ربما هي بركات شهر رمضان على أهلنا في الكويت الحبيبة، وربما لم يمر عليّ منذ زمن طويل خبر عن تبرع شخصي من رجل واحد، أو امرأة واحدة بحجم ما تبرع به سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني في دولة الكويت. لكنه كان خبراً مفرحاً بكل المقاييس، وخبر يجعلك تقول إن أصحاب الخير والأيادي البيضاء مازالوا موجودين، ويبحثون عن عمل الخير ومساعدة الناس دون أن يقول لهم أحد أخرجوا هذا المال، إنما من أنفسهم يخرجونه حباً في أبناء وطنهم وحباً لعمل الخير والأجر. سمو الشيخ سالم العلي الصباح تبرع بمبلغ 60 مليون دينار كويتي (215 مليون دولار) من حسابه الشخصي من أجل التنمية البشرية ومساعدة أبناء الكويت الحاصلين على درجات علمية مرتفعة، ومساعدة المتعثرين جراء الديون بمبلغ محدد، وبضوابط محددة، ومساعدة المتزوجين حديثاً بمبلغ معين أيضاً. لن ينقص مال من صدقة، كما قال المصطفى رسول الأمة في حديث شريف (ما نقص مال من صدقة) أي أن الله يبارك في المال ويأتيك من الله ربما أضعاف ما تصدقت به من مكان لا تحسبه، ولا تعلمه، لكن الله سخره لك. في هذا الشهر الفضيل هناك ربما من به خير كثير، ويحب أن يساعد الناس، لكنه حين يأتي عند مسألة إخراج المال ويتردد، ويتأخر، ويسوّف، حتى تقول له الوساوس ولماذا تخرج كل هذا المال؟، الجميع عايش فقيراً أو غنياً. فيضيع على المتصدق أو الذي يخرج الزكاة خير كثير، الموت يأخذنا في طرفة عين، ونغادر، وهذه الدنيا فانية ولن نبقى فيها، أو كما قال أحد المحدثين الشباب، إن الإنسان يبقى تحت الأرض، أكثر مما يبقى فوقها، وهذا صحيح. نسمع عن شباب وشابات في عمر الزهور وفي عمر القوة والبأس، لكنهم يغادروننا في طرفة عين، ونحن جميعنا لا نعرف موعد المغادرة، فمن يملك مالاً وقد أنعم الله عليه بالخير من تجار وغيرهم ممن يملكون الخير، أن يخرجوا صدقاتهم وزكاتهم في هذا الشهر، فلا نعلم هل يعود علينا، وهل نكمله أصلاً، كل ذلك بيد الواحد الأحد. حقيقة أكبرت فعل الشيخ سالم العلي الصباح كثيراً، فمن الذي يخرج اليوم من ماله الشخصي مبلغ 215 مليون دولار ويعطيها الناس؟ لكن الله قدّر له أن يتبرع بهذا المبلغ وإن شاء الله يكون كما الصدقة الجارية له، ربما يكون الكلام مبالغاً فيه، لكن والله إن رب العباد يعيد إليك أضعاف المبلغ الذي تصدقت به أو أخرجت به زكاتك في فترة قصيرة جداً، والمتصدقون يعرفون هذا الكلام جيداً، خاصة إن كانت النية خالصة لوجه الله ولا تتبعها منه، ولا يعلم عنها أحد، فتجد أن ما تصدقت به يعود إليك من أبواب أخرى. جعل الله كل فلس من المبلغ الذي تبرع به الشيخ سالم العلي في ميزان حسناته، فلا يفعل ذلك إلا من يرجو الأجر من رب العالمين. في طرفة عين قد نغادر هذه الدنيا ونترك المال لغيرنا ولا نعلم ماذا يفعلون به، لكن ما دمنا نرزق والمال الفائض عن حاجتنا في أيدينا، فلنأخذ القرار القوي ونخرج ما يفيض عنا إلى مّن يحتاجه، كل شيء قد يتغير في لحظة، ولا باقي إلا وجه الله سبحانه. أهالي الحد من غير كهرباء رمضان تلقينا اتصالات من أهالي مدينة الحد يشكون من حالهم، فحتى ساعات الصباح الأولى من فجر يوم الأربعاء والكهرباء مقطوعة عنهم لمدة 13 ساعة متواصلة. أهالي الحد يناشدون سمو رئيس الوزراء أن يبحث انقطاعات الكهرباء، ونحن نقول إن كل المناطق التي تقطع عنها الكهرباء يجب أن تبحث. ملّ منا الحبر ونحن نكتب عن ذات القضايا، الكهرباء المقطوعة صيفاً وفي رمضان، هذا الحال يرضي من..؟ يقول الأهالي من يعوضنا عما فقدناه من (ماجلة) الشهر التي في الثلاجات بعد أن فسدت؟ من يعوضنا عن أجهزة التكييف التي عطبت جراء انقطاع التيار المتكرر؟ يجب أن يعوض كل من قطعت عنه الكهرباء وثبت أنه خسر الغذاء أو أجهزة كهربائية من قبل وزارة الكهرباء. من يدفعون فواتير الكهرباء، تقطع عنهم الكهرباء ويقال لك (خلل) ومن لا يدفعون فواتير الكهرباء لا تقطع عنهم الكهرباء حتى بـ (الخلل)..! قاتل الله أمراض الطائفية في كل مكان توغلت دون ضمير أو رحمة..!