أي عاقل ومحب للمصلحة العامة وأي حريص على سلامة اللاعبين لا يمكن إلا أن يؤيد قرار اتحاد الكرة بتأجيل مباريات الجولة الثالثة لدوري الدرجة الأولى وإن كنت مع تأجيل ما تبقى من جولات إلى ما بعد نهاية دورة كأس الخليج لضمان إقامة المباريات على أرضيات نجيلية طبيعية مستوية وعدم استئناف الجولات القادمة على إستاد نادي المحرق بأرضيته النجيلية المتهالكة والمتعرجة والتي تسببت في إلحاق الضرر بعدد من اللاعبين فضلاً عما سببته من زيادة الحذر والخوف الذي لمسناه خلال الجولتين الماضيتين.
نحن هنا لا نتحدث عن فريق متصدر وآخر متعثر إنما نتحدث عن مسابقة بأكملها وعن مصير جمع من اللاعبين بينهم عدد كبير من نجوم المنتخب الوطني المقبل على استحقاق تاريخي مهم جداً وهو دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الحادية والعشرين.
لذلك كنا من أوائل المطالبين بتأجيل انطلاقة المسابقة لما بعد الانتهاء من هذا الاستحقاق الهام لأننا على علم بأن الملاعب ستكون في حالة جيدة جداً إن لم تكن ممتازة في ظل الصيانة الشاملة التي تخضع لها هذه الأيام والتي تشمل مختلف المرافق بالإضافة إلى الأرضية النجيلية التي تعتبر العنصر الأهم في مشروع الصيانة.
إذا كنا نريد مسابقة ناجحة من الناحية التنظيمية والفنية فعلينا أن نؤمن أولاً الأرضية التي تقف عليها هذه المسابقة وبما أننا نتحدث عن كرة القدم فلا بد من أن نتحدث عن ملاعب نجيلية صالحة للعب ونترك تحديد هذه الجودة إلى من يعنيهم الأمر من القائمين على شأن المنشآت الرياضية من مهندسين وأخصائيين.
فقط نريد أن يكون دورينا على مسافة قريبة من الدوريات الخليجية الشقيقة التي تتمتع بمزايا تنظيمية متقدمة تجذب المتابعين وتترك انطباعاً إيجابياً لديهم.
الجولتان الماضيتان من المسابقة كشفتا بعض الجوانب الإيجابية في أداء أغلب الفرق نتيجة للتحضيرات الجيدة كما كشفت عن اهتمامات إدارات بعض الأندية بتطوير فرقها الكروية ولعل أبرزها ما لمسناه من إدارة نادي الحد برئاسة الوجيه الفاضل أحمد المسلم.
كل هذه الإيجابيات من الممكن أن تتلاشى بسبب سوء التنظيم أو غياب الملاعب الصالحة للعب - كما شاهدنا في الجولتين الماضيتين – وبالتالي تهدر الجهود والأموال ويزداد الإحباط لدى من يرغبون في العمل التطوعي!.
خلاصة القول إن التأجيل قرار صائب ويجب على الأندية أن تستقبله بصدر رحب لأنه يصب في مصلحتها ومصلحة لاعبيها ومصلحة لاعبي المنتخب الوطني الذي يستعد للاستحقاق الخليجي المنتظر.

[email protected]