عبر تجربتنا الحياتية، تعلمنا ومازلنا نتعلم، أن الحياة منذ نزول سيدنا آدم على أديم هذه الأرض، وقبل ذلك، كانت تسير ضمن قوانين وضعها الله سبحانه وتعالى، ولا شيء يمكن أن يخرج عن هذه القوانين الإلهية، والتي أصبحت أيضاً قوانين طبيعية مثل؛ قانون الجاذبية أو قانون الجذب أو قانون السبب والنتيجة والعلة والمعلول. وكل شيء، كبر أو صغر، لا يمكن أن يجري إلا من خلال هذا القانون أو ذاك، ومنها قانون الحب أو قانون العلاقات الإنسانية أو قانون التواصل بين الأنا والآخر، فما هو قانون الحب..؟ من كتاب “لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم” تأليف ديوك روبنسون، هناك مجموعة من القوانين الأساسية، وبالتأكيد هناك قوانين أخرى لم يتطرق لها الكاتب، وربما نتطرق إليها في مساحة أخرى من مساحات البنادر. القانون الأول، يجب أن تحب ذاتك لأن صلب علاقتك كلها تكمن ها هنا، فمن شروط إيجاد رابطة حب حقيقية ناجحة مع شخص آخر أن تحب ذاتك أولاً، وليس المقصود الأنانية. القانون الثاني، أن يكون لك شريك هو خيارك، فالإنسان لديه القدرة على جذب شريك والدخول معه في العلاقة التي يرغب. القانون الثالث، الحب عملية تتكون من خطوات، حيث التحول من مصطلح أنا إلى نحن، هذا أول المشوار. القانون الرابع، أن تبادل علاقة الحب ينمي الشخصية، فهي تعتبر كمدرسة للحياة نتعلم فيها أشياء عن أنفسنا لا نراها إلا عندما نحب. القانون الخامس، إن التواصل يعد أمراً جوهرياً، فالتبادل الصريح للأفكار والمشاعر هو قوام الحياة العاطفية وقوة الحب الصادق. القانون السادس، التفاوض أمر مطلوب، حيث يكون هناك أوقات دون موعد مسبق تتناقش فيها مع شريكك حول العراقيل التي تقف في طريقها فإن حدث ذلك بوعي واحترام فإن ذلك سوف يعود عليهما بالنفع إن شاء الله. القانون السابع، كل علاقة ستكون عرضة للتغيير وتحدي الغير، لأن الحياة لا تسير دوماً في خطوط مستقيمة فالحب الحقيقي هو الذي يصمد في وجه كل التغيرات. القانون الثامن، عليك أن تغذي حبك حتى ينمو ويزدهر، وقدر من تحب وأعطه كل اهتمامك ولا تبخل عليه بأي شيء. القانون التاسع، التجديد هو سر طول عمر العلاقة، والسعادة الدائمة تعني القدرة على إبقاء العلاقة متجددة وحيوية. القانون العاشر، سوف تنسى العالم كله عندما تكون مع محبوبك، فأنت تريد أن تعطيه كل ما تملك وهو كذلك. إننا لو قمنا بتطبيق هذه القوانين في حياتنا اليومية، ومارسناها بصورة جيدة لاستطعنا التغلب على الكثير من المشاكل العضوية والنفسية والروحية التي تعاني منها الأغلبية على هذه الأرض، ولحولنا الحياة التي نحيا إلى مجتمع محبة ومجتمع سلام وتكافل، يغني عن كثير من النظريات المادية والمفاهيم المغلوطة حول طبيعة الحياة، ولاستطعنا أيضاً أن نطيل أعمارنا، فالمحبة كما أردد وأقول دائماً هي العلاج لكل مشاكل الإنسان، بها يستطيع أن يصل إلى مرحلة الرضا والانسجام مع الكون والصفاء الداخلي الكامل. لنمارس الحب كما نتنفس الهواء، لنحب أنفسنا ونحب من حولنا، بهذا نستطيع أن نصل إلى ما نريد أن نكون عليه.