إذا كانت الصحافة الوطنية تمارس دورها بشكل موضوعي ورصين، وتمارس نقدها بحرفية، فإن هذه الصحافة تقدم خدمة للمواطن وللمسؤول على حد سواء، أفضل من بعض البرلمانات النائمة في وطننا العربي.
نشهد الله سبحانه أننا ننتقد العمل، ونحترم الأشخاص في ذواتهم، وهذا النهج نسيرعليه منذ أن بدأنا أولى خطوات الصحافة، بالمقابل فإن من قبل أن يكون مسؤولاً على رأس وزارة تقدم خدماتها للوطن والمواطن، عليه أن يتقبل النقد الموضوعي، ولكل وزارة حق الرد إن كانت هناك معلومة خاطئة، فأكثر ما يواجهه الصحافي اليوم هو المعلومة الصحيحة والوثائق.
لم أشأ أن أتطرق لموضوع غياب مجموعة من النواب أو الكتل عن المشهد، حتى ونحن في إجازة برلمانية، هناك قضايا خطيرة تمس حياة الناس وسيادة الدولة، بينما لا نجد إلا تصريحات خجولة فيما يحدث على الساحة، فما هي الحكاية، هل الإجازة هي إجازة عن المشهد البحريني بأكمله والصمت؟
القضايا التي تمس حياة الناس ومعيشتهم وقوتهم تتطلب مواقف قوية من السادة النواب، ولم نجد ذلك إلا قليلاً أو نادراً، والبقية ربما في رحلات إلى أوروبا.. لا نعلم..!
خلال الفترة القصيرة الماضية وجدنا مجموعة من الأخطاء، على الأقل بحسب تقديرنا، وليسمح لنا من نعنيهم بأن نتطرق لبعض القضايا على عجالة.
ولتعذرنا الدولة فإن قرار إعادة سفيرنا إلى طهران كان قراراً خاطئاً، خاصة وأن إيران هي المتسبب في الأحداث والداعم لها، وهي من تمول أطرافاً تعرفها الدولة، غير أن طهران أيضاً أستبدت بنفسها وغرورها، وقالت إنها لن تعيد سفيرها إلى البحرين حتى يتوقف «القمع» على حد تعبيرهم!
لكن سفير طهران في سوريا لم يغادرها بسبب قتل أكثر من 25 ألف مواطن سوري بالطائرات وشبيحة النظام و«حزب الشيطان”..!!
حادثة تزوير خطاب الرئيس المصري محمد مرسي من قبل أمة الكذب والدجل، لم تلق رد فعل يرقى لحجمها.. حتى البيان الختامي الرسمي جاء متأخراً، حيث القاهرة أصدرت بياناً قبلها.
إيران ترى أن البحرين مشروع استحواذ، لن يجدي أن نعاملها بطيبة، الإيرانيون لا يفهمون إلا لغة القوة، أهل البحرين يشعرون أن ما نفعله تجاه إيران من إعادة الخطوط الجوية والسفير لم يكن به كرامة بحرينية، هذه الحقيقة، مواقفنا مخجلة، نعرف حجمنا ونحن لا نناطح جبلاً، لكن قليلاً من الكرامة في علاقتنا الخارجية، هذا ما يطلبه أهل البحرين، فقد مللنا سياسات الخنوع.
الله وحده من يحمي الأوطان، وليست إيران ولا أمريكا، ونحمد الله أن المملكة العربية السعودية هي الداعم والمساند للبحرين، فلماذا الخنوع والخوف، وعدم اتخاذ مواقف فيها كرامة للبحرين وأهلها؟
فيما يتعلق بباخرة الخراف الأسترالية، فقد تنفس أهل البحرين الصعداء، بعد أن قيل أن الباخرة غادرت “هكذا قالوا ولا نعلم، وقيل أيضاً أن هناك من لهم مصلحة في دخول الباخرة” فقد كان مؤسفاً أن نصبح مكباً لنفايات اللحوم التي ترفضها دول الخليج، وما زال موضوع احتكار استيراد اللحوم قضية تحتاج إلى حل، وإلى كسر ، بينما هناك من لا يريد أن يتم استيراد لحوم من السودان مثلاً، ولا نعلم لماذا؟
لم تتوقف أخطاء السادة الوزراء، فما يقال عن إجازة وزير حقوق الإنسان في وقت تتم فيها الاستعدادات لجلسة جنيف لمراجعة إجراءات البحرين، فإن توقيت الإجازة خاطئ بامتياز، وليس فيه حس وطني، لكن من الذي منح الوزير إجازة، هذا السؤال..؟
فيما يتعلق بالأراضي الصناعية، فقد كانت لدي هذه القضية بعد أن حدثني أكثر من شخص عنها، لكني أرجأت الكتابة عنها حتى أتحقق من الموضوع، وإذا بالقضية تنشر بالصحافة، وتقول فيها وزارة الصناعة أنها سحبت 32 أرضا صناعية، وأن هناك قضايا أخرى بالمحاكم..!
لكن اللافت أن وزارة الصناعة دائماً ما تشتكي من شح الأراضي، والأراضي موجودة، ولكن مؤجرة دون استثمار ودون عمل..!!
سؤال مهم نطرحه على وزارة الصناعة، ما هي إجراءات الانتفاع بالأراضي..؟
كل هذه القضايا وهناك على الجانب الرقابي من مجلسي النواب والشورى “الذي قالت عنه عضوة شورى إن مجلسها أشد من مجلس النواب”، كلاهما في غياب تام عن القضايا المعيشية والقضايا التي تستحق المتابعة والمحاسبة.
قضية اللحوم تحتاج إلى وقفة نيابية في المجلس النيابي القادم، كما هي قضية وزير حقوق الإنسان، كما هي قضية الأراضي الصناعية، ويبدو أن قضية الأراضي الصناعية تحتاج الى أن تفتح كملف.
رذاذ
يقول أحد الإخوة معلقاً على ما يفعله بعض الوزراء، أن بعضهم يحتاج إلى “عصا مثل عصا لمطوع أيام أول”..!!.