حين ترافقني ابنتي ذات الثلاثة أعوام إلى المجمعات التجارية، فإنها تقوم بمصافحة كل الأطفال الذين تلتقيهم في طريقها. من هواياتها المفضلة مصافحة الأطفال من الجنسين وتقبيلهم ومعانقتهم، والكثير من أولئك الأطفال اللطفاء يبادلونها ذات السلوك الجميل، هؤلاء هم أطفال البحرين.
ابنتي حين تصافح من حولها فهي لا تسألهم عن هويتهم المذهبية والدينية، وهم كذلك لا يسألون، فالبراءة مازالت تحكم مشاعرهم وتصرفاتهم بكل عفوية وفطريّة نظيفة، ليتنا كنَّا مثلهم.
لا أعلم إن استمر الوضع في الوطن على ما هو عليه الآن، وكتب له «لا قدر الله» أن يمتد لفترة زمنية أخرى، هل ستظل ابنتي وكل أطفال البحرين الأبرياء يتعاملون مع بعضهم حين يشبون، كما يتعاملون الآن مع بعضهم بكل ود وإنسانية؟ هل سيصافحون ويعانقون ويقبلون بعضهم بعضاً؟ أمْ ستكون أحداث الوطن حينها، تشوش وتخربش أفكارهم ومشاعرهم وطهارتهم؟ أمْ أنهم سيكونون أكثر تماسكاً وترابطاً مع بعضهم البعض من كبار اليوم؟
ربما يقول قائل، نحن باستطاعتنا أن نزرع في نفوس الأبناء روح المواطنة، وننزع كل مثالب التفرقة والطائفية، وذلك من خلال التنشئة الصالحة، والتوجيه السليم.
نحن نقول ربما، نعم ربما يكون للتربية دور في إبعاد الناشئة عن كل ما من شأنه أن يحطم ترتيب الوطن والإنسانية في دواخلهم، لكن لن يكون للتربية دور كبير وملحوظ، وذلك بسبب طبيعة أدوات وأنماط الحياة المعاصرة، ودور العناصر الأخرى في تشكيل هوية الطفل وثقافته، كالشارع والمدرسة ووسائل الاتصال الحديثة خصوصاً الأنترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي والعقل الجمعي وغيرهم الكثير.
نحن لسنا في عصر الحقيقة والبراءة والبساطة، بل نحن اليوم نعيش في كنف أعنف المراحل التاريخية على الإطلاق، نعيش في عصر المعلومة المشوشة، نعيش عهد الكذب والنفاق والمصلحة والدجل والمال وشراء الذمم والمتاجرة بالقيم والأديان واللعب على المتناقضات البشرية. بعد كل ذلك، هل بإمكان ابنتي اللطيفة الناعمة البريئة أن تصمد في وجه هذه الحملات المضللة والشرسة؟ هل ستظل حين تدخل «المولات» أن تصافح كل من حولها كعادتها الجميلة؟ أم أنها ستظل قبل أن تبتسم في وجه الناس، في أن تقوم قبل ذلك بفرزهم حسب الهوية؟
صحيح نحن نقوم بتربية الأبناء على الطهر وحب الوطن والإنسان، لكن هنالك من المهووسين من يعمل ليل نهار وبكل ما أوتي من قوة، كمشاريع هدم لما نبني. نحن نعتبر مشاريع حب صغيرة، بينما هؤلاء يعتبرون مشاريع فتنة عملاقة، ليس لهم من همٍّ سوى أن يفسد إنسان هذا الوطن.
سنحصن صغارنا، لكن نتمنى من كبارنا ألا يعبثوا بعفة وطهارة الصغار في جنح الليل، وأن يتركوهم يعيشون بحرينيتهم الحقيقية كما عشناها بين مئذنة الفاضل ودواعيس المخارقة وفرجان المحرق، فعند ذلك ستكون البحرين بخير، فقط حين ترفعون أيديكم عنها أيها المفتنون.
البحرين ليست لكم وحدكم، البحرين لكل الأجيال القادمة، فدعوهم يعيشون بسلام.
ابنتي حين تصافح من حولها فهي لا تسألهم عن هويتهم المذهبية والدينية، وهم كذلك لا يسألون، فالبراءة مازالت تحكم مشاعرهم وتصرفاتهم بكل عفوية وفطريّة نظيفة، ليتنا كنَّا مثلهم.
لا أعلم إن استمر الوضع في الوطن على ما هو عليه الآن، وكتب له «لا قدر الله» أن يمتد لفترة زمنية أخرى، هل ستظل ابنتي وكل أطفال البحرين الأبرياء يتعاملون مع بعضهم حين يشبون، كما يتعاملون الآن مع بعضهم بكل ود وإنسانية؟ هل سيصافحون ويعانقون ويقبلون بعضهم بعضاً؟ أمْ ستكون أحداث الوطن حينها، تشوش وتخربش أفكارهم ومشاعرهم وطهارتهم؟ أمْ أنهم سيكونون أكثر تماسكاً وترابطاً مع بعضهم البعض من كبار اليوم؟
ربما يقول قائل، نحن باستطاعتنا أن نزرع في نفوس الأبناء روح المواطنة، وننزع كل مثالب التفرقة والطائفية، وذلك من خلال التنشئة الصالحة، والتوجيه السليم.
نحن نقول ربما، نعم ربما يكون للتربية دور في إبعاد الناشئة عن كل ما من شأنه أن يحطم ترتيب الوطن والإنسانية في دواخلهم، لكن لن يكون للتربية دور كبير وملحوظ، وذلك بسبب طبيعة أدوات وأنماط الحياة المعاصرة، ودور العناصر الأخرى في تشكيل هوية الطفل وثقافته، كالشارع والمدرسة ووسائل الاتصال الحديثة خصوصاً الأنترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي والعقل الجمعي وغيرهم الكثير.
نحن لسنا في عصر الحقيقة والبراءة والبساطة، بل نحن اليوم نعيش في كنف أعنف المراحل التاريخية على الإطلاق، نعيش في عصر المعلومة المشوشة، نعيش عهد الكذب والنفاق والمصلحة والدجل والمال وشراء الذمم والمتاجرة بالقيم والأديان واللعب على المتناقضات البشرية. بعد كل ذلك، هل بإمكان ابنتي اللطيفة الناعمة البريئة أن تصمد في وجه هذه الحملات المضللة والشرسة؟ هل ستظل حين تدخل «المولات» أن تصافح كل من حولها كعادتها الجميلة؟ أم أنها ستظل قبل أن تبتسم في وجه الناس، في أن تقوم قبل ذلك بفرزهم حسب الهوية؟
صحيح نحن نقوم بتربية الأبناء على الطهر وحب الوطن والإنسان، لكن هنالك من المهووسين من يعمل ليل نهار وبكل ما أوتي من قوة، كمشاريع هدم لما نبني. نحن نعتبر مشاريع حب صغيرة، بينما هؤلاء يعتبرون مشاريع فتنة عملاقة، ليس لهم من همٍّ سوى أن يفسد إنسان هذا الوطن.
سنحصن صغارنا، لكن نتمنى من كبارنا ألا يعبثوا بعفة وطهارة الصغار في جنح الليل، وأن يتركوهم يعيشون بحرينيتهم الحقيقية كما عشناها بين مئذنة الفاضل ودواعيس المخارقة وفرجان المحرق، فعند ذلك ستكون البحرين بخير، فقط حين ترفعون أيديكم عنها أيها المفتنون.
البحرين ليست لكم وحدكم، البحرين لكل الأجيال القادمة، فدعوهم يعيشون بسلام.