قبل عدة أسابيع التقيت بابن أختي خديجة؛ طارق عبدالكريم وابن أخيه عبدالله أحمد الحوسني قادمين من أبوظبي لإحضار أختي زينب من هناك، بعد أن قامت بواجب العزاء في ابنة أختها منى في الشارقة، وزيارة أختها الكبرى خديجة في أبوظبي.
وشاهدت معهم ولأول مرة شاحناً لأربعة تليفونات أو خمسة، فرحت بهذه التقنية الجديدة والتي إن حصلت عليها فإنها تعني أنني لن أحتاج إلى حمل شاحن في السيارة وشاحن في المكتب وشاحن في البيت.
في نفس الوقت الذي قرأت فيه أنه قد توصل باحثون ألمان إلى إمكانية استخدام حرارة الجسم البشرى في تشغيل الأجهزة الإلكترونية، والاستغناء بهذه الحرارة عن أجهزة الشحن والبطاريات المختلفة، لكن التكنولوجيا ليست قوية بما يكفي لتوليد كهرباء عالية، إنما قدر ضئيل من الكهرباء يقاس بالملي فولت، واكتشف الباحثون أن ظهر الإنسان يولد كهرباء أعلى من اليدين، وإذا أصبت بالحمى فربما يمكنك إنارة منزلك!! وتدور الأبحاث حالياً حول تطوير هذه التكنولوجيا لتشغيل الهواتف المحمولة وأجهزة الألعاب ومشغلات الفيديو، وقريباً جداً لن تحتاج إلى الكهرباء أصلاً، لأنك أنت نفسك ستصبح مصدراً دائماً ومتجدداً للطاقة.
وشخصياً فأنا مهتم بمثل هذه التكنولوجيا التي تقذف بالإنسان بعيداً في الاقتراب من الطاقة الحيوية البشرية أو تقربه من استخدام طاقته الروحية.
القلب كما يعرف الكثيرون الذين يعتمدون عليه في إنارة الطريق الذي يسلكونه في الوصول إلى ما يريدون الوصول إليه من نجاح وثروة وسعادة ووفرة، هو الطاقة التي لا تنتهي، خصوصاً إذا ما عمل على شحنها دائماً من يملكها.
لكن السؤال الذي يسأله الراغب في شحن قلبه، دائماً ما يحتار بماذا سوف يشحنه؟ وكيف يبقيه مشحوناً بصورة دائمة من أجل استخدامه في كل الحالات التي يحتاجها؟
من خلال التجربة توصلت أن أفضل ما يمكن أن يشحن به القلب هو الطاقة الهائلة التي لا تنتهي، أعني طاقة الإيمان، الإيمان هو القدرة التي لا تتوقف عن التكاثر والتناسل والتضاعف.
إن الإيمان بقدرة الله سبحانه وتعالى والتسليم الكامل له والاعتماد على مشيئته في تسيير كل أمور حياتنا؛ هو القوة غير المحدودة وغير النهائية.
إن الإيمان يستلزم أيضاً أن يكون الإنسان كما أراد له الله أن يكون، داعياً للخير، بكل ما يعنيه، نافياً للشر، بكل أشكاله الدنيوية الفانية.
وأرى أننا في السنوات القادمة لن نحتاج إلى شحن التليفونات، بل لن يحتاج المؤمن لأجهزة الاتصال التكنولوجية، فهو مع تطور التواصل مع القدرات الحيوية في جسمه والاعتماد على الطاقة الروحية التي يملكها منذ مجيئه إلى هذه الدنيا، سيكون قادراً على الاتصال بغيره عن طريق الخاطر، عن طريق العين الثالثة، عن طريق السفر في المكان والزمان.
الإنسان الروحي القادم، إذا كنا نتذكر جيداً، سيكون كما هو في الحكايات الشعبية القديمة، المحلية أو العالمية، وكما أفلام الخيال العلمي. سيكون الإنسان سوبرمان، الإنسان القادر على اجتراح الأعاجيب، أو التي نظنها خوارق وأعاجيب، وهي في واقعها ليست أكثر من استخدام العقل أو الاستفادة من 95% من إمكانيات العقل غير المستخدمة من قبل الإنسان، منذ مرحلة ما بعد طوفان سيدنا نوح.