اقترب قطار كأس الأمم الأوروبية الشاق من محطته الأخيرة، فلم تتبق إلا مباراتان لمعرفة فرسان الرهان الأخير. وبهذا تكون البطولة قد بقيت وفيّة لفرقها الكبار.. إذا ما اعتبرنا بأن الفريق البرتغالي الحصان الأسود، لكن الفريق قدم ما يشفع له بأن يكون بين الأربعة الكبار بعد إظهاره روحاً قتالية كبيرة في جميع مباريات البطولة حتى الآن، حتى في تلك المباراة التي خسرها ضد الألمان، لكن الفريق أكد علو كعبه عندما كشر عن أنيابه أمام الفريق الهولندي الذي خسرته جماهير البطولة.. العزاء الوحيد للجماهير هو بقاء ألمانيا، وتألق الطليان، وعنفوان الإسبان، وبروز البرتغال، وجميع هذه الفرق اقتربت من تحقيق حلم الفوز بكأس البطولة.
المباريات الأربع في دور الثمانية جاءت جميعها تكتيكية بدرجة كبيرة، وبالرغم من ذلك خلق فيها اللاعبون فرصاً كبيرة على المرمى، ولم تصل فيها الرتابة حد الملل مثلما يحصل في العديد من البطولات.. كانت لقاءات مدربين - ولاعبين معاً، ففي مباراة إسبانيا، البرتغال استطاع المدرب «ديل بوسكي» التفوق على «الرئيس - بلان»، وإن صاحب ذلك فارق كبير في الإمكانات للإسبان، وساعده على هذا التفوق، التألق الكبير للنجم «تشابي ألونسو» الذي حرث الملعب طولاً وعرضاً دون أدني حسيب أو رقيب، أضف إلى ذلك الدور الكبير الذي لعبه لاعبو خط الوسط بقيادة إنيستا الفنان، وتشابي الميزان، والصخرة الكروية «سيرجيو راموس».
في مباراة البرتغال والتشيك كانت كل الظروف مهيأة لرونالدو للتفوق على رفاق الحارس العملاق «بيتر تشيك» في ظل فارق الإمكانات. اليونان كانت الحلقة الأضعف في مباريات الدور ربع النهائي، وبالرغم من ذلك حاولت مقارعة الألمان، لكن الفارق كان كبيراً في الإمكانات.. وكعادتهم الألمان فازوا بجزئيات صغيرة كفلت لهم التأهل لملاقاة الطليان.
وعلى غير عادتها ظهرت إيطاليا في مباراتها أمام إنجلترا بمستوى متميز أفضل بكثير من مبارياتها لعدة أعوام، فسيطرت على المباراة سيطرة شبه كاملة وذلك بسبب تألق واضح من قبل «بيرلو» الفنان. عموماً نحن على موعد مع مباريات كبيرة لا ينقصها أي من عناصر التشويق.. فالفرق الأربعة مرشحة للتوشح باللقب، والجميع يتوعد الجميع، فإيطاليا تتوعد الألمان، وإسبانيا عازمة على سحق البرتغال، فمن يفوز.. ومن يخسر؟
[email protected]