسها تتكرر مع اختلاف الشخوص، لتبين رقي العلاقة الإنسانية البحرينية ومدى عمقها ومتانتها بين الأفراد والسلطة أياً كانت منزلة الفرد.
مشهدان سيبقيان في الذاكرة البحرينية يعكسان من التقدير الشيء الكثير، بل ويحملان بين طياتهما كنزاً اسمه الإنسان البحريني، فإن كانت ثقافة التكريم جزءاً من المشهد الحضاري لأي مجتمع متقدم، فإن تكريس تقاليد للتكريم، وتنوع صوره ليشمل رعاية كاملة لا لشخص بل يمتد لذوي المكرم، هو بالضبط ما يستحقه أبناء البلد الذين يراد لهم أن يكونوا جنوداً حامين لوطنهم كل في موقعه.
ثقافة التكريم في بلادنا تحتاج إلى زيادة رقعة المستفيدين كماً وكيفاً، فكم من إنسان خدم بلاده لسنوات طوال وأقصى ما يتمناه حفل تكريم أو كلمة شكر من مسؤول رفيع، وفي المقابل كم من جندي مجهول ساهم بعمل عظيم بقى في منطقة الظل بعيداً عن الأضواء، فمثل هؤلاء هم من يستحق التكريم، فهم بمثابة الكنوز المغمورة.
وعوداً على بدء، لم يكن موقف الانحناء وطباعة القبلة على الرأس سوى صورة رمزية بليغة المعنى، فيها من الدلالة العميقة ما يكفي لملامسة الوجدان، حيث ذرفت دموع أهالي الشهداء خلال الحفل التي لم ولن تجف أبداً، كما دمعت عيون بعض الحاضرين، ليظل الموقف أكبر من أي تعبير.
القبلة على الجبين أيضاً تستحقها مملكتنا بعد ما مر بها من عواصف سياسية، فكم كان الجرح عميقاً، والنزف غزيراً بما يكفي لأن يشعر كل منا بأهمية دوره، ابتداء من الأسرة التي عليها أحكام قبضتها على أبنائها وزراعة روح الانتماء الحقيقي، مروراً بمؤسسات المجتمع المختلفة كل بدورها وتخصصها من أجل الخروج من دائرة الصمت والإذعان، وصولاً إلى تحقيق منظومة متكاملة ومتناغمة هدفها رفع اسم البحرين عالياً بالعمل والإصلاح وإشهار الكلمة المسؤولة، فبعد كل ذلك آن أوان طباعة قبلة على جبين البحرين.
خلال الحفل وأمام تبادل بعض التعليقات المشيدة بهذا الموقف، استحضرت صورة مماثلة لاتزال طازجة في ذاكرتي، حينما انحنى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقبلاً رأس أول سيدة مقعدة تعين في مجلس الشورى وهي منيرة عيسى بن هندي قبل سنوات، فالصورة نفسها تتكرر مع اختلاف الشخوص، لتبين رقي العلاقة الإنسانية البحرينية ومدى عمقها ومتانتها بين الأفراد والسلطة أياً كانت منزلة الفرد.
مشهدان سيبقيان في الذاكرة البحرينية يعكسان من التقدير الشيء الكثير، بل ويحملان بين طياتهما كنزاً اسمه الإنسان البحريني، فإن كانت ثقافة التكريم جزءاً من المشهد الحضاري لأي مجتمع متقدم، فإن تكريس تقاليد للتكريم، وتنوع صوره ليشمل رعاية كاملة لا لشخص بل يمتد لذوي المكرم، هو بالضبط ما يستحقه أبناء البلد الذين يراد لهم أن يكونوا جنوداً حامين لوطنهم كل في موقعه.
ثقافة التكريم في بلادنا تحتاج إلى زيادة رقعة المستفيدين كماً وكيفاً، فكم من إنسان خدم بلاده لسنوات طوال وأقصى ما يتمناه حفل تكريم أو كلمة شكر من مسؤول رفيع، وفي المقابل كم من جندي مجهول ساهم بعمل عظيم بقى في منطقة الظل بعيداً عن الأضواء، فمثل هؤلاء هم من يستحق التكريم، فهم بمثابة الكنوز المغمورة.
وعوداً على بدء، لم يكن موقف الانحناء وطباعة القبلة على الرأس سوى صورة رمزية بليغة المعنى، فيها من الدلالة العميقة ما يكفي لملامسة الوجدان، حيث ذرفت دموع أهالي الشهداء خلال الحفل التي لم ولن تجف أبداً، كما دمعت عيون بعض الحاضرين، ليظل الموقف أكبر من أي تعبير.
القبلة على الجبين أيضاً تستحقها مملكتنا بعد ما مر بها من عواصف سياسية، فكم كان الجرح عميقاً، والنزف غزيراً بما يكفي لأن يشعر كل منا بأهمية دوره، ابتداء من الأسرة التي عليها أحكام قبضتها على أبنائها وزراعة روح الانتماء الحقيقي، مروراً بمؤسسات المجتمع المختلفة كل بدورها وتخصصها من أجل الخروج من دائرة الصمت والإذعان، وصولاً إلى تحقيق منظومة متكاملة ومتناغمة هدفها رفع اسم البحرين عالياً بالعمل والإصلاح وإشهار الكلمة المسؤولة، فبعد كل ذلك آن أوان طباعة قبلة على جبين البحرين.