من يلحظ اليوم نشاط صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد حفظه الله من زيارات لمجالس البحرين شرقها وغربها يدرك أن هناك مسألة تأصيلية يؤكدها سموه في هذه الزيارات، وهي الالتقاء بأبناء البحرين جميعاً والتحدث معهم والسماع منهم. يترقب أهل البحرين قدوم رمضان المبارك كشهر للعبادة والصوم والرحمة، ويترقبون خلاله زيارات الأمير سلمان بن حمد، فما يفعله في كل عام هو أن يضع خارطة لمجالس أهل البحرين وهي عادة للأسرة المالكة دأبت عليها منذ عقود من الزمن. كان خطاب الأمير سلمان بن حمد خلال زيارات المجالس يحض على التواصل المجتمعي بين أهل البحرين، وهذا الأمر مهم جداً، فقد نختلف في السياسة لكن لنبق على ثوابتنا الوطنية، فمن لا يتبنى الإرهاب والضرر بالغير أو الضرر باقتصاد البحرين ليس من قضية معه. إنما أهل البحرين يرفضون أن يضعوا الجنوح للإرهاب للضغط على الدولة ويرفضون نهج الإرهاب الذي يستهدف الناس بشكل عشوائي في الشوارع. كانت عبارة جميلة تلك التي قالها الأمير سلمان بن حمد وهي: “إننا لن نتردد في محاسبة أنفسنا، لكن أين من يقف على الطرف الآخر؟” فمن يريد الخير للبحرين وأهلها لا ينهج إلى العنف أو الإضرار بالمجتمع من خلال التحريض الديني أو من خلال تمويل الإرهاب، السلمية التي يدعيها البعض اتضح للعالم أجمع أنها ليست سلمية، وإنما إرهاب منظم ومدفوع ومشرعن، وهذا لا يستقيم، يضر بأهل البحرين جميعاً، ويجعل المجتمع يطالب الدولة بتطبيق القانون على الخارجين عليه. يستحق رجال الأمن كل هذه الإشادة من سمو ولي العهد على ما يقومون به من جهود متواصلة لحفظ أمن المجتمع البحريني، وسط كل الظروف ووسط الحر ووسط استهدافهم بأنواع من الأسلحة، لذلك يستحق رجال الأمن كل هذه الإشادة من سمو ولي العهد وعلى رأسهم الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، الذي لا ننسى أبداً موقفه في الأزمة، ولا ننسى أنه أحد الرجال الذين عبروا بالبحرين من عنق الزجاجة بأقل ما يمكن من خسائر، فله الاحترام والتقدير والمحبة. بالأمس أيضاً قال سمو ولي العهد إن احترام مؤسساتنا الدستورية هو أساس المرحلة القادمة وهذه رسالة واضحة لمن يتعدى على المؤسسات الدستورية في البلاد، فقد كان هناك خطاب يشكك في كل ما أنجز في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله وهذا الأمر يجب أن يتوقف لمن يريد أن يرى بعين الحقيقة ويسير للأمام. من يريد أن يسير إلى الأمام وأن نتجاوز جميعاً المرحلة الحالية عليه أن يترك العنف ويدين العنف في الشارع، هذا هو أول خطوات تجاوز المرحلة، إذا ما استمر العنف بمباركة من الولي الفقيه فلن تستطيع جمعيات سياسية أن تدينه، من قال يوماً اسحقوهم عليه اليوم أن يعود إلى رشده، وأن يدعو إلى وقف العنف في الشارع فهذا لن يخدم أحداً، ولن يستطيع العنف أن يكسر ظهر الدولة. سمو ولي العهد أعطى درساً في النشاط الكبير جداً في هذا الشهر، فلم يهدأ سموه من بداية الشهر وهو يقوم بجولات وزيارات لمجالس البحرين ليسمع ويُسمع، وهذا أمر هام جداً لقياس رأي الناس وإشادتهم، أو معاناتهم ونقدهم، هي جزء مهم من الديمقراطية العربية الأصيلة التي تستمد من ديننا الحنيف. هناك مجالس كثيرة تتمنى زيارة سمو ولي العهد لها، وقد وصلتنا اقتراحات لذلك وهي أن هناك مجالس شعبية وشبابية تتمنى أن تتشرف بزيارة سمو ولي العهد، وأجد أن مثل هذا الأمر يجب أن يبحث فصوت الشباب من الجنسين مهم أن نسمعه، ومهم أن نسمعهم أيضاً خطاباً من القلب إلى القلب كعادة قادة البلد وعادة سمو ولي العهد حفظه الله. هذا مجرد اقتراح وبالإمكان بحثه وبحث كيفية تنفيذه إن أمكن، وبحسب ما يسمح به وقت سمو ولي العهد. زيارات سمو ولي العهد أوجدت رأياً وحراكاً سياسياً ومجتمعياً مهماً، بإمكان مثل هذه الزيارات ومخاطبة الناس أن توجد رأياً عاماً إيجابياً يحتاجه أهل البحرين في هذا الوقت.