تناولنا في المقال السابق جزءاً من رسالة بعثها لنا مواطن بحريني الأصل من المحرق يُدعى ابن المحرق، يناقش فيها بعض القضايا الوطنية المهمة، وعلى رأسها مشكلة توظيف المتقاعدين عن العمل من جديد كمستشارين وخبراء في المؤسسات الحكومية برواتب عالية للغاية، إضافة لرواتبهم التقاعدية، بينما هنالك كثير من الشباب البحريني المتعلم والجامعي ينتظر فرصته للحصول على وظيفة.
ناقشنا كذلك حال المتقاعدين وما يعانونه من ضنك المعيشة في ظل ارتفاع كل شيء عدا الرواتب، كما تناولت رسالة ابن المحرق مشكلة العاطلين عن العمل، متناولا قصة أبنائه الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاماً، دون تمكنهم من الحصول على وظيفة.
القسم الآخر من رسالة ابن المحرق، خصصها لمشكلته الخاصة، وربما هي مشكلة غيره أيضاً، سنعرضها حرفياً هنا حتى نتمكن من قراءة الصورة، بشكل كامل.
يقول ابن المحرق في النصف الثاني من رسالته (إن وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسة الخيرية الملكية لا يستطيعون حصر والمحتاجين بكل إمكانياتهم، مما يضطر المواطن إلى اللجوء للإقامة على السواحل. منذ سبعة عشر عاماً، ومنذ أن احترق بيتي وأنا لم ألتق بأي مسؤول في البحرين، أو أية جهة حكومية، حتى أتقدم إليه بطلب العون والمساعدة، وأنا إلى الآن مازلت أعيش البؤس وهمّ الديون، بالرغم من أن عمري تجاوز الستين عاماً، ولهذا فإني أناشدكم تبيان هذا الوضع من خلال عمودكم الهادف).
انتهت رسالة ابن المحرق، لكن مشكلته لم تنه، فهو ما زال يبحث عن وضع مستقر يخرجه من الظلمات إلى النور، وما زال يفتش عن يد مسؤولة تأخذ بيده من الوضع الصعب الذي يعاني منه، إلى حيث الاستقرار والعيش فيما تبقى له من عمر كبقية البحرينيين.
لا يمكن لنا ونحن من دخل القرن الأخير من أعمارنا، ومع تطور وسائل التنمية الحديثة وبناء الدولة المدنية في البحرين، أن نجد بحرينياً من أبناء المحرق العتيدة يشتكي بعد أن قارب السبعين عاماً، أن يلتقي بمسؤول بحريني يشتكي له همّهُ وحاجته، كما لا يمكن قبولنا كلنا، بوضع رجل بحريني محرقاوي، من أن يستجدي الدولة كي ترفع عنه هموم الديون والبؤس. فوضع ابن المحرق صعب ومستصعب، وإيجاد مخرج له ولعياله لا يحتاج إلى قرار سياسي، وإنما يحتاج إلى توقيع مسؤول أو نصف مسؤول حكومي، يرفع من خلاله كل معاناته، أم إننا نحتاج كي نلفت أنظار هؤلاء الغائبين من المسؤولين في كل مرة من أن نكتب عنواناً كبيراً، بأنَّ فلاناً يناشد الدولة لحل أزمته الإسكانية أو الفلانية، وهو في الأصل يحتاج فقط لمن يستمع إلى شكواه!!.
يجب أن لا يقبل أي وزير من وزراء الوطن أن يبيت مواطن في الشارع أو يقوم بفعل المستحيل كي يتخلص من ديونه، فمتابعة مشاكل المواطنين يجب أن تكون من أولويات عمل المسؤولين الكبار والصغار، فكل من يعمل في الدولة، من أكبر وزير حتى أصغر خفير، يجب عليهم جميعاً أن يكونوا خدَّاماً للمواطنين وجنوداً للوطن، وأن يرفعوا هموم الناس، ويزيحوا كربهم، ويعالجوا مشاكلهم، من أجل تحقيق أعلى مراتب الشفافية والعدالة والمساواة، ولتحقيق مفهوم المواطنة الصالحة التي من المفترض أن تتحقق على أرض الواقع بشكل حيّ وملموس، لا أن تكون شعارات ميتة في كتب المواطنة فقط!!.
من باب الأدب وأخلاقية المهنة، لا يجوز لي أن أعرض اسمك هنا يا ابن المحرق، لكن تأكد أن كل من يهمه الأمر ومن يعنيه، سيتصل بي لمعرفة من تكون، أما في حال تجاهلك الجميع وما أنت فيه، فما عليك إلا أن تحتسب إلى الله تعالى، وتصبر كما صبر نبي الله أيوب وأولي العزم من الرسل.
ناقشنا كذلك حال المتقاعدين وما يعانونه من ضنك المعيشة في ظل ارتفاع كل شيء عدا الرواتب، كما تناولت رسالة ابن المحرق مشكلة العاطلين عن العمل، متناولا قصة أبنائه الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاماً، دون تمكنهم من الحصول على وظيفة.
القسم الآخر من رسالة ابن المحرق، خصصها لمشكلته الخاصة، وربما هي مشكلة غيره أيضاً، سنعرضها حرفياً هنا حتى نتمكن من قراءة الصورة، بشكل كامل.
يقول ابن المحرق في النصف الثاني من رسالته (إن وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسة الخيرية الملكية لا يستطيعون حصر والمحتاجين بكل إمكانياتهم، مما يضطر المواطن إلى اللجوء للإقامة على السواحل. منذ سبعة عشر عاماً، ومنذ أن احترق بيتي وأنا لم ألتق بأي مسؤول في البحرين، أو أية جهة حكومية، حتى أتقدم إليه بطلب العون والمساعدة، وأنا إلى الآن مازلت أعيش البؤس وهمّ الديون، بالرغم من أن عمري تجاوز الستين عاماً، ولهذا فإني أناشدكم تبيان هذا الوضع من خلال عمودكم الهادف).
انتهت رسالة ابن المحرق، لكن مشكلته لم تنه، فهو ما زال يبحث عن وضع مستقر يخرجه من الظلمات إلى النور، وما زال يفتش عن يد مسؤولة تأخذ بيده من الوضع الصعب الذي يعاني منه، إلى حيث الاستقرار والعيش فيما تبقى له من عمر كبقية البحرينيين.
لا يمكن لنا ونحن من دخل القرن الأخير من أعمارنا، ومع تطور وسائل التنمية الحديثة وبناء الدولة المدنية في البحرين، أن نجد بحرينياً من أبناء المحرق العتيدة يشتكي بعد أن قارب السبعين عاماً، أن يلتقي بمسؤول بحريني يشتكي له همّهُ وحاجته، كما لا يمكن قبولنا كلنا، بوضع رجل بحريني محرقاوي، من أن يستجدي الدولة كي ترفع عنه هموم الديون والبؤس. فوضع ابن المحرق صعب ومستصعب، وإيجاد مخرج له ولعياله لا يحتاج إلى قرار سياسي، وإنما يحتاج إلى توقيع مسؤول أو نصف مسؤول حكومي، يرفع من خلاله كل معاناته، أم إننا نحتاج كي نلفت أنظار هؤلاء الغائبين من المسؤولين في كل مرة من أن نكتب عنواناً كبيراً، بأنَّ فلاناً يناشد الدولة لحل أزمته الإسكانية أو الفلانية، وهو في الأصل يحتاج فقط لمن يستمع إلى شكواه!!.
يجب أن لا يقبل أي وزير من وزراء الوطن أن يبيت مواطن في الشارع أو يقوم بفعل المستحيل كي يتخلص من ديونه، فمتابعة مشاكل المواطنين يجب أن تكون من أولويات عمل المسؤولين الكبار والصغار، فكل من يعمل في الدولة، من أكبر وزير حتى أصغر خفير، يجب عليهم جميعاً أن يكونوا خدَّاماً للمواطنين وجنوداً للوطن، وأن يرفعوا هموم الناس، ويزيحوا كربهم، ويعالجوا مشاكلهم، من أجل تحقيق أعلى مراتب الشفافية والعدالة والمساواة، ولتحقيق مفهوم المواطنة الصالحة التي من المفترض أن تتحقق على أرض الواقع بشكل حيّ وملموس، لا أن تكون شعارات ميتة في كتب المواطنة فقط!!.
من باب الأدب وأخلاقية المهنة، لا يجوز لي أن أعرض اسمك هنا يا ابن المحرق، لكن تأكد أن كل من يهمه الأمر ومن يعنيه، سيتصل بي لمعرفة من تكون، أما في حال تجاهلك الجميع وما أنت فيه، فما عليك إلا أن تحتسب إلى الله تعالى، وتصبر كما صبر نبي الله أيوب وأولي العزم من الرسل.