ينظر من لديه رؤية بعيدة للأحداث والقضايا الراهنة، إلى أن ما مر بنا من أحداث منذ عام ونصف على أن هذه الأحداث بمثابة الضارة النافعة، رغم كل ما عانيناه، رغم آلامنا، رغم أن الجرح لم يندمل، إلا أن من ينظر إلى الأفق وليس إلى أسفل قدميه سوف يقول: “نحمد الله على كل حال، ونحمد الله أن انكشفت عنا الغمة، وانكشفت الوجوه، وبانت أمامنا النوايا، وعرفنا ماذا يخطط إليه الغير، وقد أنهزم وأندحر”.
كتبنا ذات مرة، من أن هناك حسنات كثيرة للأحداث تجلت أمامنا، ربما كنا نكذب أنفسنا قبلها من أن الغير خامد ولا ينوي الشر، لكن ما سمي بـ«الربيع العربي” كان بمثابة فرصة لمن في قلبه مرض في البحرين، لأن يستغل الموجة المندفعة، لكنه لم ينجح بفضل من الله سبحانه وبوحدة أهل البحرين جميعاً.
بالأمس خص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حضور مجلسه بكلام من القلب، بكلام يقطر بالحكمة من رجل عاصر وفهم وأدرك ما يدور حولنا بخبرة السنوات، فقد قال سموه إن الأزمة تجعلنا نتوحد، وتجعلنا نتجمع، وتجعلنا نقف وقفة رجل واحد، وهذا ما حدث بالبحرين من جانب أهل البحرين الذين وقفوا وقفة محبين لوطنهم بانتماءاتهم وأديانهم، وكان هذا أهم وأقوى سلاح من بعد أن حفظنا رب العالمين.
وقال سموه إن “الرجال يثبتون في الأزمات، والحمد لله أهل البحرين على مر الأزمات ثبتوا ووقفوا وقفات مشرفة”.
بعدها تطرق سموه إلى أن “الأخطاء تحدث في أي مكان، وإن كنا أخطأنا، فإن علينا أن نتعلم من الدروس، ونستفيد ونصحح الأخطاء إن كنا مخطئين”.
لم يغفل صاحب السمو الملكي في حديثه لأعيان ونواب وتجار وإعلاميين أمس الجانب المعيشي للمواطن، وشدد على أن كلفة المعيشة في البحرين أقل بكثير من دول حولنا، وعلى سبيل المثال استشهد سموه بما قاله بعض من زاروا دول خليجية مؤخراً من أن سعر الخبز الواحد هناك يساوي 100 فلس بحريني، بينما في البحرين الخمسة بـ100 فلس.
وقال الأخ إبراهيم زينل إن كيس الطحين ذا الخمسين كيلو يباع بالبحرين بدينارين، بينما يباع في دول الخليج المجاورة بـ10 دنانير، أي أن الفارق 8 دنانير.
كما قال زينل لا توجد دولة بالعالم كله يباع فيها كيلو اللحم بدينار واحد، كما هو بالبحرين.
خليفة بن سلمان قال أمس إن أهم أولوية أمام الدولة هي الأمن، ومن بعد الأمن تأتي الصحة والتعليم والإسكان، وكلها تُقدم بمستوى عالٍ في البحرين، وسوف نبقى نجتهد لتقديم أفضل الخدمات ونسد أي قصور وهذا واجبنا ولن نتخلى عنه.
وفيما يتعلق بالإسكان، قال سموه إن “البحرين أول دولة بالمنطقة أقامت مدينة إسكانية، وأن خدمات الإسكان لن تتوقف وسوف نستمر فيها وذكر إنجازات وعدد الوحدات التي سوف تسلم هذا العام”.
في أغلب حديث سموه كان يشدد على “العلم وعلى الدراسة والاستزادة من العلم في كافة المجالات وأن أهل البحرين يطرقون كل التخصصات وهذا أمر ممتاز”.
وكعادة سموه الدائمة فقد خص أهل المحرق بكلام جميل، وقال إن “أهل المحرق لهم حب كبير عندي، وحبهم بالقلب” “وأشار بيده إلى قلبه”، وقد وقف أحد أبناء المنامة وقال لسموه: “أهل المنامة يحبون سموك أيضاً” وقال سموه: “وأنا أحبهم، وأحب أهل البحرين جميعاً”.
إشارات وكلام كثير تطرق له سموه أمس، منه ما أوردناه، ومنه ما ليس للنشر، لكن في كل مرة نجلس فيها في مجلس سموه فإن صورة أخرى ترتسم إلينا ربما لم نكن نشاهدها، ونشعر أيضاً أن كلاماً وأفكاراً وحقائق في خاطر سموه لا يريد أن يتطرق إليها علانية.
انتهى حديث سموه، وأقول إن من فوائد الأزمة أن الأقنعة التي أعيد لبسها، لم تعد تخدع أهل البحرين، وأن حاجز الخوف قد أنكسر، فلم يعد يخيف أهل البحرين شيء، فبرغم الإرهاب والخطاب المشحون بالطائفية والكراهية والتوعد بالانتقام، إلا أن أهل البحرين الحقيقيين وقفوا وثبتوا، ولن يتزحزحوا أبداً.
قد نختلف مع الدولة يوماً ما، قد تتباين وجهات النظر، قد نزعل، وقد يزعل منا الطرف الآخر، لكن هذا يحدث داخل البيت الواحد، كما يختلف الأخ وأخيه، والنوايا ليست خبيثة، والأيادي ليست أيادي غدر أو خيانة.
لكن أجمل اختلاف هو أن نختلف من أجل حب البحرين، بينما نقف على أرض صلبة هي عروبة البحرين، وإن حل أي خلاف يبقى بحرينياً، والولاء للشرعية الحاكمة، وللأسرة المالكة بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله.
الله يعز السعودية
في كل مرة نلتقي فيها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان فإنه يشدد على ركيزة أساسية هي في خاطر أهل البحرين الحقيقيين، فدائماً ما يقول: “الله يعز السعودية وآل سعود وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز” ويقول “الله يخليهم لنا ذخراً، وما ننسى وقفاتهم”.
أطباء بيطريون متخصصون
وجه سمو رئيس الوزراء وزير البلديات إلى الاستعانة بخبرات من الخارج للإشراف على سلامة الأغنام المستوردة، والإجراءات المتبعة، حتى لا تصل للمواطن أي لحوم بها أمراض أو أوبئة، أو تكون غير صالحة للاستهلاك.
مليونا زهرة للشوارع
قالت وزارة البلديات إنها بصدد زراعة الأزهار في شوارع المملكة من مشاتل الوزارة..!
مشكورين يا جماعة.. على جانبي الطريق أزهار، وفي وسط الطريق إطارات محترقة ومولوتوف...!!