صدورنا تسع العالم شرقه وغربه، فليس فيها حقد ولا غش، وليس فيها مكان لثأر ولا خيانة ولا نكث لوعد، فنحن أبناء الإسلام الذي وحدنا، وعلمنا أصول المحبة في الله، وها نحن اليوم نمد يدنا إلى كل من يشاطرنا همومنا، ويخالطنا أفكارنا وآمالنا، فنحن اليوم أمة بها يغدر، وديناً فيها يطعن، وعروبة فيها تذبح، على يد عدو شمر عن حقده، ففي أرض الخلافة أمتنا تقتل، وفي دار الشام أمة أطفالها تنحر، وفي البحرين مؤامرة غدر وخيانة للعهد، عهد صاغه تاريخ الأرض، وعمر البحرين التي عرفناها ولم نعرف غيرها، فهي الأرض والأم وهي الروح والمهجة، إنها البحرين نقولها ونعلنها، نعادي من يعاديها، فلا خير فينا أن نخون عهدنا فيها، إننا نقول نعم، أخوة في الأرض.. نعم جيران، وأصحاب، ولكن ذكرى أليمة في قلوبنا لا نستطيع محيها ولا نسيانها، ذكرى رأينا فيها ويلات وحسرات وآهات، ليال مضت لا نعرف فيها أمان، ولا ندري ماذا كان سيحصل فينا وفيها؟ إنهم خرجوا بالمئات وحملوا راية التسقيط، ونصبوا منصات الإعدام، فكيف يا ناس ننسى مناظر لم تبعد يوماً عن عيوننا؟ ولليوم لا تزال تلك الأصوات ترتفع وتنادي أعادينا ـ تدعوهم لدخول أراضينا بعساكر أعاجم لا يعرفون الله ولا يخافونه، فهذه رقاب أطفال ونساء ورجال الشام، تحكي لكم قصتها مع العساكر الذين جاؤوا من قم وطهران، وجاؤوا بسكاكين وحراباً، إنهم أنفسهم في البحرين، أولئك الذين يدعون أننا لهم إخواناً، فكيف لأخينا يدعو إنساناً ليقتل إنساناً، أنه استنجد ويستنجد كل يوم بطغاة، ولا زالت أصواتهم جمعاً تنادي بحماية أممية، لتنزع جذور الملكية، لتقدمها لمن عاثوا في الأرض فساداً وخراباً، إنها البحرين الحرة الأبية، التي يحلمون كل يوم أن تكون مأساة عراقية، ومذبحة كمذبحة لا تختلف تفاصيلها عن الشام العربية، فقد عشنا أياماً وليالي مروعة، رأينا كيف يذبح فيها الإنسان، وكيف تقطع أصابعه ويبقر بطنه، وتغرس الأسياخ في رأسه، ويحرق جسده، ثم يقطع لسان مؤذننا، فكيف لنا أن نضع يدنا بيد من عاث في أرض البحرين خراباً وفساداً، أننا لا نآخي من يعادي البحرين كان من كان، حتى لو كان لنا أباً وأماً، فوالله لا نغدر بعهد، ولا نخون ولاة أمر، فصدورنا تسع العالم شرقه وغربه، وليس فيها حقد، ولكن ليس فيها مكان لمن يعادي البحرين أرضاً وحكاماً.
نعم، إنهم كل يوم ينادوننا من على منابرهم، وفي كل تغريدة فيها يقولون تعالوا ضعوا أيديكم في أيدينا، يقولون تعالوا معنا نحقق أمانيكم، تعالوا معنا نحارب الظلم، فأنتم لنا إخواناً، فهل نكون لهم بعد هذه الدعوة إخواناً؟ هل نكون لهم سواعد وأذرع؟ هل نكون لهم أعوان وأتباع؟ هل الأخوة معناها أن نكون يداً بيد ونتبع بعضنا بعض، ونذهب معهم أينما ذهبوا، ونكون معهم في الخيام في الساحات والدوار، ونقطع معهم الطريق، فهذه الأخوة التي ينشدونها منا، وإلا كنا بالنسبة لهم لا نعدو أكثر من “بلطجية” فقد أعلنوها مدوية، ولا زالوا يرددونها في تقاريرهم الإخبارية، وها هي صحفهم ومنابرهم تشهد بأننا ما دمنا نقف مع الشرعية الخليفية فنحن أهداف أحلت دماءنا مرجعياتهم الإيرانية، فقد قالها وأعلنها مدوية “اسحقوهم”، وهي تعني أن يسحقوا إخواننا وجماعتنا وأصحابنا، فأبناؤنا قوام الأمن ولبنته، وسحقهم سحقنا، فلا يمكن بعدها أن تكون هناك روابط أو أواصر، فهم من قطعوها، وهم من دمروها، وكل يوم يزيدون في قطعها، وها هم إلى اليوم يصرون على أن يكون كرسي رئيس الوزراء لهم، فهل بعد هذه الدعوة نؤاخيهم، إنهم يريدون إقصاء كل دم خليفي في أي منصب كان، ويجعلون ساستهم ورموزهم قادة وحكاماً ووزراء، فهذه هي حقيقتهم، مع كل أرض تقع تحت أيديهم، ونحن لا نتجنى ولا نأتي بأفكار، فقد كسروا الصور وأزالوها من على كل الجدران وأحرقوها، وهددونا بالرحيل والتنكيل، فكلها عبارات محفوظة رأيناها بعيوننا، لم تنقلها شاشات ولا قنوات، بل كانت على الجدران مكتوبة ولا زالت مكتوبة، فكيف نرضى بعدها أن نكون إخواناً لمن خان العهد، ونادى الأعداء ليستحل البحرين، ونضحى بعد عزها أكوام بشر تحت الخيام، وبعد الكرامة نبحث عن مأوى وطعام، هذا الواقع نفسه يعيشه إخوان العقيدة والتاريخ في الشام، الذين قتلتهم نفس اليد التي تعبث بأمن البحرين واستقرارها، وتتوادد مع العدو الطامع الذي يسعى إلى ضم البحرين إلى ولايته، فلا أبداً لن نتوادد مع من يتآمر على البحرين، حتى ولو كانوا إخواننا وآباءنا ونحن قوم نؤمن بالله وباليوم الآخر.. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ” وهم يوادون اليوم قولاً وفعلاً من هدم بيوت الله وذبح أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
رسالة لوزير الصحة:
ماذا عن التلوث في مدينة الحد وعسكر وجو، أو أنها مناطق فيها التلوث مسموح، وفي المعامير ممنوع. إن مقدار وحجم التلوث في هذه المناطق أضعاف مضاعفة للموجود في منطقة المعامير، وعلى وزير الصحة أن يتعامل مع قضية التلوث بسواسية، أم أن هناك عناية خاصة لبعض المناطق دون مناطق البحرين الأخرى؟! مثلما تكون عناية خاصة بالنسبة لمرض دون بعض الأمراض المزمنة والقاتلة، فنحن يا وزير الصحة أصبح لنا لسان لا يمكن قطعه.