تبحث في الليلِ الغريب، الليلِ الذي يرافقُ النهارَ مثل عقابٍ حزين تاه في صحراء بلا سراب، تبحث عن ذاتك المنفلتة الهاربة مع السراب، فلا تعثر على بقاياها.
تبحث عن الأزهار التي لمحتها الربيعَ الماضي، غافيًا قرب أيادٍ لا تعرفُ سوى عبادة الساعات فلا تجد سوى بقايا سراب!
تمضي مثل غيمةٍ فوق الجبال، وتكون الجبال قلب المنتهى فتقرأ وجههَ الصخب المسرع مع الفجر دون أن تأتيك أصداء نفسك، فيكون البحر داخل فمك وقلبك، ويكون الفم داخل وجهك في محنتك الأولى والأخيرة.
هذا الصوت الضعيف يشبه يديك: لا ترفعهما، لا تحملهما، لا تراهما!! ماذا تريد منك هذه الدنيا؟ عمّا تبحثُ داخل شوارعها الشريرة!! لا تنتهي أصداء صوتك المنقضي كل ليل غريب.
كلمةٌ هناك بين رئاتِ الأحبة الصامتين، وأنت ماضٍ لانتزاعها مثل قبلةٍ هاربة بلا يد، بلا قلب، بلا فم مثل التراب، لكنك تبقى وحيداً بارداً في جوف الظلام تصرخ: يا الله الواحد القهار، أين المسير؟. تبحث عن رجاء ضائع، فلتكن النهاية دربك، لا يهم، ولكن لتكن أنت هو أنت وليس شيئاً آخر، وليكن غناءً طويلاً في نهاية الزقاق!
يأتيك صوت بعيد معلنا: “سوف يلمع ورد جديد ولكنه ورد بلا معنى، وستكون مرافئ ولكنها بلا جدوى، وستكون الخيبة نهايتك. لكنك لن تتوقف عن حرث قلبك المنهك”.
ترتدي قناع الفرح لتخفي ملامح حزن وجهك الحقيقي، تغمض عينيك لتستيقظ على وهم مؤلم، تنتظر في محطة اللاجدوى، عن معنى للزنبقة السوداء تعلم أنها لن تزهر أبداً، تجلس مع نفسك فلا تجدها، فتصرخ: أما من محارة ظمآنة على شاطئ وحشيٍّ نسكنها؟ نُخبِّئُ مرارة أوجاعنا فيها؟ تُنْصت لبوح أسحارنا، تخربشُ جدران أرواحنا المرهقة، وسط هذيان يوميات اليأس.
خبرني أيها الورد: أيُّ شيءٍ ألْيَنُ من قطرة ماء؟ السراب أم قصة الترحال التي لا ينتهي؟ خبرني أيهما أكثر شقاوة: الموت في الثامنة مساء على رصيف المحطة أم العجز عن الموت واقفاً؟
لا أريد نسرًا، ولا عندليباً، أريد.. أريد حفنةَ ورد مغموسة في الحلم، فقد جئتك على وجه ملاكٍ فجريٍّ بريشة وهْمٍ، لاعتصر الظمأ الغارق، لا أحد منشغلاً بالحقائب المتعبة، هنا يوم أحمق، يحتسي فنجان القهوة، لا يهم الذي يحدث بهذا المكان، المهم أننا نبدو كروح تحلم برحلة مبلَّلة، تحلم بمطر صيفي مفاجئ، يبدد خشونة الحر البارك على أرواحنا المثقلة المنقولة على إسعاف مضجر، في هاجرة القائلة، يظللها السراب المنتشر في الأرجاء، في انتظار قطار الصباح: يرحل أو لا يرحل، نرتب عقارب الوقت كي نطوي قصة الأمس في الأرواح المخنوقة، عشية يوم قائظ كبجعة تستحم في مساء الماء، مثخنة بقصائد الجنون والورد المجفف على طريق مهجورة، نعشق العبور وتبديل المدن الكالحة المكفهرة بلا أشجار أو هواء نقي، نضفر جدائل الشجرة الوحيدة عشية الرحلة في مواسم الحلم، نطلق بالونات الفرح من صدورنا، نبدد ما بقي من كلمات على رصيف اللحظة الهاربة.
وفي لحظة الوداع: قطار الثامنة مساء يصفر مقفراً، معلناً الرحلة الأخيرة، وفي وجه الأشعة الأولى ليوم آخر، نرفع المنديل الأبيض من خلال نافذة الرحيل بلا جدوى مادامت الرحلة هي الأخيرة!
تبحث عن الأزهار التي لمحتها الربيعَ الماضي، غافيًا قرب أيادٍ لا تعرفُ سوى عبادة الساعات فلا تجد سوى بقايا سراب!
تمضي مثل غيمةٍ فوق الجبال، وتكون الجبال قلب المنتهى فتقرأ وجههَ الصخب المسرع مع الفجر دون أن تأتيك أصداء نفسك، فيكون البحر داخل فمك وقلبك، ويكون الفم داخل وجهك في محنتك الأولى والأخيرة.
هذا الصوت الضعيف يشبه يديك: لا ترفعهما، لا تحملهما، لا تراهما!! ماذا تريد منك هذه الدنيا؟ عمّا تبحثُ داخل شوارعها الشريرة!! لا تنتهي أصداء صوتك المنقضي كل ليل غريب.
كلمةٌ هناك بين رئاتِ الأحبة الصامتين، وأنت ماضٍ لانتزاعها مثل قبلةٍ هاربة بلا يد، بلا قلب، بلا فم مثل التراب، لكنك تبقى وحيداً بارداً في جوف الظلام تصرخ: يا الله الواحد القهار، أين المسير؟. تبحث عن رجاء ضائع، فلتكن النهاية دربك، لا يهم، ولكن لتكن أنت هو أنت وليس شيئاً آخر، وليكن غناءً طويلاً في نهاية الزقاق!
يأتيك صوت بعيد معلنا: “سوف يلمع ورد جديد ولكنه ورد بلا معنى، وستكون مرافئ ولكنها بلا جدوى، وستكون الخيبة نهايتك. لكنك لن تتوقف عن حرث قلبك المنهك”.
ترتدي قناع الفرح لتخفي ملامح حزن وجهك الحقيقي، تغمض عينيك لتستيقظ على وهم مؤلم، تنتظر في محطة اللاجدوى، عن معنى للزنبقة السوداء تعلم أنها لن تزهر أبداً، تجلس مع نفسك فلا تجدها، فتصرخ: أما من محارة ظمآنة على شاطئ وحشيٍّ نسكنها؟ نُخبِّئُ مرارة أوجاعنا فيها؟ تُنْصت لبوح أسحارنا، تخربشُ جدران أرواحنا المرهقة، وسط هذيان يوميات اليأس.
خبرني أيها الورد: أيُّ شيءٍ ألْيَنُ من قطرة ماء؟ السراب أم قصة الترحال التي لا ينتهي؟ خبرني أيهما أكثر شقاوة: الموت في الثامنة مساء على رصيف المحطة أم العجز عن الموت واقفاً؟
لا أريد نسرًا، ولا عندليباً، أريد.. أريد حفنةَ ورد مغموسة في الحلم، فقد جئتك على وجه ملاكٍ فجريٍّ بريشة وهْمٍ، لاعتصر الظمأ الغارق، لا أحد منشغلاً بالحقائب المتعبة، هنا يوم أحمق، يحتسي فنجان القهوة، لا يهم الذي يحدث بهذا المكان، المهم أننا نبدو كروح تحلم برحلة مبلَّلة، تحلم بمطر صيفي مفاجئ، يبدد خشونة الحر البارك على أرواحنا المثقلة المنقولة على إسعاف مضجر، في هاجرة القائلة، يظللها السراب المنتشر في الأرجاء، في انتظار قطار الصباح: يرحل أو لا يرحل، نرتب عقارب الوقت كي نطوي قصة الأمس في الأرواح المخنوقة، عشية يوم قائظ كبجعة تستحم في مساء الماء، مثخنة بقصائد الجنون والورد المجفف على طريق مهجورة، نعشق العبور وتبديل المدن الكالحة المكفهرة بلا أشجار أو هواء نقي، نضفر جدائل الشجرة الوحيدة عشية الرحلة في مواسم الحلم، نطلق بالونات الفرح من صدورنا، نبدد ما بقي من كلمات على رصيف اللحظة الهاربة.
وفي لحظة الوداع: قطار الثامنة مساء يصفر مقفراً، معلناً الرحلة الأخيرة، وفي وجه الأشعة الأولى ليوم آخر، نرفع المنديل الأبيض من خلال نافذة الرحيل بلا جدوى مادامت الرحلة هي الأخيرة!