المسميات والمصطلحات في بلدي مطاطة إلى أبعد حد.. ذمتنا واسعة جداً في تسمية أخطائنا وتجميل ممارساتنا.. لا أدري هل هذا من عمل المنافقين الذين يزينون لكل طرف أعماله ويقولون كله تمام؟.. أم من عمل ثقافة نفاق ومجاملات عامة نشترك جميعاً في تكريسها أم من عمل الشيطان؟.. مع أني لا أظن الشيطان سيجمل لنا أفعالنا ومواقفنا كما نفعل نحن..
يعدون المولوتوف، ويبيتون النية، ويستهدفون المدنيين في حفلة “باربيكيو” يومية على الشوارع العامة، ويسمون حراكهم عفوياً سلمياً متحضراً، ويسمون أنفسهم نشطاء وحقوقيين.. ماذا عن الشاب الذي قتلتموه.. لم نقتله إنما توفي في حادث سيارة.. ماذا عن المولوتوف الذي تلقونه في طريقنا.. المولتوف بسبب العنف الحكومي.. فتوى “اسحقوهم” ألم تكن ضد رجال الأمن ومشروطة بتحرشهم بالحرائر؟ لماذا يسحق رجال الأمن غير متلبسين بجرم التحرش؟ لأنهم مرتزقة.. وما تبريركم لسحق المدنيين؟ لأنهم بلطجية.. ستجد تبريراً لكل جريمة.. حتى بشر ينزفون جعلوا منهم دمى..
وغير بعيد عن حرب النجوم هذه، تجد الفساد الذي لا يشبع ولا يكتفي.. كلما غسل يديه من وجبة وضعت أمامه وجبة جديدة، ومع كل واحدة يبتلع قوت وسكن وأمن أعوام قادمة لشعب بأكمله.. متى اعترفنا بأنه فساد؟ متى سمعتم اعترافاً صريحاً وجاداً بوجوده في موقع وحدث محدد ووجوه محددة؟ يقولون لك في التصريحات الرسمية سنقضي عليه، لكنهم يكرمون الفاسدين..
العلاقات العامة في الوزارات لا تتعامل إلا مع شكاوى المواطنين التي تصل للعلن وتستشري رائحتها وتصل لأعلى الهرم وتفندها بمنتهى الحرفية لكنها طبعاً حرفية القرن الماضي.. لا أحد منهم مقتنع بأن الشعب تغير وكبر ونضج وصار يفهم ويميز.. والله نفهم بل ونتندر أيضاً على ردودكم في الجرائد..
ثم أين الوظائف؟ يخرج المسؤول كل حين ويحتل الصفحة الأولى ليقول لدينا مليون وظيفة، وخطتنا الوطنية تحقق أهدافها المنشودة.. ما أهدافها المنشودة ؟ ما هي تلك الوظائف؟ ولماذا كما تقولون يعزف عنها الشباب؟ ولمن تذهب الوظائف التي يريدها الشباب؟ ودعونا لا نتكلم عن الإسكان ولعبة البيضة والدجاجة التي تخدرون بها المواطن.. حتى الدجاجة ملت.. مهمة العلاقات العامة والتلميع صارت مستحيلة لأن الجمهور لسوء الحظ وعى وفهم ولم يعد يصدق كل ما يقال له ..
إن الفجوة النفسية الحاصلة بين المواطن والجو العام بما فيه من إرهاب ميداني وفساد وسرقات سببها محاولة إقناعه بغير ما يراه ويعرفه.. المواطن العادي صادق مع نفسه ويسمي الأمور بمسمياتها.. فيما تعجز الأطراف العريقة في اللعبة عن الاعتراف بالأخطاء وبمعضلات الواقع.. والوضع الذي نعيشه اليوم لا يخرج عن كونه دوراناً عبثياً في حلقة مفرغة.. المعارضة توهم نفسها أن الوضع تحت سيطرتها وفرصها لا تزال جيدة.. والحكومة تجد أيضاً من يقول لها كل شيء تمام والمواطن راضٍ وسعيد.. نظن أننا إذا ما ميعنا الكلمات وبررنا تبريراتنا الساذجة فإن الوضع سيتحسن من تلقاء نفسه والناس سينسون مشكلاتهم بمعجزة ما.. يبقى الإرهاب إرهاباً والفساد فساداً.. والغلاء غلاء والفقر فقراً.. المشاكل لا تختفي بطريقة سحرية إذا ما تلاعبنا بالكلام
يعدون المولوتوف، ويبيتون النية، ويستهدفون المدنيين في حفلة “باربيكيو” يومية على الشوارع العامة، ويسمون حراكهم عفوياً سلمياً متحضراً، ويسمون أنفسهم نشطاء وحقوقيين.. ماذا عن الشاب الذي قتلتموه.. لم نقتله إنما توفي في حادث سيارة.. ماذا عن المولوتوف الذي تلقونه في طريقنا.. المولتوف بسبب العنف الحكومي.. فتوى “اسحقوهم” ألم تكن ضد رجال الأمن ومشروطة بتحرشهم بالحرائر؟ لماذا يسحق رجال الأمن غير متلبسين بجرم التحرش؟ لأنهم مرتزقة.. وما تبريركم لسحق المدنيين؟ لأنهم بلطجية.. ستجد تبريراً لكل جريمة.. حتى بشر ينزفون جعلوا منهم دمى..
وغير بعيد عن حرب النجوم هذه، تجد الفساد الذي لا يشبع ولا يكتفي.. كلما غسل يديه من وجبة وضعت أمامه وجبة جديدة، ومع كل واحدة يبتلع قوت وسكن وأمن أعوام قادمة لشعب بأكمله.. متى اعترفنا بأنه فساد؟ متى سمعتم اعترافاً صريحاً وجاداً بوجوده في موقع وحدث محدد ووجوه محددة؟ يقولون لك في التصريحات الرسمية سنقضي عليه، لكنهم يكرمون الفاسدين..
العلاقات العامة في الوزارات لا تتعامل إلا مع شكاوى المواطنين التي تصل للعلن وتستشري رائحتها وتصل لأعلى الهرم وتفندها بمنتهى الحرفية لكنها طبعاً حرفية القرن الماضي.. لا أحد منهم مقتنع بأن الشعب تغير وكبر ونضج وصار يفهم ويميز.. والله نفهم بل ونتندر أيضاً على ردودكم في الجرائد..
ثم أين الوظائف؟ يخرج المسؤول كل حين ويحتل الصفحة الأولى ليقول لدينا مليون وظيفة، وخطتنا الوطنية تحقق أهدافها المنشودة.. ما أهدافها المنشودة ؟ ما هي تلك الوظائف؟ ولماذا كما تقولون يعزف عنها الشباب؟ ولمن تذهب الوظائف التي يريدها الشباب؟ ودعونا لا نتكلم عن الإسكان ولعبة البيضة والدجاجة التي تخدرون بها المواطن.. حتى الدجاجة ملت.. مهمة العلاقات العامة والتلميع صارت مستحيلة لأن الجمهور لسوء الحظ وعى وفهم ولم يعد يصدق كل ما يقال له ..
إن الفجوة النفسية الحاصلة بين المواطن والجو العام بما فيه من إرهاب ميداني وفساد وسرقات سببها محاولة إقناعه بغير ما يراه ويعرفه.. المواطن العادي صادق مع نفسه ويسمي الأمور بمسمياتها.. فيما تعجز الأطراف العريقة في اللعبة عن الاعتراف بالأخطاء وبمعضلات الواقع.. والوضع الذي نعيشه اليوم لا يخرج عن كونه دوراناً عبثياً في حلقة مفرغة.. المعارضة توهم نفسها أن الوضع تحت سيطرتها وفرصها لا تزال جيدة.. والحكومة تجد أيضاً من يقول لها كل شيء تمام والمواطن راضٍ وسعيد.. نظن أننا إذا ما ميعنا الكلمات وبررنا تبريراتنا الساذجة فإن الوضع سيتحسن من تلقاء نفسه والناس سينسون مشكلاتهم بمعجزة ما.. يبقى الإرهاب إرهاباً والفساد فساداً.. والغلاء غلاء والفقر فقراً.. المشاكل لا تختفي بطريقة سحرية إذا ما تلاعبنا بالكلام