لم تعد الرياضة مجرد لعب ولهو، ولم تعد مجرد مسابقات وبطولات وألقاب، بل تجاوزت هذه الحدود والمفاهيم إلى ما أبعد من ذلك بكثير لتصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وعنصراً أساسياً من عناصر الصحة العامة لدرجة أنها دخلت ضمن الوصفات الطبية للعديد من الأمراض العصرية.
هذه المقدمة أسوقها بمناسبة اليوم الأولمبي العالمي، الذي صادف يوم أمس السبت الثالث والعشرون من يونيو واحتفلت به اللجنة الأولمبية البحرينية، من خلال كرنفال رياضي أقيم بمجمع السيتي سنتر واشتمل على مهرجان للمشي واللياقة البدنية شارك فيه العشرات من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، بالإضافة للعديد من المسابقات الرياضية المتنوِّعة للأطفال والكبار.
هذا المهرجان جسَّد أهمية الممارسة الرياضية اليومية، خصوصاً في مجتمع كالمجتمع البحريني، الذي أصبح فيه المواطن قليل الحركة في تنقلاته اليومية، وكثير التوتر وسط ضغوط الحياة المتلاحقة وضغوط العمل بالإضافة للضغوط الخارجية.
لم تعد الممارسة الرياضية محصورة داخل الأندية أو الصالات الرياضية الرسمية، بل إنها متاحة للجميع سواء في مضامير المشي العامة الموجودة في أكثر من موقع، أو في المجمعات التجارية المكيفة - كما حدث أمس ويحدث كل أسبوع في مجمع السيتي سنتر – بالإضافة إلى المعاهد والأندية الرياضية الخاصة.
لذلك من غير المقبول أن نتهرب من ممارسة الرياضة ونترك أجسادنا عرضة للسموم والشحوم والأمراض المزمنة في الوقت الذي تتوافر فيه سبل الوقاية من كل هذه السلبيات.
أنديتنا الوطنية التي تمتلك الصالات المغلقة والمكيفة أمامها مسؤولية استثمار هذه المنشآت في خلق برامج رياضية ترفيهية لأسر الأعضاء في أوقات توقف النشاط الرياضي، أو في صبيحة الإجازات الرسمية وهذه البرامج، من شأنها أن تزيد من الترابط بين الأندية ومنتسبيها.
الاتحاد البحريني للرياضة للجميع أمامه هو الآخر مسؤولية وطنية في هذا الجانب، نتمنى أن يفعلها على أرض الواقع حتى لو اضطر الأمر لرفع سقف ميزانيته.
هناك شريحة كبيرة من المجتمع من الجنسين ممن ليسوا منتمين إلى الأندية الوطنية، ولا يستطيعون الاشتراك في الأندية الخاصة، ويحتاجون لمن يوفر لهم البرامج الرياضية المناسبة، وهنا يمكن أنْ يلعب اتحاد الرياضة للجميع دوراً فاعلاً لاحتضان هذه الشريحة وتحقيق رغباتها.
الرياضة إذاً أصبحت ضرورة حياتية في هذا الزمان المشحون بالضغوط والهموم والهواجس، وعلينا أن نتخلص من الاستصغار بالرياضة، وأن نضعها على سلم اهتماماتنا اليومية أسوة بالعديد من المجتمعات المتقدمة.