اختلط على الكثير من الناس مفهوم “الوسطيّة”، فصاروا ينظرون إلى الإنسان الذي يحاول أن يتخذ موقفاً معتدلاً أو متزناً بين المختلفين بأنه “شخص ضعيف أخرق” لا يقوى على مقاومة الطرف القوِّي أو التيار الغالب فيستسلم لأطروحاته، ويتبنّاها، ثم يبدأ في الترويج لها حتى يضمن لنفسه النجاة. هذه هي للأسف النظرة السائدة التي تؤدِّي إلى عزل القوم المتزنين فكرياً وسلوكياً، وتسفيه أفكارهم، واعتبارهم، دون وجه حقٍ أو دليلٍ قاطعٍ، شركاء في الجرم والجور.
إن الوسطيّة تمثِّل الاعتدال في كل أمور الحياة من تصوّرات ومناهج ومواقف، وتتطلب البحث المتواصل عن الصواب في التوجّهات والاختيارات، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال، بل هي منهج فكري والتزام أخلاقي وسلوكي.
ويشير الدكتور محمد عمارة، الذي ينتمي للمدرسة الوسطية ويدعو إليها، إلى أن الوسطيّة الجامعة تجمع بين عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة فتكوّن موقفاً جديداً مغايراً للقطبيّن المختلفيّن، ولكن المغايرة ليست تامة، فالعقلانية الإسلامية تجمع بين العقل والنقل، والوسطيّة الإسلامية تعني ضرورة وضوح الرؤية، باعتبار ذلك خاصية مهمة من خصائص الأمّة الإسلامية التي رفعتها بين سائر الأمم والشعوب.
أتصوّر أن المواطن الواعي الذي يسعى لاتخاذ مواقف وسطيّة مسؤولة ليس إنساناً جباناً أو خائفاً على مصالحه الشخصيّة، كما قد يروق للبعض أن يعتقدوا، وأن ينشروا هذا الاعتقاد في أوساط مريديهم والمنافحين عن آرائهم، بل هو على العكس من ذلك شخص شجاع، لأنه يرفض الانجرار إلى المواقف المتسيِّبة وغير المسؤولة التي قد تخلِّف وراءها عواقب وخيمةً، خصوصاً على الناس البسطاء الذين ليس لهم في الصراعات السياسية الدائرة ناقة ولا جمل، ويجد ضميره يستصرخه لعدم الانجرار وراء الشعارات البراقة، باعتبار أنه “ليس كل ما يلمع ذهباً”، ويدعوه لاتخاذ منهج التدرّج الحكيم في التطوير والتجديد والتغيير، لأنه يعلم علم اليقين، بناءً على تجاربه الحياتيّة المريرة، وخبراته التي تسلّح بها من جرّاء التواصل الدائم مع مختلف فئات المجتمع، وتحسّس مطالبهم وشجونهم، أنه لا مجال هنا للتخاذل والتحايل، بل إن الساحة مفتوحة للتعاون في القضايا المتفق عليها، والتحاور في الأمور المختلف عليها، وذلكم هو نبراس العدالة والتقدّم
إن الوسطيّة تمثِّل الاعتدال في كل أمور الحياة من تصوّرات ومناهج ومواقف، وتتطلب البحث المتواصل عن الصواب في التوجّهات والاختيارات، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال، بل هي منهج فكري والتزام أخلاقي وسلوكي.
ويشير الدكتور محمد عمارة، الذي ينتمي للمدرسة الوسطية ويدعو إليها، إلى أن الوسطيّة الجامعة تجمع بين عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة فتكوّن موقفاً جديداً مغايراً للقطبيّن المختلفيّن، ولكن المغايرة ليست تامة، فالعقلانية الإسلامية تجمع بين العقل والنقل، والوسطيّة الإسلامية تعني ضرورة وضوح الرؤية، باعتبار ذلك خاصية مهمة من خصائص الأمّة الإسلامية التي رفعتها بين سائر الأمم والشعوب.
أتصوّر أن المواطن الواعي الذي يسعى لاتخاذ مواقف وسطيّة مسؤولة ليس إنساناً جباناً أو خائفاً على مصالحه الشخصيّة، كما قد يروق للبعض أن يعتقدوا، وأن ينشروا هذا الاعتقاد في أوساط مريديهم والمنافحين عن آرائهم، بل هو على العكس من ذلك شخص شجاع، لأنه يرفض الانجرار إلى المواقف المتسيِّبة وغير المسؤولة التي قد تخلِّف وراءها عواقب وخيمةً، خصوصاً على الناس البسطاء الذين ليس لهم في الصراعات السياسية الدائرة ناقة ولا جمل، ويجد ضميره يستصرخه لعدم الانجرار وراء الشعارات البراقة، باعتبار أنه “ليس كل ما يلمع ذهباً”، ويدعوه لاتخاذ منهج التدرّج الحكيم في التطوير والتجديد والتغيير، لأنه يعلم علم اليقين، بناءً على تجاربه الحياتيّة المريرة، وخبراته التي تسلّح بها من جرّاء التواصل الدائم مع مختلف فئات المجتمع، وتحسّس مطالبهم وشجونهم، أنه لا مجال هنا للتخاذل والتحايل، بل إن الساحة مفتوحة للتعاون في القضايا المتفق عليها، والتحاور في الأمور المختلف عليها، وذلكم هو نبراس العدالة والتقدّم