بعد الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، دخل النادي الذري خمس دول أخرى هي على التوالي إسرائيل والهند والباكستان وكوريا الشمالية. وتقف إيران اليوم على عتبة الباب وتوشك على دخول النادي.

لأسباب مفهومة فإن إسرائيل وحدها تعتبر أن القنبلة الذرية في إيران سوف تشكل خطراً وجودياً عليها، أما أميركا وأوروبا فتعارض المشروع الإيراني بالعقوبات الدبلوماسية والاقتصادية، وهي تعرف أكثر من غيرها أن هذه العقوبات لن تثني إيران عن السير قدماً في مشروعها الذي تعتبره ضمانة استراتيجية لأمنها.

أميركا غير راغبة في التورط في حرب أخرى مع بلد إسلامي ثالث أو رابع، ولكنها لا تستطيع الصمود في وجه الضغوط الإسرائيلية، ولذلك تقدم لإسرائيل خدمات لفظية بشكل تهديدات جوفاء لإيران لا تتجاوز مرحلة العقوبات غير المجدية.

الجديد في الأمر أن مصنع السياسة الأميركية يتقدم خطوة أخرى في هذا المجال بالادعاء لأول مرة أن امتلاك إيران للسلاح الذري سيكون تطوراً إيجابياً يجلب الاستقرار للمنطقة، فهو يعني التوازن النووي مع إسرائيل التي بادرت إلى صنع القنبلة منذ أربعة عقود على الأقل فأخلت بالتوازن.

جاء هذا الموقف بوضوح وصراحة في مقال افتتاحي بمجلة (فورين أفيرز) عدد حزيران/ تموز، بقلـم كينيث والترز وهو باحث استراتيجي متخصص وأستاذ جامعي، نشرته المجلة وأبرزته بشكل واضح على غلاف العدد.

يقول الباحث الأميركي إن المخاوف من القنبلة الذرية الإيرانية ليست في محلها، وأن سباق تسلح عربي بالمنطقة غير وارد بدلالة أنه لم يحدث في مواجهة السلاح الذري الإسرائيلي الأشد خطراً، وأن إيران لا يحكمها ملالي متهورون بل آيات الله الذين يعرفون أن إساءة استخدام القنبلة يهدد وجودهم، كما ينفي احتمال وصول القنابل إلى أيدي الإرهابيين.

وهو يضرب مثلاً بنموذج الهند والباكستان، حيث أدت الأسلحة الذرية إلى تحقيق السلام بين الدولتين. ويصل أخيراً إلى نتيجة صارخة وهي أن كل الاطراف المعنية يجب أن يكونوا سعداء بإيران ذرية.

هذا البحث الخطير ليس مجرد اجتهاد أكاديمي، بل تمهيد لموقف سياسي أميركي، وهو بمثابة إعطاء الضوء الاخضر لإيران للسير قدماً في مشروعها النووي.

عن «الرأي» الأردنية