إذا كانت رحلة جنيف قد أفضت إلى تأييد المجتمع الدولي وتأييد أممي لإجراءات وخطوات البحرين في ما يتعلق بحقوق الإنسان، وقبول البحرين بجل التوصيات، فإن هذا الأمر أفرح كل مواطن قلبه بحريني ويحب البحرين وأهلها.
غير أن هناك في تقديري مازالت هناك حلقة مفقودة لدى المواطن، فما هي هذه التوصيات، كيف ستطبق، وكيف ستلقي بظلالها على المجتمع؟
نعم الناس فرحت أن ملف البحرين لم يُحَل إلى مجلس الأمن، أو لم تحدث إدانة للبحرين في المحفل الدولي الذي كان خونة الوطن يعولون عليه كورقة أخيرة بعد كل الفشل والهزائم المتوالية، لكن في اعتقادي أن على وزير حقوق الإنسان أن يخرج للرأي العام ويقول ما هي التوصيات التي تم قبولها حتى تتضح الصورة للناس.
ليس بعيداً عن جنيف، فقد قالت «الوفاق» وبعد خسارة جنيف إنها تريد «حواراً جاداً وبوصاية دولية»، فمسألة اللعب بالحوار ومفرداته أضحت جليه أمام الناس، لكن ما نريده من الدولة أولاً ومن قوى المجتمع أن تكون ثابتة على موقفها، فلا حوار تحت نيران «المولوتوف»، ولا حوار تحت تهديد عصا الإرهاب، ولا حوار وعصا الإرهاب تمسك بها يد «الوفاق»، هذا حوار فاشل، وهذا حوار فيه من الذل للدولة ما فيه.
الحوار دون إدانة للإرهاب ووقف أعمال العنف لن يفيد أبداً، وعلى كل القوى السياسية الأخرى الناضجة سياسياً أن ترفض أي حوار، وأي طاولة مادام الإرهاب يحرق الوطن، ومادام الإرهابيون كلما حدثت لهم خسارات، ذهبوا إلى نقل الإرهاب للمحرق والدولة تتفرج.
نعلم أن ما تفعله «الوفاق» هو أن تنقذ نفسها بأي طوق نجاة من بعد كل خسارات واجهتها بل إن بعض الشيعة أخذوا يقذفون نواب «الوفاق» بالحجارة على خلفية تضييع «قضيتهم»..!
ما نشعر به اليوم هو أن «الوفاق» وبعد الهزائم المتوالية تريد الذهاب إلى قضية خطيرة وقبيحة قبح وجوه «الوفاق» فهي تبحث بأفعالها عن الصدام الأهلي، وهذا أمر خطير جداً ونحن ندعو الناس إلى التعقل، لا نقول اسكتوا عن حقكم أبداً، ولكن لا تعطوا فرصة لـ»الوفاق» من أجل أن تفتعل صدامات أهلية، إذا ما حدث أمر، عليكم بالسلطات الأمنية والقانون.
نحمد الله أن البحرين اليوم في وضع أفضل بكثير، وهذا بفضل قادة البلد وحكمة جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد حفظهم الله، فكلما أراد خونة البلد إشعال فتنة داخلية أو خارجية بقدرة الله تنطفئ، وتفشل «الوفاق»، وتجر أذيال الخسارات.
الوفد الأهلي والرسمي المدافع عن البحرين في جنيف ضم سُنة وشيعة، بينما طائفية الدوار، انتقلت إلى جنيف، فقد كان الوفد وفداً طائفياً بامتياز، فهل عرفت الثورة الشريفة بالبحرين؟، هي ثورة قذرة وطائفية من أجل ذلك لن تنجح بإذن الله.
ما نطلبه اليوم، وما نطلبه غداً، من الدولة هو إحكام تطبيق القانون، حتى وإن كان الوزير الأمريكي يخاطب البحرين بخطابين، وإفشال أي صدام أهلي يقع على الدولة حين تمنع أعمال الإرهاب وتضع بقوة كل يد تحرق، هذا ما نريده.
وإذا كان «بوسنر» يريد مطالبات بعينها، فنقول إن على الدولة أن تطبق القانون الأمريكي على الإرهاب، لا نريد أكثر، طبقوه وسوف تختفي أيادي الإرهاب.
نريد من وزير حقوق الإنسان أن يخرج للناس ويتحدث عن التوصيات، ونريد أيضاً من الدولة إحكام تطبيق القانون على المحرّضين والفاعلين حتى يندحر الإرهاب، فلا حوار والإرهاب بالشارع، هذه أهم رسالة للدولة قبل المجتمع.
^ رذاذ
- يقول أحدهم إن أزمة اللحوم مفتعلة، وإن القصد منها إيجاد شركة من لون معين، نعم نريد شركة من لون معين، فاللحوم المريضة والفاسدة لا يريدها الناس..!
- أحد السياسيين ذهب ليصلي بأحد المساجد، يا أخي تقبل الله صلاتك ولا أعرف ماذا ستقول لربك عن صلاة هذا اليوم.. عموماً حشرك الله مع من تحب.
- من يريد أن يوهمنا أنه يحب الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وأنه انتفض من أجله بعد الفيلم المسيء، فإن الصورتين اللتين في مخيلة الناس بينهما تناقض واضح وصريح.
كيف تنتفضون نصرة للنبي وأنتم تطعنون عرضه كل يوم..؟؟
لا يستقيم هذا وهذا، اتهام النبي في عرضه أشد وأقسى ألماً من الفيلم المسيء، فلا نصدق المسرحيات التي توهمنا بحب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
- الوزير الأمريكي بوسنر يقول إنهم قلقون جداً على نبيل رجب..!
ونحن نقول إننا قلقون جداً جداً على الشاب الأمريكي الذي تتعقب أمريكا تغريداته لتعرف أول تغريدة خرجت وتدعو للمظاهرات في وول ستريت..!
برغم أن هذا الشاب ليس من صنيعنا، وليس دمية صنعها العرب، فإننا قلقون جداً جداً على هذا الشاب يا بوسنر..!